شك؟

230 16 2
                                    

الشك؟...
الشك حبل رفيع وحاد.... كلما التف اكثر حول قلبك قطعه إلى أجزاء اكثر وأصغر .....
الشك أفعى خطيرة تلدغ روحك و تلقى سمها داخل انفاسك...
اذا استقر الشك بداخلك فهو سيمحي كل شعور جميل بك....
يقضي على بساطتك و عفويتك.... ليسبق اي تصرف تفعله بالف عد وحساب.....
الشك يتغذى على صفوك و نقائك..... يجعل منك في الاخير شخصا أسودا بالكامل....شخصا عاتما بشكل نهائي...
لتصبح وكأن هالة من الألغام محيطة بك... لتخشى ان تخطو خطوة خاطئة تأخد بكل حياتك....
=========
دخلت إلى غرفتها بفزع ...
لتذهب مسرعة نحو خزانتها.....
لتقوم بفتحها و البحث بين أغراضها...
لتبعثر جميع صناديقها... علبها،،، كتبها وجميع اشياءها و لكن عبثا لم تجدها...
لتصبح غرفتها وكأنها محطة خرداوات بالفعل
لوهلة كانت ستفقد الامل من ايجادها قبل أن تقع عينها عليها و هي ملقاة لوحدها في درج الخزانة...
لتتحسسها بين يديها قبل ان تتجمد الدموع في عينيها....
انها هي بالفعل..... انها الفردة الأخرى لذلك الحلق.....
هل يعقل حقا ان يكون عمها جيمس قد فعلها؟؟
هل يعقل ان يكون قد فرط بأخيه؟
فجأة تذكرت اللحظة التي قام فيها صديق والدها المقرب بتعزيتها عند وفاة والدها.... حينها همس في اذنها شيء... شيئ لم تفهم ماهيته او لنقل لم تستطع أن تدركه اساسا.. '' احذري من عمك جيمس ابنتي '' ' كانت هذه هي الكلمات التي اسقطها لسانه في اذنها
كلمات لم تنساها انجيلا ابدا و عملت بها بالفعل... حذرت دائما من عمها ولم تكن ترضخ لتوقيع اي ورقة يعطيها لها دون التدقيق بقراءتها.. كانت تعلم جيدا ان جشع عمها وطمعه يمكن أن يدفعه لفعل اي شيئ.. ولكن لم تتوقع ابدا انه سيستطيع ان يدفع به لقتل أخيه الوحيد... ولم ترغب في توقع ذلك ابدا....
حاولت نفض أفكارها ولكن لم تستطع مجددا
لتعود بها ذاكرتها لليوم الذي ذهبت فيه لرؤية الورشة التي احترق بها والدها....
كانت تبكي هناك و تضرب كل زاوية غطاها الفحم بغضب..
لقد كانت تلك. بالفعل اول واخر مرة تدخل فيها علنا إلى ذلك المكان الذي لا طالما اختلست النظر اليه خفية عن والدها...
والدها الذي ماكان يسمح لاحد سوى زوجته بدخول ورشته ورؤية لوحاته قبل انهاءها ...
حتى ابنته الوحيدة ماكان يسمح لها بذلك ...
كانت تلعن اللحظة التي احب فيها والدها الرسم لحد الهوس.. كانت تلعن اللحظة التي طلبت فيها منه صنع لوحة لها بأسرع وقت ممكن ....
كانت تبكي و تلعن النيران التي اكلت والدها و لوحاته وحبه و اكلت معها مستقبلها و عائلتها.... .
لتقع عينها فجأة على شيء لامع كان قد ظهر بعد ان ضربت كومة فحم بقدميها ....
لتمسكه و إذ به فردة حلق صغيرة... كانت جميلة و صغيرة تلمع وسط كل ذلك السواد....كانت تدل على أنها تتبع لصاحبة ذوق راقٍ ورفيع
لم تشك انجيلا لحظتها ولو لوهلة ان ذلك الحلق ينتمي لغير والدتها... اعجبت به خبأته كذكرى حب من كل اعماقها... خبأته كونه ذكرى من امها.... لتقوم بإخراجه وتأمله كلما اشتاقت لرؤيتها... لطالما واست نفسها به ولطالما كان رمز سعادة بالنسبة لها... لطالما اعتقدت انه الخلاص... فهو الشيئ الوحيد الذي لم يحترق و يصبح رمادا في ذلك المكان... الشيئ الوحيد الذي تمكن من إنقاذ نفسه وسط تلك النيران الملتهبة...

انجيلا_Angela حيث تعيش القصص. اكتشف الآن