٢٦

3.9K 202 15
                                    

وصل ماهر للشركة بعد أن أجبرته ريناد على ارتداء بزة رسمية
وها هما أمام المصعد
ماهر : لماذا سمعت كلامك أكره هذه الملابس
ريناد : أردتك أن تكون رجلا قليلا
ماهر : حتى تصبحي أنثى أنتي
ريناد : من يستطيع اللحاق على لسانك
دخلا المصعد وماهر يلعب بربطة العنق
ريناد : يا رجل ستمزقها
ماهر : لا تفهمين علي أشعر بالاختناق هذه الربطة تقيدني
اقتربت منه وحلت قليلا منها فتوتر ماهر
ماهر : ماذا تفعلين
ريناد : إن كنت لا تريدها فانزعها يكفي ألا تنزعج
ماهر : ما هذه الروح الأخلاقية
ريناد : أقسم لا يليق بك شيء
ابتعد ماهر عنها وقلبه لا يحتمل هذه الفتاة تلعب بعداداته
وها هم أخيرا أمام مكتب رحاب
ريناد : جاهز
ماهر : لم أكن يوما هكذا
دخلا للسكرتيرة التي هبت عند رؤيته
السكرتيرة : سيد ماهر أهلا وسهلا
ريناد : من أين تعرفك
نظر لها ماهر بغرور وتقدم ناحية السكرتيرة
ماهر : آنسة سجى كيف الحال
سجى : أصبحت أفضل الآن
ماهر : ههههه وأنا أيضا
سجى : تفضل اجلس تفضل
ريناد : وهل أبقى واقفة لترتاحي
سجى : من هذه
ماهر : لا أعرفها تمسكت بي وأحضرتها شفقة ههههه أمزح معك هذه شريكتي أقصد زميلتي
سجى : ههههه كم أنت رائع
ريناد : لست مهضوم على فكرة تحتاج كولا لتهضم
ماهر : ههههه أضحكتني
سجى : بمن ندين لهذه الزيارة
ماهر : تعلمين أني رجل أعمال وجئت أهتم بأعمالي
ريناد : من يسمعك يظن أن لديك سلسلة شركات ولا تملك وقت وانت لست سوى محام وفاشل أيضا
سجى : وما يزعجك أنتي
ماهر : ههههه ها قولي ما يزعجك أنتي
ريناد : استغفر الله العظيم
تجاهلتها سجى : جئت لأجل المشروع أليس كذلك لكن السيد عمر
ماهر : أعرف جئت لأرى السيدة رحاب
سجى : ليست هنا والسيد ياسين يدير مشروع القرية تتذكره أليس كذلك
ماهر : حقا
سجى : أتعلم السيدة رحاب لا أظن أنها
ماهر : أنها ماذا
سجى : أتعلم ما فعلت السيدة رحاب
ماهر وريناد معا : ماذا
قاطعهم دخول رحاب : وماذا بها السيدة رحاب
وقفت سجى متوترة : كنت أخبره أنك لست هنا
نظرت رحاب لماهر و ريناد : ومن هؤلاء
تقدم ماهر ناحيتها : ماهر السيد شريك السيد عمر بمشروع السكني
رحاب : عمر ليس هنا
ماهر : وأنتي أمسكتي الشركة أي أصبحت شريكك وأنا هنا لأرى أين وصلتم
رحاب : تفضل للداخل
مشت قليلا لتنظر لريناد : ومن هذه
أراد ماهر فتح فمه إلا أن ريناد تقدمت : ريناد حبيبة ماهر وخطيبته
رحاب : أهلا بك
أشار ماهر لريناد بأنه سيقتلها فضحكت عليه ودخلا خلف رحاب
جلست رحاب بمكان عمر : سيد ماهر المشروع قد انتهى وهو قيد التسليم
ماهر : أعلم هذا وأنا هنا لأبيع حصتي
رحاب : لا أريد شراءها
ماهر : ومن قال أني سأبيعها لك بل لشخص آخر
رحاب : من
ماهر : محامي اسمه خالد وهو يكون أخوها للسيد ريناد
رحاب : لا يهم سأنادي المحامي و
ماهر : و ماذا خالد محامي وشريكي سيحل القصة كلها
رحاب : ولكن
ماهر : صدقيني يا سيدة رحاب خالد جيد لدرجة أن تضعيه محامي شركتك
رحاب : حسنا اتصل به
ماهر : شكرا لثقتك
رحاب :ماذا تشربان
ريناد : لي عصير ولماهر قهوة مرة تشبهه
رحاب : ههههه هل هكذا حب عصرنا اليوم
ماهر : لا لكن خطيبتي دمها خفيف قليلا
رحاب : تليقان ببعضكما
نظر ماهر لريناد : كثيرا
ريناد : أليس لعمر زوجة  ولها حق بالشركة
نظرت لها رحاب مطولا ليقول ماهر : خطيبتي حشرية قليلا
ريناد : هذا طبع المحامين
