السعادة التي نستحق ❤️'' الجزء الأخير ''

315 17 8
                                    

أشعرُ بغبارٍ كثيف يحيط بي... لسبب ما كل شيئ من حولي رمادي،، مبهم،، غير واضحٍ مثل شاشة تلفازٍ قديمة،، هل انا في برزخٍ ام ماذا؟ ام اني احتجزتُ داخل فيلمٍ كرتونيٍ كلاسيكيٍ كما اردتُ منذ طفولتي... هكذا ظننتُ قبل أن تبدأَ الرؤيا في الاتضاحِ جزئياً امامي
-كيت ماذا حصل؟؟؟ كانت تلك اول كلمةٍ قلتها فوق ان وقع ناظري الذي اتسعَّ بشكل ضيْق على شبه خيالها... لو لم يكن لباسها لصعب عليَّ بالفعل التعرفُ عليها... لقد كان نظرها ثاقبا،، حاداً،،، عيونُها التي كانتْ تراقبني اسودتْ فجأة،، أصبحت مرعبةً و بشكل غريب...
رائحة ما اختلطت مع أُكسجين المكان... لم تكن تلك الرائحة غريبةً على انفي ولكن لسببٍ ما لا اتمكن من التعرفُ عليها... لا اعلم ان كانتْ قُدرتُ استيعابي البطيئة في تلك اللحظةِ هي التي منعتني ام انه قد خُيِّل لي ذلك

