مشاعر

240 17 0
                                    

غرفة. مبعثرة هي...
ملابس ملقاة على الأرض.... بقايا طعام و نفايات موضوعة فوق الطاولة... ستار اسود يمنع اجتياز النور إلى الغرفة و بقايا أوراق و زجاجات  منثورة فوق السرير...
ضربت تلك الأوراق بيدها بإهمال لتقوم بتوفير مساحة  تسمح بجلوسها...
لتحمل تلك الصورة  مرة أخرى...
صورة جميلة هي جمعت بين والدها و  والدتها التي كانت تحملها  بينما كانت رضيعة صغيرة... 
لتعيد تأملها بعجز  وكأنها تتغذى عليها و  كأنها تحيا لأجلها...
لتنزل دموعها بحرقة على جفنتيها.....
لو كان للدموع لون يعبر عن حالتها فدموعها ستكون حتما  حمراء تعبر عن الجمرة المشتعلة بداخلها.. احذفو ذلك بل ستكون سوداء مصبوغة بحقدها و كرهها  ....
اغمضت عينها بضيق..
ليمر من ذاكرتها مرة اخرى ذلك المشهد...
المشهد الذي لطالما سعت لحذفه من مخيلتها... المشهد الذي  لطالما طاردها داخل أحلامها و كوابيسها.....
لكن لم تستطع فعل ذلك و لم تفلح به....
فهل يمكن للمرء حذف شيئ كهذا؟ هل يمكن للمرئ ان ينسى لحظة كهذه؟ هل يمكن أن يمحي من مخيلته رؤية والده و هو يقطع شرايينه بينما يضحك بهستيريا في آن واحد؟ هل يستطيع؟
تنفست بعمق.. لتفتح عينيها محاولتا التخلص من الذي راودها...
ليبدأ صوته في التردد داخل اذنها مرة أخرى..
كيت.... كيتت..كيييت أيتها الغبية...
لتغلق اذنيها بكللل قوة.. تحاول بعثرة أفكارها و لكن لا تستطيع....
تحاول أن تخرج من هذه الحالة و لكن لا تستطيع....
عجباً لأمرها كيف تتمكن  من  التحكم بداخلها و ارتداء  قناع الهدوء والسعادة  امام الناس بينما لا تستطيع فعل المثل  وهي بمفردها؟ هل حقا مواجهة نفسها أصعب لهذه  الدرجة من  مواجهة الغير؟
لتضم ركبتيها إليها...
لتحتضنهما بين كلتا ذراعيها قبل ان تشرع في تهدئة نفسها   بتهويدتها المعتادة....
-كيت ستنتقم ...  كيت ستنتقم منهم   لوالدها..... كيت تستطيع فعل ذلك
=====================
دقائق صمت طَويلة كانت تجلس خلالهما انجيلا مقابلة لمارقريت  بهدوء بعد  أن قامت بالفعل بتركيز زرقاوتيها عليها وكأنها تريد اقتلاع قلبها بواسطتهم ...
افكار كثيرة تجول داخل عقلها..
رغبات غريبة خالجتها ليقطع حبل أفكارها صوت مارقريت المنبعث ...
-ان كنتي تنتظرين عمكي فهو قد خرج بالفعل...
كانت انجيلا في تلك اللحظة تحديدا  ترغب في خنقها ...
كانت ترغب في إفراغ حنقها و غضبها وكرهها  بها الا انها لم تفلح في ذلك
لتناظرها  بهدوء قبل   أن تنطق بنبرة واثقة تعكس ماكانت عليه
-لست انتظره
-اه هل تحتاجين شيئا اذن؟!! أجابت  مارقريت بتساؤل

لتنهض انجيلا على قدميها بالفعل..
تتفحص المكان بنظرها...
خطوات قليلة فصلتها عن باب مكتب عمها لتوشك على فتحه قبل أن تقف مارقريت في مقدمته بالفعل   ..
-اسفة ! السيد جيمس لا يسمح لاحد بدخول مكتبه في غيابه.... نطقت مارقريت بعد أن تشكلت شبه ابتسامة على وجهها
لتردف انجيلا ببرود  بعد ان قامت   بازاحتها عن طريقها بالفعل
-لا أهتم لذلك
  لتدخل المكتب بتثاقل قبل ان تجلس على طاَولته ...

انجيلا_Angela حيث تعيش القصص. اكتشف الآن