الجو كان حارقاً بل خانقاً .. شعر بنفَسِه يضيق فـفتح عينيه ولم يبصر شيئاً سوى الظُلمة..
ظنّ بيكيون أنه في حلم ما.. لكن لحظات وبدأ يدرك المحيط و وضعه مع استيقاظه شيئاً فشيئاً من نومه، في مكانٍ ضيّق ربّما أضيق من الحقيبة كان تشان قد وضعه فيه و ..
- ما هذا؟؟
تساءل الصغير وهو يتلّمس القفاز الصوفي الذي يُحيطه ..
اعتقدَ أن تشانيول لفّ حوله بطّانيّة ضد البرد!
وبصعوبة راح يخلع القفاز عنه حتى أصبح أسفل قدميه عندها تمطّى بجسده الصغير، دلك عينيه و وجهه و فرد خصلاً من شعره بشكل عشوائي.
زقزقة صغيرة ناعمة رقيقة لطيفة جميلة و مؤلمة حتى بالنسبة لـ بكبوكي خرجت من بطنه..
وضع يده على معدته وأنزل رأسه يحادثها ليس نوعاً من اللطافة بل من الغلاظة التي علّمه إياها تشان :
-هل حُبّي جائعة؟ .. حقاً؟.. الآن سأطلب من العمود المُرتفع أن يعطيني شيئاً لأطعمك.
تأكّد بيك أنه مع تشان لإحساسه باهتزاز منتظم كما هو الحال عندما يسير تشانيول وهو في حقيبته لذا نادى :
- تشاني!
صاحب القلب الضعيف تشانيول كان يتمشى في حديقة الجامعة بعد أن انتهت محاضرته، و الصوت المبحوح للصغير الذي استيقظ للتو جعل قلبهُ يلهف كالعادة ..
تشان مدّ يده إلى جيب سترته الواسع وفتحه من الأعلى ليدخل النور على طفله والأخير مع تسرّب الهواء المنعش والضوء أطلّ برأسه مثل جنيّة!
فزع الطويل وارتبك مع حركة الصغير، لم يكن الطالبَ الوحيد في ساحة الجامعة بل الكثيرون كانوا هناك، فـضغط رأس بيك إلى داخل الجيب يُعيده وهو يهسهس بأسنان مُطبقة حتى لا يُثير انتباه أحد :
- لا تخرج!
وصله الصوت الخافت بنبرة مُتذمّرة :
- تشان أنا جائع ..
سحب الكبير بعض البسكوت من علبة في الحقيبة خصصها للحالات الطارئة كهذه وحشرها في جيبه.
هبطت قِطعُ البسكوت الكبيرة على بيكيون من فتحة النور السماوية فوق رأسه فاستلمها بابتهاج وبدأ يلتهمها ..
دسّ تشان إحدى يديه في جيب معطفه الفارغ واليد الأخرى وضعها على الجيب الذي يحوي بيكيون.
ابتسم لا شعورياً ببلاهة وهو يحسّ بتنفّس وحركة الصغير، ترك كفّه مَلطِيّاً حول جسد بيك الدقيق ليأمن قلبُهُ عليه.
أنت تقرأ
نفنوفة K_BROmance || الجزء الأول
Mizahهششش~ لا تخبروا أحداً أنَّ تشانيول لديك بيك صغير ربما ليس رواية بل أقرب لمسلسل مؤلف من حلقات خفيفة لشفاء القلب والمتعة ☘💙