الفصل ١٤

5.5K 157 3
                                    

#دُمية_على_مسرح_الحياة
•• الفصــــل الــرابــع عشـــر ( 14 ) بعنــــوان " جمــود قــلب " ••

         ∆∆ فـى قصـــر إبــراهيـــم أبـو الغـيـــط ∆∆

كانت جالسة بغرفتها فوق فراشها مُنكمشة فى ذاتها تاركة العنان لدموعها تنهمر بدون توقف دون أن يُصدر منها صوت وجسدها يرتجف بصدمة قوية ، عقلها يكاد يجن فحقًا والدتها من دمرت حياتها وجعلتها إمراة مطلقة فى العشرين من عمرها ، جففت دموعها بأناملها ودلفت إلى المرحاض وجلست بحوض الأستحمام بملابسها وفتحت صنبور المياه الباردة وظلت به حتى أمتلى بالماء فأخذت نفس عميق وأنزلت نفسها تحت الماء ، شاردة به وبتلك السعادة المؤقتة التى نالتها معه ولم تكمل سوى أيام قليلة ...

                         ••فـــــــلاش بـــــــــاك ••

تركتها والدتها بين الخيار الأصعب فيجب أن تختار أم والدتها أو حبيبها ،، جففت دموعها بضعف وحيرة ثم خرجت من غرفتها فجرًا وذهبت نحو غرفته؛ دقت على باب الغرفة وفتح لها وجدها باكية حائرة وترتجف بخوف وهلع من تهديد والدتها لها ،، مسكها من معصمها وجذبها بقوة إلى حضنه يربت على ظهرها فتشبثت به بقوة هاتفة بلهجة واهنة :-
- مروان .. مامى بتهددنى بيك ،، متسبنيش وحياتى أنا بدأت أخاف من مامى أوى

- متخافيش يا مريم أنا جنبك ومش هسيبك طول ما أنا عايش
قالها بحنان بينما يدخلها ويغلق الباب بهدوء ،، جلست على الفراش تحاول أن تهدأ من بكاءها ، أقترب منها يعطيها بعض الماء وقال :-
- ممكن تهدى وتبطلى عياط بقي

أخذت منه كوب الماء ترتشف منه القليل ثم حدقت به حائرة وتائهة وقالت بجدية :-
- مروان تعال نتجوز

رمقها بذهول وقال مُستغربًا حديثها :-
- نتجوز .. ومامتك هتوافق ؟؟

- من وراءها أنا اللى هتجوز وأنا موافقة
قالتها وهى تقف أمامه،، صمت لوهلة من الذهول بينما يحدق بها بصدمة وملامحه الجامدة أجتاحتها الدهشة من قرارها وطلبها منه فى حين عقله يأبي هذا الطلب ويخشي فعلتها بينما قلبه يطيعها ويرفرف فرحًا بهذا الطلب الذي سيجعل محبوبته ملك له وحق له وحده وسيحميها من هذا العجوز الذى تريد والدتها تزويجها منه  ،، عقدت ذراعيها أمام صدرها وقوست شفتيها للأسفل بضجر من صمته ثم سألته :-
- أنت مش عاوز تتجوزنى يا مروان؟ ولا مبتحبنيش ؟

ظل صامتًا مما أثر غضبها أكثر وأستدارت لكى ترحل مُنفعلة وحزينة من صمته لا تعلم أهو خوف  أم أنه لم يحبها حقًا ، أستوقفها حين مسكها من معصمها يُديرها له بلهفة وقوة كأنه فاق الآن من صدمته وذهوله؛  هتف قائلاً :-
- أنتِ عارفة ومتأكدة أنى بحبك وعاوز أتجوزك بس أعملك فرح وتلبسي فستان نتجوز فى النور مش زى الحراميه ومن وراء أهلك

تشبثت به بقوة وتقول بضعف :-
- يعنى أتنازل عن الفرح ونتجوز ولا أتمسك بالفرح والفستان بس أكون عروسة لحد تانى

دُمية على مسرح الحياة / نور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن