انه يوم الحظ بالنسبة لها!

209 19 6
                                    

-أين امميي؟؟؟؟؟'' صرخت انجيلا بغضب بعد أن زادت من حدة قبضتها الملتفة حول عنق مارقريت
- اتركيني أيتها المجنونة... ''  قالت مارقريت بتلعثم يكاد يكون مسموعا بينما كانت تحاول الفرار من انجيلا
-قلت اين هي  و الا اقتلك صدقييني '' اضافت انجيلا بحدة قبل أن تقوم بهز  مارقريت و صدمها بالجدار مرة أخرى
في ذلك الحين حاولت مارقريت  النجاة من بين يديها ولكن لم تستطع... قاومت ولكن لم تتمكن من الصمود كثيرا  لتبرز  عيناها فجأة .. وجهها الأبيض ذلك  أصبح مصبوغا بطلاء ازرق  بالفعل.... عروقها  أصبحت اكثر بروزا...
كانت ستوشك على لفظ أنفاسها الأخيرة بالفعل قبل أن يتدخل أحدهم و يأخد انجيلا بعيد عنها
لتناظره مارقريت فورا  بعجز وكأنها تلتمس النجاة منه  قبل أن تنتبه انه زوجها السابق
-انجيلا  ماذا تفعلينننن؟؟؟نطق ويل بحيرة بينما كان يحيطها بقوة بين ذراعيه
-اتركنييي.. '' صرخت بعجز بينما كانت تحاول الفرار من بين يديه
-لقد حاولت قتلي اتصل بالشرطة فوراً.... '' نطقت مارقريت بصوت تتخلله سعلات متعددة  فور ان ارتمت أرضاً
-اتركنييي ويللل '' قالت  انجيلا بنبرة أقوى من التي تسبقها
-فليشرح لي احدكم ماالذي يحدث هنا؟؟ ؟.. '' صرخ ويل بنفاذ صبرٍ َفور ان قام بتحرير انجيلا
لتناظره انجيلا بمقلتيها الملتهبتين... حريق ما لا يمكن لأحد أن يطفأه حتى هو نفسه  اشتعل داخل قلبها  في تلك اللحظة
-هل تريد حقا ان تعلم لماذا  احاول قتل زوجتك او طليقتك او أياً كانت تكون هذه ال** بالنسبة لك؟ '' ألقت كلماتها تلك ببرود حاد
انجيلا!!!! ... '' صرخ بها ويل غاضباً بسبب ما قالته
'' قتلت ابي.... '' رددت بهدوء فور ان تقدمت نحوه بخطوات ثابتة
-ماذاااا!!!!!! '' نطق  كل من ويل و مارقريت بصدمة في آن واحد
-هل جننتي؟؟ '' أضافت مارقريت بتعجب فور ان وقفت على قدميها مرة اخرى
- لم اتوقع منكِ ان تعترفي اساسا   ''  قالت انجيلا بإستهزاء
-ولكن صدقيني ستدفعون ثمن كل شيئ غاليا انت و ذلك ال** المدعو عمي.. '' أضافت بحدة بعد أن تقدمت نحوها بخطوات ثابتة
-لست انا من قتلت والدك '' قالت مارقريت بنبرة مستهزأة
-حقاً؟ فسري للشرطة اذن عندما اقدم لهم فردة حلقك الشهيرة تلك  التي وجدتها بالورشة..'' 'نطقت انجيلا بحدة   قبل أن تعتلي ابتسامة خبيثة ملامحها

لتوشك مارقريت على النطق قبل أن يقاطعها صوت جديد اخترق  المكان بالفعل

-آنسة انجيلا....'' قال ذلك الشاب  الذي كان يقف بوهن عند الباب  وهو يحمل ضرفاً  يرتجف  بين يديه
ليحول الجميع نظرهم نحوه
لقد كان وجههُ مسودا ً بطريقة  مرعبة.. وكأنه  قد صُبِغ بمساوء الدنيا كلها وهمومها... عيونهُ الرمادية تلك كانت تشتعل مثل جمرة ملتهبة... ودموعه المنهمرة كان من الواضح انها تجمدت مؤخرا على جفنتيه
  لتَتفحصه  انجيلا  بتعجب شديد وهو يقترب نحوها بخطوات بطيئة 
-هذه من والدتكْ  '' اضافَ  بتلعثم بينما قام بوضع ذلك  الضرف  بين يديها
لتناظر الشيئ  الذي وضعهُ بين يديها بدهشة شديدة...
والدتها؟؟؟؟ سماعها لذلك الاسم  وحده كان كفيلا باخراجها من العالم الذي يحيط بها  لتنسى ويل،،، مارقريت،، ذلك الشاب وكل شيئ .... لتشعر  وكأنها  بمفردها في تلك الغرفة بالفعل...
تفتحُ الضرف بحماسس شديد مثل طفلة صغيرة تسعد بهدية عيدها.... مثل عاشقة حالمةٍ تلقت  رسالة من محبوبها.... مثل مغتربٍ تلقى رسالة من دياره البعيدةِ وهي كذلك بالفعل
لتجده ذلك الضرف يحوي علبة تحتضن دمية صغيرة..
مهلا هي تعرف هذا الدمية ... انها دمية طفولتها   التي احضرها لها والدها كهدية لعيد ميلادها السادس .... لقد بحثت  عنها كثيرا  ولكن لم تفلح في ايجادها .. حزنت وبكت  عليها  لليالٍ طويلةٍ ظناً منها أنها قد فقدتها  بالفعل.. .. لتجدها في ذات اليوم الذي وجدت فيه والدتها... انه حقاً يوم الحظ بالنسبة لها ... .
لترفع تلك الدمية و تحتضنها بدفئ  قبل أن تنتبه لوجود رسالة اسفلها 
-لنرى ماذا كتبت سمارا بهذه.... '' همست انجيلا تحت أنفاسها بحماسٍ فور ان أمسكت تلك الرسالة بين يديها  
'' انجيلا... حبيبتي... يا غالية والدتك يا نجمتي الساطعة ويا هدية حياتي....
هذه كلارينيت هل تذكرتها؟؟ انها صديقة طفولتك و دميتكِ التي كنتي تحبينها كثيرا
هل تذكرين؟ لقد احضر لكِ والدكِ هذه الدمية لتسامحيه على نسيانه لعيد ميلادك.... لقد كنتي يومها غاضبة منه جداً.. تذمرتي وقلتي انه مهما فعل فأنتِ لن تسامحيه أبداً ولكن فورَ ان وضعَ هذه الدمية أمامك ابتسمتي تلقاءيا.. حملتِها بين يديك بحب شديد و رددْتي بسعادةِ '' احبكَ ابيِ'' سامحتِهِ بكل سهولة وكأنه لم  يخطأ أبداً 
وها انا ذا أضعُ هذه الدمية أمامكِي مرة أخرى عسى أن تغفري لي لأجلِها انا ايضاً ... عساها تجعلك تسامحيني على أخطائي انا الأخرى
لقد أحببت والدكِ كثيرا... لقد كان الرجل الذي انقذني من الذل الذي عشتُ به... انظري يا ابنتي لقد كنتُ دوماً المرأة التي عانت كثيرا بحياتها و تحملت ماضيها و لكن لم تشتكي يوماً... لقد كان والدكِ طوق النجاة بالنسبة لي.... كنت احبه و أرى به كل عالمي و دنيتي... عشنا أياماً سعيدة جداً ووهبتنا الحياة طفلة بجمالك... كان كل شيئ جميلا و مثالياً.... كنت اعيشُ السّعادة التي حلِمتُ
ولكن كما يقولون
'' لكل شيئ نهاية ونهاية سعادتي كانت تشبه بدايتها.. بدايتها التي كانت  والدك ِ ....''
كل شيئ ٍ بدأ في تلك الليلة..
حضرتُ من الطعام الذي يحبه والدك  زينته باهتمام شديد ووضعته في علبة و انطلقت نحو ورشته
ولكن عندما وصلت صدمت بشيئ لم اتوقعه..... حاولت فتح باب الورشة كثيرا و لكن عبثاً لم يفتح... اعتقدت حينها انه يرسم لوحتك التي طلِبتها و كالعادة لا يسمح لأحدٍ برؤية  لوحاتهِ قبل انتهاءها
حاولت أن  اختلس النظر عبر النافذة بفضول  ويا ليتني لم أفعلْ
رأيت ما رأيته
لقد كان والدكي برفقة تلك المرأة... لقد كان برفقة تلك الافعى التي تعمل لصالح عمك.... 
واين؟ في الورشة التي عشنا بها اجمل لحظات حياتنا... في المكان الذي كان يزدحم بصورنا و ولوحاتنا التي تحمل أجمل ذكرياتنا... في المكان الذي كان كل جدار به يروي قصة عن سعادتنا...
حزنت كثيرا و تأزمت نفسيتي...
لم أكن اعلَم ماذا سأفعل... أين سأذهب و لمن سأشتكي..
عدتُ للمنزلِ بخاطرٍ مكسور... كيف هانتْ عليه عشرتنا بكل تلك البساطة؟ كيف لم أستطع التعرف على الرجل الذي عشت معه سنين طويلة؟ ... لم  اتوقع يوما ان والدكِ سيتخلى عن حبنا  لهذه..
جلست طيلة الليل افكر وافكر... كيف سانظر في وجهه مرة أخرى... كيف سأواصل العيش وكأن شيئاً لم يحدث... كل ما كان يجول بداخلي  هو احراقه داخل قلبي... إحراق كل ذكرياتنا و كل الحب المزيف الذي اعتقدت انني بالفعل عشته...
كان أول ما فعلته صباحا هو الذهاب لتلك الورشة الخشبية... و بعد ما تأكدتُ ان سيارته غير موجودة هناك و انها بالفعل فارغة  اشعلتها من الخارج ... سكبت بنزينا في كل زاوية  منها و راقبتها بتلذذ و هي تحترق و كأن تلك النّار وضعت على جرحي كي تسرع شفاءه
لاعود إلى المنزل و انا اشعر نفسي شخصاً آخر.. وانا أشعر انني انْ كنت سأعيش الآن فأنا سأعيش من أجلك انت فقط... كنت قد قررت اني سادفن ما عشته بقلبي ولن اصارح به احداً... ليأتيني اتصال يخبرني ان والدكِ قد مات..... حينها تجمد الدم داخل عروقي... لم أشعر أن قدماي تحملني ...... لتصرخ روحي قبل أن ينطق لساني...
'' ماذاااا فعلت يا سمارااا انتِ مااذاا فعلت؟؟ ''
 
