آخر نقطة في مطاف الهدوء

196 17 1
                                    

-متأسف ولكن لم يبقى لك الكثير سيدة سمارا '' '
قال الطبيب بنبرة حزينة بينما كان يلملم أغراضه
-'' اعلم ذلك بالفعل.. '' ردت ببرود بعد أن ركزت زرقاوتيها نحو الفراغ
لييوشك الطبيب على الَمغادرة قبل أن يضع علبة دواءا على طاولتها
-هذه ستساعدك على تخفيف آلام الرأس التي يسببها الورم و تخلصك من الغثيان أيضا ً'' اضاف الطبيب بهدوء بعد أن تشكلت ابتسامة صادقة على ملامحه
-اشكرك كثيرا...'' أجابت بدفأ
في تلك الاثناء كان أحدهم يقف في زاوية الغرفة مثل الشبح المسجون....
يراقب حديثهم بحسرة و قد تجمدت الدموع في عينيه...
لقد كان نفسه الشاب الذي رمق انجيلا في الشركة ذلك اليوم...
لم تكن سمارا يوما بالنسبة له تلك المرأة التي استأجرته لخدمتها و رعايتها فقط بل كانت اكثر من ذلك بكثير...
لسبب ما كانت غالية جدا بالنسبة له... ربما لانه وجد فيها حنان الأم و خوفها الذي لم يعرفه قط في حياته.... ربما وجد فيها سببا لتمسكه بالحياة...
لقد أصبحت ودون ان يشعر محور حياته كلها.... فكيف يمكن للمرء ان يراقب محور حياته و هو يذهب أمام عينيه بتلك البساطة ؟

لينطق وسط دموعه اخيرا فور مغادرة الطبيب
-امازلت مصرتاً على رأيك سيدتي؟؟ '' '
لتحول نظرها من الفراغ نحوه
-اي رأي؟؟
-اللعنة على برودك !!!! انتي تموتين و ابنتك لا خبر لها بذلك.... الا ترغبين برؤيتها حتى؟؟؟؟؟!!!!!!' '' 'صرخ بغضب بعد أن تقدم بضع خطوات نحوهاا
-لا استطيع ألا تفهم!!!! ' '' ردت بأسى قبل أن تغرق مقلتيها وسط دموعها بالفعل
-لماذااا!!؟ انت تبكين على فراقها منذ اول يوم جِئْتُ فيه لخدمتكِ هناا... ما الذي يمنعك من رؤيتها؟؟ .. ما الذي يمنعك من إشباع قلبك بها اشرحي لي ارجوكي انا اجن.. ؟؟؟ '' قال بصوت متأسي بعد أن جلس قربها

