إدمان

270 21 3
                                    

الساعة السادسة صباحا....
دلف بهدوء إلى المنزل.. يشعر بتعب شديد.....ليست  أمامه سوى ساعة واحدة  ليريح فيها اعصابه قبل أن يذهب لعمله من جديد...
يوشك على الدخول   الى الغرفة ليجدها قد استيقظت بالفعل ...
ليمر شريط الأحداث التي عاشها امس الى ذهنه من جديد..... تمالك نفسه بقوة... لم يرد التحدث او التناقش في اي شيئ... لم يرد سماع ما ستقوله و لم يرد الحصول على اي تفسير منها  لانه بالفعل لا يملك طاقة لذلك.... ..لانه كان بالفعل   يعلم انه بحادثة او بأخرى فإن مصير هذا الزواج سيكون على حافة الفشل.....
لان كأس معاناته كان  حقا مملوءا  و  لان آخر حادثة لم تكن سوى سبباً لفياضنه...
كانت ستنطق بعد أن وقعت ناظرتها على خاصته  ليقوم هو الاخير بتجاهلها والتوجه إلى سريره والاستلقاء بلامبالاة....
اغمض عينيه محاولا النوم.... ليتصرف وكأنها غير موجودة اساسا....
لحظات دامت من الصمت لم يشعر فيها بمغادرة مارقريرت  للغرفة بعذ
لتلقي كلماتها  اخيرا قبل أن تقوم بفتح باب الغرفة ومغادرتها
-يبدو أنك مصمم على قرارك وانا لن اجبرك على الحديث ...
لتضيف بعد أن عدلت من صوتها
- سآخد اغراضي قبل أن تعود انت  مساءا....
===============
دخل إلى القاعة بهدوء  .....
الجميع يناظره  بينما نظره هو  لا يبحث عن سواها....
لتقوم مقلتيه بتفقد مكانها بحماس قبل أن يستنتج انها  غير موجودة....
بلل حلقه بتوتر....... شعر وكأن تلك القاعة الكبيرة أصبحت ضيقة من دونها.... لسبب ما شعر بنوع من  الاحباط... نوع من الخيبة  ونوع من الفراغ وكأنه كان ينتظر قدومها.... وكأنه كان مشتاقا لرؤيتها....
ليخرجه من ساحة أفكاره صوت طرقة   على الباب...
ليلتفت بحماس و كأن تلك الطرقة وقعت على قلبه ليعم صداها روحه....
لم يكن يعلم  ما الذي يحدث بداخله... جل ما كان يعلمه هوا انه اياً كان من يقف خلف ذلك الباب لحظتها و حتى لو كانت هي فلا يمكنه الدخول ابداً
ليجدها قد فتحت الباب و دخلت بالفعل
كان سيقوم بطردها،، عدم السماح لها بحضور الحصة و توبيخها بصرامة على تأخرها قبل أن يتعقد لسانه فور رؤيتها...
كانت تبدو مثل ملاك فار   من الجنة.... ترتدي فستانا ابيض صيفيا بعد أن تخلصت ولأول مرة من ملابسها السوداء الاعتيادية ...
شعرها الأسود المسدول على كتفيها بأريحية ليصبح وكأنه قطرة قهوة طفت فوق غيمة من الحليب دافئ..
كانت تبدو جميلة... جميلة بشكل لا يوصف.....
في الحقيقة لم يكن  وحده من غزت الدهشة روحه  فور رؤيتها بتلك الحالة بل  كل الصف كان كذلك.... احذفو ذلك بل كل الكلية فعلت ...
للحظة ما نسي نظامه... نسي توبيخه... نسي تحذيراته ونسي طرده...
ليسمح لها بالجلوس بعد أن ارتسمت ابتسامة عميقة  على وجهه...... بعد أن شعر بنوع من السعادة قد انتشرت  بداخله... ليس لرؤيتها بتلك الحالة فقط  بل لانه كان يعلم جيدا  ان ذلك الفستان كان يحمل معنا اكبر .... بل لشعوره الصادق أن كلامه ذلك عن البداية الجديدة قد وقع في قلبها ليترجم بالفعل عن طريق فستانها ذلك....

ساعة وعشرون دقيقة كانت الوقت اللازم لانتهاء المحاضرة التي لم يتمكن فيها ويل من إبعاد ناظريه عنها ولو لدقيقة واحدة.....
احذفو ذلك فهو لم يتجنبها لثانية حتى وكأنه يراها  لأول مرة حقا ....

انجيلا_Angela حيث تعيش القصص. اكتشف الآن