اخوي لاقى معمر في كافي من كافيهات الخرطوم ، سلم عليهو و قعدوا و الغريبه أحمد اخوي كان صابر ليهو ، بدا معمر بدا يعرفوا على نفسو قال ليهو دكتور معمر في الطب النفسي ، عارف انك حاليا مندهش علاقتي شنو بأختك سندس .. قبل شهر جات زارتني سندس في العيادة ، ما عارف الحالة الكانت واصله ليها الأقنعتها انها تتعالج و كويس انها قررت الحاجه دي .. قال ليهو دقيقه ! ما قادر افهم؟ سندس جاتك العيادة و انت دكتور نفسي! طيب جات ليه ؟ بتعرفك من وين ؟ قال ليهو جاتني من خلال دكتورة حولتها لي ، قال ليهو سندس مالها كمان ؟ جاتك ليه ! من ورانا كمان ! معمر قال ليهو دقيقه انا جاييك في الكلام و ياريت تصبر و تسمعني ، اول حاجه انا ماعندي علاقه بي اختك لا من قريب و لا من بعيد الا اني دكتورها النفساني بس .. تتفضل معاي للعيادة ؟ احمد قال ليهو عشان شنو ! انا عايز اعرف اول سندس عندها شنو و البوديها العيادة شنو ! انا ماشايف انها محتاجه لي حاجه زي دي ؟ و من ورانا كلنا ليه ! معمر قال ليهو ممكن نمشي العيادة عايز اشرح ليك الوضع ، قال ليهو طيب ح امشي معاك .. ركبو معاهو معمر في عربيتوو و وصلوا للعيادة بتاعت دكتور معمر .. طلب ليهو قهوة و موية صحه و فتح المكيف و قعد معاهو ، طلع ليهو ورق فيهو صور و بدا يتكلم معاهو ، سندس يا احمد بتعاني من مرض اسمو الوهم 💔 ح تشوف الحاجه دي فارغه بس انت اهدى و روق و طول لي بالك عشان انا اقدر افهمك وضع اختك حاليا و المفروض يتعمل ليها ، خلينا نخلي قصة انها جات العيادة كيف و ليه ، كونها جات دي حاجه كويسه شديييد لأنها حست بنفسها محتاجه توري زول مشكلتها و عايزة تحل المشكله ودي اول خطوات العلاج .. لازم نحنا نساعدها و نقيف معاها لانها حابه تتخطى الهي فيهو ، رغم انها شايفه كلمة مريضه دي حاجه كعبه وما متقبلاها ، لكن خلينا نحنا نسميها مريضة بمرض اسمو الوهم او طبيّاً كده بنسميهو بمصطلح (delusional disorder)؛ وهو واحد من أخطر وأصعب الأمراض النفسيّة، وفرعٌ من فروع اضطراب الذهن البتكون مشكلته الأساسية هي طريقة تفكير المريض وكيفيّة استخدامه لعقله. بيحصل الوَهم نتيجة اختلالٍ كيميائي في عقل المريض؛ ممكن تتراود ليهو بعض الشكوك في زوجته أو أهله، أو ممكن يفكّر بإنو معظم الناس دايرين يؤذوه، أو إنو عنده قدرات خارقة، وعلى الرغم من خطر المرض ده إلا إنو علاجه موجود وبيُشفى منه المريض. و مرات بيكون الرّهاب والخوف من الناس جُزءاً من الوهم، و ده بيخلي الزول يتصرّف بطريقة فيها خوف وحذر زائد، وبالتالي بيكون ده خطراً على نفسه وعلى غيره، سندس فقدت ابوها و بعدها بفترة كان معجبه بي شخصيه هي واقعيه جدا و موجودة بس خوفها الإتولد من فقدان ابوها خلاها تخاف من فقدان الشخصيه التانيه المعجبه بيها ، الغلط الحصل منكم انكم اهملتوها في فترة الوفاة كانت بتقعد براها وحيدة معظم الاوقات ، خليتوها تنفرد بنفسها كتير و ده الدافع الاول الخلاها تفكر في شخصية الولد المعجبه بيهو و خافت من انو المدرسه لو خلصت هي تاني ما حتشوفو ، ف عقلها الباطني صور ليها انها لازم تحافظ على الزول ده من الخساره و انو تخليهو ابدي ما يفارقها لحدي الموت ف اخترعت شخصية و سمتها فراس شخصية بنفس الشكل و المواصفات بتاعت الزول العاجبها ، خلتو جزء اساسي من نومها و بعد فترة بقى جزء اساسي من حياتها لا و كمان جزء لازم ما يعدي اليوم الا و هي نايمه مخصوص عشان تشوفو و تحلم بيهو و تخترع حلم مناسب مع الحياه الهي عايزاها ، حياة خاليه من الروتين الممل العايشاهو معاكم في البيت ، حياه مافيها مشاكل و نقاشاتكم البتحصل في البيت ، وسط كل الحاجات الكعبه بتهرب لشخصية فراس الاخترعتها هي .. بتستشيروا و بتاخد رايو و هي حقيقة بتطبق الراي العايزاهو هي لكن في صورة فراس قال لي و فراس ايدني ، ما حصل فراس غلطها لانو عقلها الباطن بيقول ليها انتي الصح دايما و انتي مميزة عن غيرك و عندك القدرة انك تغرفي الحيحصل معاك شنو لفترة