ناظرته بعجز... عيونها الملونة بزرقة البحر تلك اسودت فجأة،،حتى دموعها التي كانت ترغب في رمي ما يجول بداخلها توقفت عن فعل ذلك
-اتركني بمفردي....''قالت بحدة قبل أن تعيد نظرها نحو الفراغ
-ولكن سيدتي....''اردف بتلعثم
-قلتُ لك اخرجج فورااا '' صرختت سمارا بغضب كان كافيا لجر ذلك الفتى الذي كان يتخبط الماً لأجلها نحو الخارج
=========
الساعة الثامنة صباحا..
كانت تسبح في نومها العميق ذلك
ليخترق صوت ما اذانها
-ما هذا؟؟ تذمرت بغضب قبل أن تفتح زرقاوتيها
لتستنتج ان ذلك الصوت قادم من هاتفها الذي تسمع رنينه بهذه الطريقة لأول مرة
لتأخده بين يديها قبل أن تجد شاشته تعلن عن وصول رسالة ما
'' لا تتغيبي اليوم والا أجريتُ لهم اختبارا ''
المرسل '' يمكنك الاحتفاظ بالقميص ''
مهلا.. مهلا!! انه هو حقا!! انظري ماذا وضع لنفسه اسما أيضا!!! ؟؟؟ .... حددث نفسها بدهشة قبل أن تتسع قهقهاتها شيئا فشيئا
لتتشكل ابتسامة دافئة زينت ملامحها... فجأة
اخترقت ذاكرتها اللحظة التي قام فيها بوضع ذلك القميص على كتفيها... عجبا له كيف يستطيع بحركاته البسيطة إخراجها من دوامات الاسى التي تعيشها وكأنها لم تكن غارقة بها اصلا
ماهو ذلك الأمان الذي تشعر به حينما يكون قربها؟؟ ما هو ذلك الشيئ الحلو الذي تشعر ان مشاعرها تتغذى عليه فور رؤيتها له؟؟ ...
لتبحث عن قميصه حولها قبل أن تنتبه اخيرا انها كانت تحتضنه بالفعل...
لقد نامت طيلة الليل وهي تتمسك به بشدة... وكأنها تلتمس الأمان منه و كأنه يمتص أحزانها.. وكأنه يحرسها من متاعبها ...
لتنهض على قدميها بنشاط
حمام دافئ و ثياب بسيطة كانا كفيلين بأعلان استعدادها
لتوشك على الخروج واخيرا قبل أن يرن هاتفها مرة أخرى.... لترفعه بحماس شديد زال فور ان انتبهت ان ويل ليس المتصل هذه المرة
لتنطق بخيبة فور رفعها للسماعة
-نعم سيد واترنس.. ''
-تعالي إلى الشركة تحديدا عند مكتب الشؤون القانونية انتظرك هناك.... ''قال واترنس بتلعثم
-حسنا قادمة فورا.... ردت انجيلا بقلق قبل أن تغلق سماعة هاتفها تلك لتستيقظ واخيرا من نشوة سعادتها التي لم تدم سوى دقائق معدودة بالفعل ...
=============
ترجل من سيارته بهدوء
يمشي بثقة نحو مكتبه قبل أن يوقفه صوت انثوي منبعث من وراءه
- حضرة الدكتور..
ليستدير خلفه بتعجب ...
لم يحتج لوقت طويل حتى يستنتج انها كيت...
ليرمقها بنظارته الحادة قبل أن يقوم بنزع نظاراته الشمسية التي كانت تحجب جمال سوداوتيه بالفعل....
-نعم! ماذا تريدين؟ .. '' قال مستعجباً
-رقم هاتف انجيلا... '' أجابت بثقة
ليناظرها بغرابة قبل أن تتشكل ابتسامة ساخرة على ملامحه
-لماذا سأمنحك اياه؟ قال بصرامة
- لأنني صديقتها المقربة و الوحيدة ... أجابت كيت بهدوء بعد أن تشكلت شبه ابتسامة على ملامحها
-صديقتها اذن!! ...'' رددَ بسخرية
- ألديكَ شك في هذا؟؟ اردفت كيت بسخرية
لتضيف بغضب
- شكراً انا ذاهبة من الواضح انك لن تمنحني اياه
لتوشك على الإبتعاد بالفعل قبل أن يوقفها صوته الخشن
-اخرجي هاتفك..
=============================
بضع دقائق كانتْ كفيلة لوصول انجيلا إلى الشركة...
تتجه نحو القسم الذي دعاها اليه صديق والدها الذي انفصل عن عمله معهم منذ فترة بالفعل
