6- قوة ليس لها وجود

2.8K 289 29
                                    


كل ما أراه حاليًا هو الظلام ولا شيء آخر،
حاولت بشدة رؤية أي شيء أو حتى فتح عيني ولكني لم أستطع ،
شيئًا فشيئًا بدأ شعاع من النور يضئ هذا الظلام حتى استطعت وأخيرًا أن أفتح عيني،
أنا في غرفتي.

نهضت من سريري وبقيت جالسًا على حافته أحدق بالفراغ حتى أستعيد كامل وعيي ، 
أشعر برأسي سينفجر من الصداع كما توقعت مثلما حدث سابقًا،
تناولت هاتفي ونظرت للساعة لأجد أنها لا تزال الرابعة فجرًا ،
نهضت من مكانى ثم توجهت للأسفل حيث المطبخ لأشرب كوب ماء فأنا أشعر بعطش شديد.

عدت لغرفتي وكدت أعود لسريري لأحاول النوم مجددًا ولكن وقعت عيناي على حقيبتي و فورًا
تذكرت أمر ذلك الكتاب الذي استعرته من المكتبة،
أظن أنه حان وقت قرائته فأنا لن أستطيع النوم مع هذا الصداع على أي حال.

فتحت أول صفحاته و كان يتحدث عن بعض القوى الخارقة التي تمتع بها بعض الأشخاص قديمًا والتي كانت هبة من بعض الآلهة الإغريقية كمكافئة
لهم على طيبتهم وأخلاقهم،
كما أنه ذكر عنواين بعض القوى الخارقة مثل القدرة على الإختفاء و فهم جميع اللغات و القوة البدنية
ولكن بما أنه يتحدث عن السفر عبر الزمن فهو قد تحدث عن هذه القوة بشيء من التفصيل.

تحدث عن قدرة بعض الأشخاص على السفر إلى الماضي وقتما يشائون بدون التغيير في الأحداث التاريخية ،
وأن هذا السفر يعطيهم طاقة كبيرة لدرجة تجعل أي جروح سابقة بجسد الشخص تُشفى مهما كانت شدتها،
كما أوضح أنه مهما اختلف العصر الذي تم السفر إليه عن العصر الذي يعيش به المسافر فهو يستطيع بسهولة التفاهم مع أهل ذلك العصر وفهم ما يقولونه وحتى قراءة كتاباتهم،
كيف لم أفكر بالأمر قبلًا!
لقد استطعت بسهولة فهم المصريين والبابليين وحتى هم كانوا يفهمونني مع أنني كنت أتحدث بالأنجليزية! 
في آخر جزء من الكتاب تحدث عن إختفاء هؤلاء الأشخاص وأنهم لم يعودوا موجودين في العصر الحالي وأن تلك القوى اختفت مع موت أصحابها.

تنهدت بينما أغلق الكتاب بعد أن انتهيت من قراءته فهو لم يكن كبيرًا واستطعت إنهاءه بسرعة ،
وحقًا شعرت بخيبة كبيرة بعدما علمت أن هؤلاء الأشخاص لم يعودوا موجودين،
إذًا ما تفسير ما يحدث معي إذ كانت تلك القوى ليس لها وجود الآن؟
ولكني أحببت هذا الكتاب على أي حال وأظن أنني سأشتريه لأبقيه معي في وقت لاحق.

نظرت لساعة الحائط لأجد أنها السادسة والنصف لأنهض وأستعد للذهاب للمدرسة،
في الواقع ليس لدي مشكلة إذا لم أجد تفسيرًا للأمر فهو يعجبني وهذا يكفي.

تناولت إفطارًا بسيطًا كالعادة و هممت بالخروج  ولكني أخذت نظرة أخيرة على شكلي بالمرآة و كيف أن كل تلك الجروح التي كانت بوجهي و الكدمات بجسدي أختفت وكأنها لم تكن!
ابتسمت بخفة وأنا أتخيل شكل جون وأصدقائه عندما يرونني، بالطبع سيجن جنونهم،
تأكدت للمرة الأخيرة أنني لا أرتدي الساعة ثم خرجت.

Through Time حيث تعيش القصص. اكتشف الآن