طويله لقدام ، كانت قبل كده حلمت براجل جيرانكم حيموت و مات .. هي في الحقيقه سمعتك بتقول انو اتوفى بس صحت على تهيأ فراس قال ليها الراجل بتوفى ، خلطت بين الحقيقة و الخيال بسبب الصوت السمعتو بقول في وفاة و اصوات البكا و الصواريخ .. لمن سالتها الساعه كم و لقتها اربعه فعلا، حست بي انو الكلام ده حصل قبل كده ! ده فراس وراها انو الراجل حيموت و في الحقيقه فراس ما كان موجود ساعة انك بتصحي فيها للوفاة .. مشيت الجامعه ولاقيت اصحابها قالوا انها بتتكلم عن حياة مثاليه كلها فسح و دلع و اولاد خالتها سعد و حسام المامقصرين معاها في حاجه " احمد قاطعوا في لحظتها و قال ليهو دقيقه! نحنا ما عندنا اولاد خاله اساسا ! سعد و حسام ديل منو ؟" في اللحظه دي معمر ختى يدينو في حنكو و اتمحن بقى بعاين لي احمد و احمد عاين ليهو باستغراب ، معمر قال ليهو يبقى ديل شخصيات مفتعلات برضو عشان يرضوا الواقع بتاعها العايشه فيهو .. إيلوزيانيس العايشه فيهو اختك ، السبب الاول فيهو اقتناعها بي انها مميزة عن الغير و انو فيها حاطه مافي البشر ، تصديقها لنفسها الزايد عن اللزوم ، بس برجع و أأكد ليك السبب الأول لإنها توهم نفسها فقدانها لي ابوها في سن صغيرة و إهمال البيت ليها ، ح أسألك شوية أسئله- انت بتقعد معاها في البيت؟
احمد: لا ما بنقعد كتير و انا اساسا بكون بره كتير ، سألوا تاني: جو الأسرة بتاعكم متوتر ليه؟ قال ليهو مشاكل عادية يعني و نقاشات ، معمر قال ليهو : طيب سندس اغلبية الوقت بتقضيهو كيف ، فكان رد احمد ليهو ماعارف لأني ما بلاقيها كتير .. معمر قال ليهو عارف انها بتقول انك بتفسحها كتير و بتطلع معاها و بتدلعها ؟ عارف انها عندها في مخيلتها احمد بشخصية مثاليه ! بس احمد تاني في النوم بس ، انا في الواقع هي مقتنعه تماما انك ما فاضي ليها ولا ح تفضي نفسك ليها .. طيب يا احمد علاقتها مع خنساء كيف؟ مع امها ؟ احمد قال ليهو نحنا اساسا ما بنتلم كتير في اليوم ، معنر قال ليهو ايواا بس ده الأنا عايز اقولوا ليك... اهمالكم ليها من لحظة الوفاة هو السبب ، عدم لمتكم و عدم اكتراثكم لبعض هو الخلاها تخلق جو خاص بيها ، جو مناسب معاها و للدرجه الخلاها تتنازل عنكم و تحب و تتعلق بحياة وهمية عاملاها هي براها ! قال ليهو لا حول ولاقوة الا بالله معقوله حاجه زي دي تأثر عليها ؟ معمر قال ليهو طبعا بتأثر لأنها مرتاحه في حياتها دي ، صحتها متدهورة من النوم الكتير و عدم الاكل الصحي المتوازن ، عندها رجفة في رجلها الشمال ، بتهزز رجليها دايما و بتاكل ضفورها، و بتهبش شعرها من النص كتير أنا متأكد انو لو حاولتا تشوف نص راسها حتلقى المكان ده شبه صلعه ، لأنها بتسرح شعرها لورا دايما عشان تغطي نتيف الشعيرات الفي نص الفروة ، و بتضرب المنكير بطريقة ما منتظمه دايما .. لما تتكلم كتير نفسها بقوم ، و الاغرب انها لما تكذب بتقول الكذبه بطريقه مقنعه ونفسها بكون متوازن لانو في عقلها الباطن عندها زول بقول ليها الكلام مرتب و هو فراس طبعا ، لو جات تتكلم ليك عن حاجه خياليه حتقنعك و لو جات تتكلم ليك عن حاجه حقيقه حتتوتر و تتلخبط و حتحس بعد الثقه .. انت عارف انها عايشه بتاعت توهان بي الخيال و الحقيقه ، الحاله الفيها سندس دي مانعاها من التفوق و القرايه و الارتباط و الزواج لانها ما محتاجه لي ده كلو و هي عندها في النوم ، الحاجه الوحيدة الماقادره تصل ليها في النوم ابوها لانها مقتنعه تمام بعدم وجودو ..عشان كده مستبدلاهو بعالم كبير تاني .
احمد قال ليه طيب الحاجه دي ح تأثر عليها قدر شنو! قال ليهو ممكن توصلها للموت ، ممكن تتوهها او توصلها للجنون براحه كده .. احمد صلح قعدتو وقال ليهو والله كنت جاهل لكل البتقول فيهو ده و للان ماقادر استوعب انو سندس كده ؟ و الحمد لله انو ربنا هداها لي انها تجي هنا براها ، ما كنت قايل الحاجه دي ح تأثر قدر كده ونحنا السبب الاول للبحصل ليها ده ! و طيب العلاج شنو يادكتور !
#تابعوووني🎀