شعور سيئ يحتل قلبها....
لا تعلم سبب خوفها ذلك و لكن شيئ ما داخلها يخبرها بأن مصيبة ستحدث
لتجد نفسها امام قسم الأمور القانونية اخيراً...
لتدخل بهدوء بعد أن قامت بطرق الباب بالفعل
-تفضلي...'' قال واترنس بهدوء فور وقوع عينه عليها
ليشير نحو الكرسي المقابل له...
-اهلا وسهلا سيدة انجيلا '' اضاف محامي شركتهم الذي كان يجلس خلف مكتبه وعلامات غريبة تحتل ملامحه
- لماذا استدعيتموني اذاً؟؟ '' 'قالت انجيلا بقلق بعد أن تقدمت و جلست بالفعل
ليضع أمامها واترنس مجموعة من الأوراق...
-ما هذه؟ قالت انجيلا باستغراب بينما كانت تحمل تلك الأوراق بين يديها
-دققي في هذه الأوراق جيداً ألا ترين انه لا يوجد أي شيئ من املاككم بإسم والدتك هنا؟؟
-كيفف هذا لقد ترك لها ابي حصص كثيرة بالفعل؟؟!! '' اردفت انجيلا بحيرة بينما كانت تقرأ ما هو مكتوب تلك الأوراق
-هذا هو بالضبط ما اتحدث عنه '' قال واترنس بثقة بعد أن قام بعقد حاجبية
-لا اصدق كل شيئ باسم عمي هناا!!!!! '' اردفت انجيلا بحيرة قبل أن تعتلي ملامحها علامات الفزع
- والدتك تنازلت عن املاكها لصالح عمكْ آنسة انجيلا...'' قاطعهما المحامي بثقة
-ماذا قلت ؟؟ '' ألقت انجيلا كلماتها تلك بعجز و كأنها لا تستطيع استيعاب ما سمعته لتوها
-مثلما سمعتي يا ابنتي... '' اضاف واترنس بهدوء
كلماته تلك كانت كفيلة باشتعال حريق وسط مقلتيها
تشعر وكأنها وصلت لآخر نقطة في مطاف هدوءها الآن... لأنها أصبحت بالفعل شبه متأكدة ان عمها مسؤول عن غياب امها ايضا
-متى حدث ذلك؟؟؟ وكيف ليس لي علم به!!! '' صرخت بغضب شديد بعد أن رمت تلك الأوراق ارضاً
- كان هذا قبل سنة...'' اردف المحامي بتلعثم
ليضيف بنبرة مترددة
- اعتقدت انه لكي علم بالأمر اساسا''
-قبل سنة اذن.... '' رددت انجيلا بهدوء
فجأة اسودت عيناها.... وجهها البريئ ذلك اصبح من الصعب قراءته... فجأة تحولت إلى شخص آخر.... شخص هي نفسها تتعرف عليه حديثا...
- لقد حان الوقت لنتحاسب عمي العزيز.... ''
لعنت تحت أنفاسها قبل أن تغادر تلك الغرفة مسرعة نحو المصعد....
================
كانت مارقريت تجلس بهدوء على مكتبها
كل ما يجول في عقلها هو كلام انجيلا حول ويل من أين تعرفه؟؟ و كيف سمعت لأمر طلاقها؟؟ تساؤلات عدة كانت تدور وسط عقلها الخبيث ذلك ليوقضها من غفلتها خيال انجيلا الذي بالكاد لمحته فور ان مر بسرعة أمامها نحو غرفة مديرها
-اين هوو ذلك الحقير ؟؟؟؟ صرخت انجيلا بغضب بعد أن قامت بفتح مكتب عمها
- ذهب في رحلة عمل '' اجابتها مارقريت ببرود قبل أن تدخل إلى الغرفة خلفها...
-ثم ما هذه العروض التي تقومين بها؟ .. اختراق المكتب وما شابه!!!!! '' أضافت مارقريت باستهزاء
فجأة ناظرتها انجيلا بغرابة... وكأن صوتها البارد ذلك ايقض شيئا ما بداخلها
لتتقدم نحوها بخطوات واثقة و شبه ابتسامة قد تشكلت على ملامحها
خطوة فقط تفصلها عن مارقريت التي كانت تقف في زاوية الغرفة وتناظرها بخوف
-هذه المرة سأقتلك حقااا '' همسسست انجيلا داخل اذنِ مارقريت بثقة قبل أن تقوم باحاطة عنقها و دفعها بقوة نحو الجدار بالفعل
Vote✔️
Comment ✔️
#noir_gln

انجيلا_Angela حيث تعيش القصص. اكتشف الآن