تذكرين اني اهملتك بعد تلقيك خبر وفاته... لم أستطع الاقتراب منكِ و لا مواساتك... لم أستطع ان اقوم بواجبي كامكِ لأني كنت أخجل منكِ... لم أعرف كيف سانظر داخل عينيكِ و انا اعلم اني سبب الحزن الذي يعتيلهم.... كنت افكر كيف سأكون دواءك و شفاءك وانا نفسها التي سببت الداء لكِ.....حاولتُ التهرب ولكن لم أستطع... رغبت في ان اسلمَ نفسي للعدالة و اتلقى جزاءي و لكن لم تطاوعني امومتي ان اصدمكي اكثر واكثر لم أتمكن صدقيني....
بعد أيام ناداني عمكِ إلى عنده... اتضح انه هو اساسا من ارسل تلك الحقيرة لخداع والدك و اتضح انها رأتني بعد أن قمت بحرق الورشة.... لأنها وببساطة هي من خرجت  بسيارة والدكِ صباحا لشراء بعض الأغراض و عندما عادت لمحتني وانا أغادر
هددوني بأنهم سيخبرونك بكل شيئ اذا لم اتنازل  لهم عن املاكي... لم يكفي ذلك بل هددوني بانهم سيأخذونك مني  إذا لم اكتب لهم حصصك انتِ أيضا...
اتذكرين ؟انت سمعت جزءا من حديثنا انا وعمك حول وصايتكِ و فعلتِ ما فعلتهِ بالمحكمة
حينها شعرت انها رسالة من السماء لي .... حينها أدركت انه يجب أن ابتعد عنكي لأنني تأكدت انه من المستحيل ان اواصل العيش بقربكي و اهتم بكي بشكل صحيح.... فهمت ان ابتعادي هو الأفضل لأجلي و لاجلكي ايضا..
اسفة لأنني كنت أنانية َو تخليت عنكِ و لكن هذا ما أوجب فعله...
انجيلا اتمنى ان تسامحيني يا ابنتي ... حتى لو كان طلبي هذا انانياً و لكني أرغب حقا في ان يخف جزء من عبئي تجاهك...
ربما ستتمنين ان يعاقب من فعلَ ذلك بكِ و  بوالدكْ و لكن تأكدي أني اخذت عقابي و أكثر... فراقي عنكِ وحده كان أكبر عقاب بالنسبة لي
حتى اني قد شخصت بسرطان مميت في الدماغ...
انجيلا لا  اتوقع ان تحضُري جنازتي ولكن لا تبخلي في زيارة قبري يوماً  ارجوكي...
عند قراءتك لهذه الرسالة سأكون قد انتقلت الى المكان الذي استحقه بالفعل..
لا تنسي اني احبُكي''
كانت تلك آخر كلمة قرأتها انجيلا  وسط دموعها المشتعلة تلكَ قبل أن تسقط مغمى عليها أرضاً بالفعل....
ليركض ويل نحوها بفزعٍ جديد
-ما الذيييي حدث هنا؟؟؟ ما الذي قرأته بهذه الرسالة  حتى اوصلها لهذه الحالةةة انطق؟؟؟ ''  صرخخ ويل في ذلك الشاب الذي كان يتأوه بصمت في إحدى الزوايا  بينما كان هو  يحملها بين يديه مثل قطة مرتجفة 
-لقد ماتت... امها التي لم ترها منذ زمن  ماتت  ''  صرخ ذلك الشاب وسط دموعه قبل أن  يغادر تلك الغرفة ركضاً
#noir_gln
Vote✔️
Comment✔️

انجيلا_Angela حيث تعيش القصص. اكتشف الآن