رحاب : هذه أمور خاصة قليلا ولكن سأخبرك لم زوجته ليست هنا لأنه طلقها أو رفع عليها قضية طلاق وعمر أساسا لم يكتب لها شيء بل تنازل لي
ريناد : ألم تقولي أن عمر غير متزن عقليا لذلك أخذتي الشركة تستطيع زوجته أن تفعل نفس الشيء وتستطيع أخذ حقها وزيادة
رحاب : ما تقصدين
ماهر:  تقصد أنها تستطيع سجنك أيضا
رحاب : وهل ستساعدها أنت
ماهر : ورد ليست بعقلها الآن ولا تفكر بالشركة والأموال
رحاب : وما موقفك أنت
ماهر : لا أريدها أن تتضرر ونحن ليس بعيننا أموالك ولا أملاكك
رحاب : جيد أنك تفهمون أنها أملاكي وأموالي
ماهر : ألا يكفي ما فعلت لعمر
رحاب : وما فعلت لعمر
ماهر : اهتممت به ورعيته
قاطعت حديثهم دخول خالد مع السكرتيرة
نهضت رحاب وسلمت على خالد : أهلا سيد خالد
خالد : أهلا سيدة رحاب آسف إن تأخرت
رحاب : لا أبدا انشغلنا بالحديث كيف حالك
خالد : بخير وأنتي
رحاب : الحمد لله ... سعيدة أنك ستصبح جزء من الشركة
خالد : وأنا بالأكثر
اقترب ماهر من ريناد : وكأن الحديث بينهما ودي كثيرا وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن
ريناد : وأنا انتبهت أيضا
ماهر : عائلتكم غريبة عجيبة
ريناد : ههههه شكرا
رحاب : هناك شيء
ماهر : لا أبدا هيا لقد انتهى دوري هنا ومعك السيد خالد
نهض ماهر وسلم على رحاب : فرصة سعيدة سيدة رحاب
رحاب : لا أستطيع القول أنها سعيدة
ابتسم ماهر لترد ريناد عنه : وكأن سعيدة لا تليق بك
انصرف ماهر وريناد لتقول رحاب مستغربة
رحاب : ما بالها أختك لا تشبهك
خالد : تستطيعي القول أننا لا نتشابه أبدا
رحاب : هيا لنبدأ الإجراءات فورا
خالد : تحت أمرك
وصل ماهر لسيارته وأخيرا استطاع التخلص من ربط العنق وخلعها بقوة من عنقه وألقاها بعبث على كرسي الخلفي
ماهر : يا إلهي لا أستطيع التقيد بشيء
ريناد : وهل هذا شيء يحسب
ماهر : لا تفهمي أنا شخص غير مسؤول لا أتحمل أي أحد يقيدني أشعر بالاختناق  أحب أن أكون رجلا حر
ريناد : وكنان وورد وليلي أليسوا مسؤوليتك
ماهر : ورد وليليا مصيرهم لعمر وكنان ذكر يتربى لوحده
ريناد : طيب أنت لا تريد الزواج سيكون هناك زوجة وأولاد
ماهر : ريناد هل أنتي مجنونة تخيلي أنا أتزوج ستلتصق زوجتي بي وبحلقي ماهر أريد هذا وأحب هذا لا تفعل هذا لقد خاصمتك افعل ولا تفعل قطعا لن أتزوج تخيلي أنا أعيش هذه المأساة مستحيل مجرد التفكير بها جعلني أجن
ريناد : إن أحببت
ماهر : أحب لنفسي هل ضروري أتزوجها وهل سأدخل الدب لكرمي يا ريناد
ريناد : أقسم أنك أنت الدب ودب غبي أيضا
ماهر : هي أنتي كيف تتكلمين هكذا
ريناد : هيا دعنا نذهب الحديث معك مقيت
ماهر : لماذا تغير لون وجهك
ريناد : أنت الكلام معك يسبب جلطة
ماهر: ريناد يا ريناد
ريناد : هيا امشي
ماهر : أقسم أنكم معشر النساء لا يفهم ما بكم
ريناد : وأقسم أن معشر الرجال لا يعاش معهم
صعدا السيارة وفي الطريق كلما حاول ماهر المزاح معها رفضت
استغرب ماهر منها لم تغير مزاجها على الرغم أنه لم يفعل شيء يزعجها
كانت سيارة ورد تشق الطريق بسرعة وعينها متنقلة بين عمر الراقد بجانبها وبين الطريق خائفة من رد فعل عمر عندما يستيقظ ومن أهل القرية بل من الجميع ولكن لا يهم يكفي أنها ستكون بجانب عمر
بعد مرور عدة ساعات ها هي سيارتها توقفت أمام ذات الغرفة التي شهدت حبهما وفرقاهما نزلت من السيارة وجمعت قواها وسندت جسد عمر الذي يبدو أنه بدأ يستعيد وعيه
عمر : رأسي
ورد : اهدأ حبيبي سترتاح قريبا