بدأ نظري في الاتساعِ اكثر.... استطعت ان أُميز المكان انه قاعة المحاضِرات السفلية...مهلا هل ما زِلتُ في الجامعة؟ خُيِّل لي للحظةٍ اني استيقظ من نومي للتو... بدأت الأحداث بالتواري الى ذاكِرتي شيئا فشيئا... كيت.. الشوكولا.. الياسمين... الحديقة كلها تِلو الأخرى مِثل حُلمٍ جميل استيقظتُ منهُ ..
اني جالسة فوق كرسيِّ ضيق.... حاولتُ الوقوف رغم علمي بأني لن افلحِ في المشيِّ كثيراً لانِّي و لسبب اجهله اشعر ان قدمي بالفعل مخدرة.. ولكن مهلاً لا استطيع التزحزح حتى... وكأن شيئ ما يصِلني بقوةٍ بذلك المقعد
-لا تُحاولي عبثا... انتِ مقيدة.... '' قالت كيت بنبرة خالية من ايَّة مشاعر
-ماذا؟ هل هذه مزحة؟ ... '' قلتُ باستهزاء بعد ان عاد صوتي للتشكل مرة أخرى فور ان انتبهت ان قدمي متصلةٌ بذلك المقعد بالفعل بواسطةِ اصفاد شرطيِّة محكمة
-تودين سماع هذا أليس كذلك؟ قالت بنبرة باردةٍ فور ان تقدمتْ نحوي
ولكنها ليست كذلك...'' أضافت بإبتسام
-لماذا اتينا إلى هنا؟ قلتُ بجديَّةً بعد أن بدأتُ اشُم رائحة غرابةٍ بهذا الأمر
-جئنا لنتحاسب...'' قاطعتني فور ان وضعتْ كزسيا مقابلاً لي وجلست
ناظرتها بإستغرابٍ شديد إلى حد الآن لا أفهم ما الذي ستتحاسب حوله صديقتان لم تلتقيا منذ ثلاث اشهرٍ
- كانت جميلة أليسَ كذلك؟'' قالت فور ان عقدتْ حاجبيها
-ماهي تلك؟'' اجبتُها بإستغراب
طفولتُكِ اتحدثُ عنها '' اردفت ببرود
-لِنقُل انها الجزء المضيءُ من غرفة حياتي المُظلمة.... أجبتها بهدوء
-ولكن انا لم املِك يوما ولو ركناً واحِداً مضيئاً بحياتي...'' نطقتْ كيت بعد أن إحتضنت مقلتاي خاصتها التي كانت بالفعل مشتعلة
أحسستُ من نظرتها انها تلومني... أحسست ان بؤبؤها لو نطق لقال انتِ السببُ في ما نعيشه... ولكن لماذا؟
لم تخالِفُه كيت الرأي كثيرا لأنها قالت ذلك بالفعل واجابت تساؤلاتي ..
-كله بسببك...صرخت بغضب و حقدٍ فور أن وقفت على قدميها
لتضيف بنبرة مشتعلة وكأن فمها يلقي حِمماً بركانية. بدلا من الكلمات
-لم أعِشِ السَّعادة يَوماً بسببكي و بسببها.... بينما كلتاكما عاشت في الرخاء،، السعادة،،الأمان،، الحُريَّة
انا كنتُ اعيش في قاعِ الجحيم و العنُ اللحظة التي اتيتُ فيها الى هذه الحياة
ولكن ماذا عني انا؟؟؟ ماذا عن أبي؟
امكِ اللعينة هجرتنا و ذهبت... هجرتنا لتعيش بهناءٍ معكم... اشترتْ تعاستي مقابل سعادتكم... اي امٍ هذه؟ بسببها أبي تحول إلى وحشٍ يتغذى على برائتي ... '' أضافت وسط دموعها،،،
-لماذا هل لأنني طفلةُ النحس التي تركتها له زوجته؟
ناظرتها بعجز قبل أن يبدأ صوت بالتردد في داخلي
-يا إلهي لا تختبرني مرة أخرى... لا اتحمل ان يهدم جدار آخر فوق رأسي... ليس ذلك في مقدوري.... لا يمكنني
استنجدتُ براحتيْ يديَّ كي أتمكن من سد اذني تلك ومنها من السماع اكثر و لكنها مع الأسِف هي الأخرى خانتني... كانتْ مربوطة بإِحكام
-في الواقع الجميع اخذ جزاءه... والدُكِ ال**احترق وسط ذنوبه ،، سمارا اللعينة ايضا ... مع اني رغبتُ ان تكون نهايتُها على كلتا يدي و لكن النصيب سيكون معكِ على الأغلب..'' نطقت كيت بنبرة مرعبة بعد أن تراجعت اكثر نحو الخلف إلى أن وصلت اخيرا الى باب القاعة....
... تمنيت لو كنتُ فاقدة للنظر في تلك اللحظة اكثر من اي وقتٍ أسبق.... كلماتها تلك اثقلتْ صدري للحد الذي لم أعد استطيع فيه ان اتنفس حتى
-ستحترقين انتِ ايضاً بشكلٍ جميل يا أختي العزيزة... '' قالت بحقدٍ فور ان أخرجت قداحةً من حقيبتها
حينها مرَّ شريط حياتي من أمامي ... لم أكن ساخشى الموتَ و لو لحظةً ....في الواقع لم أكن لأتذمر من ايِّ شيئٍ عايشته.. لم أكن سأندم على ايِّ شيئ فعلته.... الا شيئ واحد وهو ويل.... لسبب ما و خارج إطار ما كنتُ عازمةً عنه فإني رغبتُ ان تمنحَ حياةٌ أخرى لي معه.... رغبتُ ان يعود بي الزَّمنُ إلى تلك اللحظة و امسك ذراعه بشدة... تمنيتُ لو اني أُسقطتُ قِناعَ قوتي و احتميتُ بهِ... رغبتُ ان يعود بي الزمن دقيقةً واحدة لاخبره اني أحببته.... أحببته للحد الذي خِفتُ من ادخالِه الى عالمي فأؤذيه..
اشتعلَّ المكان احمِراراً و لهيبا أمام عيني....
اردتُ بشدة ان اصرخ... ليس رغبة في النجاة ولكن لاني غشتُ دوما وانا املِكُ فوبيا رهيبة من النيران...
يقولون انك تموتُ دوماً على يد عدوك
كان يجب أن اعلم من البداية اني سأموت حرقاً ذات يوم..
في تلك اللَّحظة بالذات استطاع انفي تمييز تلك الرائحة التي عجز عنها سابقاً.... انها رائحة بنزين...
==========================
بعد 3 سنوات
يجلِسُ على تِلك الشرفة... يراقب السماء بزرقتها اللّيلية الساحرة... لقد كانتْ صافية و عميقة على نحوٍ غريب بالنسبةِ لفصل الشتاء... . غريبٍ لدرجة ان يسمح بتراءي عددٍ لم يسبِق لويل ان عهده طيلةَ حياته من قبل...
- انها تلمع كثيراً.. مثل عينيها '' همس بعد أن وقع نظره على نجمةٍ غريبة استطاعت التميز بشكل ملحوظٍ وسط نظيراتها
ليحمل قلمه و يبدأَ بالكتابةِ كعادته...

انجيلا_Angela حيث تعيش القصص. اكتشف الآن