12- دفء صديق

2K 261 41
                                    


" تفضل بالدخول "
قلت لألين بعد أن فتحت باب منزلي بعد أن عدنا من المدرسة ،
أغلقت الباب و هو بدأ بتأمل منزلي ثم أخبرني:
" منزلك جميل حقًا ويليام ،ولكن لمَ هو هادئ هكذا؟
أين هما والداك ؟ "
رددت بدون إهتمام :
" بالعمل ولا يعودان سوى بوقت متأخر "

رد عليّ بتذمر بسيط قائلًا :
" أتمنى أن أحظي بنصف هذا الهدوء ، منزلي يبدو كساحة للقتال من كثرة الضجيج به! "
لا تتمنى هدوءًا كهدوء حياتي ألين،
الهدوء يصبح قاتلًا أحيانًا.

صعدنا لغرفتي و هو مجددًا أبدى إعجابه بالمكان
ثم قال:
" لا أصدق أن هناك شخص مرتب مثلك ويليام ،
أهنئك على هذا "
رددت قائلًا بحدة بسيطة :
" توقف عن الثرثرة ألين وهيا لندرس ، لمعلوماتك فقط أنا لا أستهين بالدراسة "

قلب عيناه بملل ثم قال :
" حسنًا حسنًا هيا أيها العبقري "
جلس على كرسي مكتبي وأنا ذهبت لأحضر كرسيًا آخر لنجلس بجوار بعضنا،
عندما عدت لغرفتي وجدته يمسك الساعة ويتفحصها!
يا إلهي!

اندفعت ناحيته لآخذها وقلت بسرعة :
" لا تعبث بشيء "
رد عليّ قائلًا :
" لماذا تحتفظ بساعة لا تعمل ؟ "
أجبته قائلًا وأنا أضع الساعة بمكان آخر بعيدًا عنه :
" هي هدية من شخص قريب لقلبي "
التفت له لأجد ابتسامة غريبة على وجهه ،
لماذا يبتسم هكذا؟
قال لي بينما ابتسامته تحولت لجانبية :
" هيا اعترف ، حبيبتك من أعطتك إياها صحيح؟ "

وقفت ساكنًا بمكاني لبضع ثوانٍ قبل أن أنفجر ضاحكًا بأعلى صوت عندي،
هل هذا كل ما استطاع التفكير به!
ظللت أضحك لفترة و هو ينظر لي بتلهف منتظرًا إجابتي،
توقفت لأتوجه له ثم قلت بصوت ضاحك :
" حبيبتي؟ حقًا ألين؟ هل هذا كل ما خطر ببالك؟! "

رد عليّ مبررًا :
" أنت قلت أنه شخص قريب من قلبك "
مجددًا ضحكت على كلامه ثم قلت:
" و هل فقط حبيبتي هي المقربة لقلبي؟!
أي نوع من العقول تمتلك! "

تنهد بضجر و قال بعبوس :
" لمعلوماتك فقط أنا أذكى مما تتصور "
رددت بسخرية:
" أوه حقًا ؟ إذًا أرني مهارتك في الدراسة الآن "
نظر لي و كأنه على وشك قتلي ثم أخرج كتبه لنبدأ بالدراسة.

ظللنا لساعات طويلة ندرس و هو حقًا لم يكن بذلك الغباء الذي توقعته،
في البداية كان يبدو لي من تعابير وجهه أنني أتحدث باللغة الصينية ولكنه بعد فترة بدأ يتجاوب معي جيدًا.

انتهينا من الرياضيات لأخرج كتابًا آخر لنبدأ بدراسة مادة آخرى ولكن أوقفني صوته المتذمر:
" يا إلهي ويليام توقف! أشعر أنني سأموت "
نظرت له ببرود ثم قلت:
" لا لن تمُت لا تقلق ، ثم ما بك تبدو وكأنني كنت أعذبك! "

Through Time حيث تعيش القصص. اكتشف الآن