أدخلته المنزل و وصعدا لغرفتها القديمة ذاتها وكأن السنين لم تمر عليها وعمر كان بين الصاحي والنائم ينظر لها بغير وعي وهي تساعده على تبديل ملابسه وتنويمه
بعد أن اطمأنت عليه نزلت للسيارة وأخرجت ما أحضرته من لوازم وبأت تعد لعمر وجبة طعام لذيذة وصعدت إليه
كانت أمارات الاستيقاظ على وجه عمر بينما ورد اقتربت منه
ورد : عمر حبيبي أنت بخير
عمر : طبعا بخير يا غجريتي ولكني أشعر أن رأسي سينفجر
وقفت ورد بسرعة وصفقت بيديها : عمر حبيبي لقد تذكرتني أخير كنت واثقة أن المكان سينفعك
نظر لها عمر مطولا وهي بحالة فرح كبير ودموعها تملأ وجهها
ورد : لو أني لم أخاطر بخطفك من المستشفى لما تذكرت ولما عدت إلي يا إلهي كم أحبك وكم اشتقت إليك
لم يتحدث عمر لولهة حتى قال : من أنتي
صدمت منه : عمر إنها أنا ورد غجريتك
عمر : أنا لست مجنون ولا أعرفك من أنتي وما تريدين مني لست مجنون
ورد : أعلم والله أعلم إنها عمتك الشمطاء هي السبب وأنا هنا لأساعدك لتعود لي
عمر : سأرفع عليك قضية سآخذ هدى منك
أمسك يده : عمر حبيبي أرجوك لقد قلت لي غجريتي يعني أنك تذكرت أرجوك لا تفعل هذا بي أرجوك
عمر : أنا
ورد : أرجوك امنحني أسبوع  وبعدها ستتأكد أننا زوجين وحبيبين سأخبرك كل شيء عن حياتنا ستتذكر كل شيء
عمر : أنا
ورد : أرجوك امنحني أسبوع فقط أرجوك وبعدها سأتركك إن لم تعرفني
عمر : أنتي واثقة جدا
ورد : واثقة من حبك لي لقد تذكرتني فقط بعد سنين من المرض والمعاناة وستتذكرني أيضا سأعطيك حبي لك الذي لم ينفذ على الرغم من كل ما حدث
عمر :حسنا أسبوع فقط وإلا تعطيني هدى وتبتعدي عن حياتنا
نظرت له بصدمة أنه يخيرها بين ليليا ووجودها معه ولكنها واثقة أن عمر سيعود لها وليليا لن تبتعد وأصلا أن لم يتذكرها ستخطف ليليا كما فعلت بوالدها وهكذا ستقايضه بليليا كي يعود ليتزوجها
ورد : حسنا موافقة
عمر : حسنا من أين سنبدأ
ورد : من معدتي لأني سأموت جوعا اسبقني للأسفل وسألاقيك بعد أن أغير ملابسي
عمر : حسنا
سبقها عمر للأسفل يتفحص المنزل بينما هي ألقت عنها ورد المتحضرة وعادت تلك الغجرية التي رآها عمر منذ سنين
كان يجلس مكان والدتها وينظر من النافذة يراقب الخارج عندما سمع صوتها
ورد : أنت جائع مثلي لقد حضرت لك شيئا لذيذا
التفت لها وسرح بها بشيء من الماضي بنسمة عليلة داعبت قلبه وذاكرته
ورد : هناك شيء
عمر : هل حقا أحببت واحدة تشبهك
ورد : ما بي
عمر : غريبة أطوار شعرها مضحك ولباسها
ورد : ما به لباسي
اقترب منها عمر : كم طبق ترتدين من الملابس
ورد ببراءة : اثنان غير ال
عمر : غير الملابس الداخلية تبا كم أستغرق من الوقت حتى أجعلك تخلعينها
ورد : لم
عمر : لأجل ال
غمر لها لتصرخ به : هي عمر هل نسيت كل شيء وأول ما سألت عليه هذا
عمر : ههههه هل حقا أحببت بهذا المنظر
ورد : والله بالله أنك فعلت أقسم
عمر : حسنا يا  ورد أقنعيني
جلسا على المائدة لتسأله ورد : وكأنك تحسنت كثيرا عن المستشفى فقد كنت أشبه بمجنون لا يعلم ما يقول
عمر : أخبرتهم أني لست مجنون ولم يصدقني أحد
ورد : أنا فعلت
عمر : ربما
ورد : سأبدأ بقص عليك أجمل رواية ستسمعها بحياتك
عمر : رواية
ورد : رواية عشقنا
بدأ ورد تقص عليه منذ أول لحظة تعارفا بها وهي مستمتع بما تقول وكأن الزمان قد عاد بهما لتلك اللحظة

أحببت غجرية...للكاتبة ميمونة الحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن