19- ذكريات كاذبة

1.9K 242 63
                                    

ملامح الصدمة ظهرت على وجهيهما وصمتا لبضع دقائق قبل أن تقول والدتي بتوتر واضح:
" لماذا؟ لقد مرت سنوات طويلة بالفعل و... "
قاطعتها قائلًا:
" هيا أمي أحضريهم، وأحضري أي شيء تجدينه من طفولتي "
ابتسمت لي بهدوء ثم ذهبت لتحضر الصور ووالدي لم يظهر رد فعل يُذكر حتى الآن.

عادت بعد مدة تحمل صندوقًا خشبيًا متوسط الحجم وبه زخرفة بسيطة ثم وضعته بيننا على الأريكة،
توترت قليلًا ولكن هذا لم يمنع نمو فضول قاتل بداخلي لأرى ما يحتويه هذا الصندوق،
ماذا إن كان ما رأيته بالحلم حقيقة؟

فتحته لأجد العديد من ألبومات الصور وبعض الألعاب التي لا أتذكرها وأشرطة فيديو كذلك، أخذت أحد الألبومات وفتحته لأجد صور لي وأنا صغير للغاية، لا أعتقد أنني تجاوزت العام.

" كان عمرك عشرة أشهر بهذه الصورة "
قالت والدتي بابتسامة بينما تنظر لإحدى الصور باشتياق، و والدي نهض ليقف خلف الأريكة التي نجلس عليها ليشاهد الصور معنا، ابتسمت لها لأتابع رؤية الصور والتي كانت لطيفة حقًا، بعضها كنت ابتسم بها والبعض الآخر أبكي، وكذلك رأيت العديد من الصور لوالداي وهما يمسكان بيداي ويحاولان جعلي أقف.

أنهيت الألبوم والذي كان يحتوي على صور لي بأول عامين من حياتي ثم أخذت واحدًا آخر ولكن قبل أن أفتحه أخذته والدتي مني وأعطتني واحدًا آخر قائلة:
" ليس هذا، هذا الذي يلي ما رأيناه "

هل تعرف ترتيبهم! فتحت الذي أعطتني إياه لأجد صورًا أخرى لأبتسم تلقائيًا على شكلي بها إذ كانت معظمها بلهاء،
إحدى الصور كنت أتحدث مع دمية ما بكل جدية وكأنها تسمعني و أؤشر بأصبعي أمام وجهها، وصورة أخرى كان وجهي ملطخ بالكامل بالكعك وأرتدي قبعة عيد الميلاد بابتسامة كبيرة، أظن أنني كنت بالخامسة؟ لا أبدو أكبر من ذلك.

كنت أبكي بشدة بإحدى الصور مما دفعني لأسأل والدتي قائلًا:
" لماذا كنت أبكي بهذا الشكل؟ "
قهقهت بخفة ثم قالت:
" لأنك فقدت إحدى أسنانك الأمامية وشعرت بالخوف من منظر الدماء بفمك، ظللت تردد لساعة كاملة بأنك ستموت ولأسبوع كامل كنت تغلق فمك بقوة حتى لا يراها أحد "

قهقهت على هذا التفكير الطفولي ليسود الصمت لثوانٍ قبل أن تقول والدتي بهدوء وابتسامة خفيفة:
" كنت طفلًا مشاغبًا وعنيدًا، كنت دومًا تخالف ما نقوله لك ولا تستمع إلينا "
ابتسمت بخفة لأتابع مشاهدة الصور حتى انتهى هذا الألبوم.

أخذت واحدًا جديدًا والذي كان الأخير بالمناسبة ثم فتحته لأري مشهدًا رأيته من قبل،
كنت أرتدي قبعة عيد الميلاد وأقوم بنفخ الشموع والتي كان عددها ثمانية،
ابتسمت بخفة ثم قلت بدون أن أنظر لوالداي:
" أنا أذكر ما حدث هذه الليلة "
لم يردّ عليّ أي منهما لأتابع:
" نحن خرجنا معًا بهذه الليلة، كنت أركض أمامكما وأنتما تجاريانَني، وبينما أنا أعبر الطريق وحدي صدمتني سيارة ما وبعدها فقدت الذاكرة، صحيح؟ "

Through Time حيث تعيش القصص. اكتشف الآن