ㅡ رسالة إلى مجهُول ㅡ

89 5 4
                                    



مرحبًا يا صديقي الذي لا أعرفه ولم ألتقي به يومًا ، لكني كلي ثقة بأنك ستقرأ رسالتي
أنا بخير إلا أني لا أعرف كيف أشرح لهُم أو لك معنى التظاهُر بأنني مثلُ البقية في حين لَستُ كذلك ، لم يَحدُث شيء في يومي ، سوى صراعاتي النفسية و مُحاولاتي اليَومية في تبسِيط معاني الحَياة في عقلي ، وأنَّ لا شَيء يستحق كلَ هذا القَلق الذي يَبتلعني.
سألني شخصٌ ما بدافع الفضُول البشَري الذي لا جدوى مِنه ( ما الذي حَدثَ لك ؟ ) ، في الحقيقةِ شُكرًا لسؤاله الذي جَعلني حقًا أُفكر ماذا حدثَ لي؟ هل صِراعَاتي مرسُومًة على تفاصِيل وجهي؟ فَلم أجِد إجابة ، فقرَرت أنه لَم يَحدُث شيء.
انتَهت أحادِيثي ، فَقط شَعرت في يَومٍ مَضى أنَّ أحاديثي عَن الأمل قصص مُكَررة مُمِلَّة، وأنَّ عَجزي ععن فهم نفسي حالة مُنتَشِرة ، أشعُر بالتَشويش في عَقلي طُوال الوَقت، لا يُمكِنني تَرتيب الحَديث الَّذي في رَأسي ليظهَر كَما تَظهَر الأحاديث العادية.
هُنالِك خوفٌ يَتَسلقُ قَلبي مُنذُ زَمن ، لا أعلَم كَيف انتهَى بي الأمرُ هَكذا ، لا أعلمُ ما الذي حَدث ، ولا أُحِب أن يسألني أحد ما الذي حَدث ، فَسأمُرّ بتخَبط لا يَنتهي بِي لأي إجابة ولا يتغير أيُّ شيء.
أشعُر بأني أستثقِل حمل جَسدي أحيانًا ، وأحيانًا أشعُر أني أُثقل على جَسدي بِكُل هذا الكَم من الأفكار والأرواح والظِلال التي أحشُرها في رَوحٍ واحِدة.
وأنا من يأسِي أكتُب إليك الآن وأنا لا أعرِف اسمك حَتّى ، ليتَ رسَالتِي هذهِ تُقرَأ حِين أُرسِلهُا إلَى العِنوان العَشوائي الذي اخترتُه ، ولا يَنتَهي بِهَا الحال مُهمَلة بين فَواتِير الكَهرباء.

جزء مفقود.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن