هاهو ذا صباح يوم جديد يشق الافق....
يوم يحمل بداخله مفاجآت.. امال.. احلام.. و الكثير من الخيبات
استيقظ ويل من نومه اليوم باكرا ليهم نحو عمله مسرعا دون تناول افطاره حتى... الأمر الذي لم يفعله طيلة حياته مهما كان مظطرا و مهما كان متأخرا فهو لن يقوم ابدا بتفويت اهم وجبة بالنسبة له...كان ينتظر فقط متى يراها.. متى تحتظن مقلتيه خاصتها لتسقى روحه العطشانة تلك بالقليل من الاطمئنان...
.... هل هي تلك؟ لا ليست كذلك.... بل ربما تلك!!! لا ليست هي أيضا..
هكذا أمضى ويل وقته بينما يراقب الطلاب يدخلون المدرج واحدا تلو الآخر ليتأكد اخيرا انها ليست بينهم ...
دقائق قليلة من الصمت دامت بينما كان ينتظر فيها الطلاب بدأ المحاضرة
ليغادر ويل القاعة بعد أن القى كلماته تلك..
-اسف لا يوجد محاضرة اليوم لدي ضرف خاص....
==================
تقود سيارتها نحو وجهتها....
تشعر برعشة تسري داخل جسدها الهزيل ذلك...
لتشد من قبضتها التي تمسك ذلك المقود بصعوبة...
بالكاد تستطيع فتح زرقاوتيها ومراقبة الطريق....
كل الأحداث التي عاشتها امس جعلتها تدخل في دوامة الخوف مرة أخرى.. دوامة الفشل و دوامة التراجع...
كل الأمور و الأشياء التي علمت بها وَلدت جملة من التساؤلات داخل عقلها من جديد.. ..أَعادت بعثرت حتى ابسط الأمور التي بالكاد استطاعت ترتيبها...توقفت واخيرا عند أحد المطاعم المطلة على المضيق..
لتشعر بنسمات البحر تداعب خصلات شعرها تلك المسدولة بأريحية...
تنفست بعمق...
جالتْ بنظرها ذلك حول المكان المحيط بها.. لتذهب نحوه مسرعة بعد أن وقعت عينها عليه واخيراً
-'' سيد واترنسْ؟ !! '' ... نطقت انجيلا بتساؤل عند وصولها إلى الشخص الذي كان بالفعل ينتظرها
ليستدير لهاَ و يقابلها بوجههِ البشوش
-'' اجلسي ابنتي .. '' نطق واترنس بعد أن وقف عن مكانه ليقوم بإخراج كرسي لها
ليضيف بنبرة لطيفة فور أن وقعت عينه على انجيلا و هي تجلس مكانها بالفعل ..
-هل تشربين شيئا؟؟
لتجيبه انجيلا بصوت متوتر..
-لا شكرا
لتضيف بسرعة
- انا لن أطيل الأمر بل سادخل في الموضوع مباشرة اساسا يوجد سؤال سأطرحه عليك و انت ستساعدني باجابتك!
ركز نظره نحوها بتمعن
-كان يجب أن افهم من نبرتك امس انكِ بالفعل مستعجلة...
ليضيف بعد أن ارتشف القليل من عصيره
-تفضلي..
ألقت كلماتها تلك بعد أن بللت حلقها بصعوبة و كأنها تتوسل لجملها ان تكون سلاما على لسانها...
-هل برأيك يوجد احتمال ان يكون ابي قُتل عمدا!!؟؟
لينطق بعد أن اتسعت مقلتيه دهشةً من هول ما قالته...
-هل انت جادة في ما تقولينه يا ابنتي؟؟
لتجيبه انجيلا متوسلة قبل أن يبدأ جليد دموعها بالدوبان على جفونها بالفعل..
-ارجوك انت كنت صديق ابي الوحيد.. انت كنت اول الحاضرين عند الحريق.. اتذكر؟ اتذكر حينما حذرتني من عمي بوضوح في الجنازة؟؟
-اذكر.. اذكر ذلك جيدا و لكن لم أعني بكلامي انه قتل والدك ابنتي '' قال واترنس بثقة
ليضيف بعد أن بلل حلقه بتوتر
- في النهاية لا يمكن أن يقف امر كهذا على رأيي الخاص أليس كذلك ؟؟
لتجيبه انجيلا بعد أن بللت حلقها بكوب الماء الذي كان موضوعا أمامها... و كأنها تتجرع الطاقة منه لتواصل حديثها
-'' اذن لماذا حذرتني؟؟
-لتضيف باستهزاء
-"لا تقل لي أن حديثك ذلك كان وليد احساس او محض صدفة...
ليردف بعد ان رفع حاجبه بتوتر
-انتِ تعلمين شيئ أليس كذلك؟ حصل شيئ ما حتما!!
-من فضلك أجبني اولا... '' قالت بتوسل
-انظري يا ابنتي عند حياة المرحوم والدك و منذ سنين طويلة اعتدت على حضور خصوماته المتكررة مع عمك ... كان عمك سليطاً جداً لم يكن يخضع لكلام والدك رغم كونه أخاه الأكبر...
-'' ولكن في آخر مرة كانت المشكلة اكبر نوعا ما...''اضاف بعد أن تحولت نبرته للتأسي
-ماذا حصلل؟؟'' سألت انجيلا بعد أن عقدت حاجبيها بتوتر
- اكتشف والدك صدفة ان عمك يقوم بسرقة أسهم من الشركة و يبيعها لصالحه لذلك ازدادت الخصومة بينهم سوءاً حينها قام والدك بمنع عمك من دخول الشركة نهائيا .. صدقيني لو لم يلحق والدك في الوقت المناسب لكان لحقكم الإفلاس حتماا... '' قال واترنس بنبرة جادة
-اذن لهذا السبب قمت بتحذيري؟..'' قالت انجيلا بعد أن ناظرته بتمعن وكأنها تقوم بتحليل ما قاله
-نعم.. أجاب واترنس بثقة
لتوشك انجيلا على النهوض قبل أن توقفها نبرته المتسائلة
-ولكن ما الذي تعلمينه انتِ حتى جعلك تفكرين في شيئ كهذا؟
-ليس بشيئ مهم اتضح ذلك... '' أجابت انجيلا ببرود قبل أن تنهض عن الطاولة و تتركه...
========
دخل إلى مكتبه وهو شارد الذهن... عقله و كل جوارحه تفكر بها...
لم يستطع الجلوس إلى مكتبه حتى... بقي واقفا وسط الغرفة عاجزا لا يعلم ماذا يفعل و كيف يجدها؟ ... أين سيستطيع العثور عليها؟
ليقطع شروده صوت فتح الباب من خلفه...
- سيد ويل لقد أحضرت لك الاسم الكامل للطالبة التي سألتني عنها.. '' قالت سكرتيرته بنبرة هادئة فور ان اغلقت الباب من خلفها
ليناظرها بغرابة
-اي طالبة؟
لتجيبه بنبرة واثقة
-كيت كونتري هو اسمها الكامل سيدي كنت قد طلبت مني احضااره سابقا ...
ليجيبها بعد أن حك رأسه بتوتر
-اه نسيت ذلك الموضوع تماما... شكرا لكي
كانت تلك اخر جملة قالها قبل أن يأخذ مفاتيحه و يغادر مكتبه مسرعا .....
===============
جلست إلى تلك الصخرة تتأمل ذلك المكان الذي كانت تعشقه بهدوء... عله هو أكثر مكان تستطيع فيه ان تكون صريحة مع نفسها و تحاول إخراج كل ما بداخلها...
هل كتب لي أن أعيش في هذا الضياع يا إلهي؟
خاطبت نفسها بينما اخذت دموعها نصيبها من الانهمار....
فجأة تذكرت ويل....
تمنت لو كان بقربها... حتى لو كانت تكره ذلك فقد كان جميلا بالنسبة لها أن تشعر ان أحدهم بقربها.. أن أحدهم يساندها.... أن أحدهم قام بمسح دمعتها و يهتم لحزنها
تذكرت اللحظة التي بكت فيه أمامه... تذكرت ابتسامته التي بعتت داخل قلبها الراحة التي لم تحصل عليها منذ فترة .... وتذكرت الدفئ الذي شعرت به بين ذراعه....
-لقد كان حظنه يشبه خاصة ابي كثيرا... ''
همست تحت أنفاسها بحسرة بينما حاوطت جسدها بذراعيها و كأنها تحاول حماية نفسها من البرد المحيط بها
لتشعر بشيئ دافئ يوضع فوق كتفها.... لتقوم بمسح دموعها بسرعة قبل أن تستدير خلفها فتجده هو...
-كان يجب أن اعلم انني ساجدكي هنا....''
قال باستهزاء بعد أن جلس قربها
لتناظره بلامبالاة قبل أن تنهض على اقدامها محاولتاً المغادرة و كأنه غير موجود اساسا
-ماذا تظنين نفسك فاعلة؟؟؟.... صرخ بها بنبرة غاضبة بعد أن امسك ذراعها بقوة مانعاً اياها من الذهاب
- انت الذي ماذا تظن نفسك ؟؟ اترك ذراعيي!! ... '' '' أجابته بحدة بينما كانت تحاول الخروج من قبضته...
-ماذا ستفعلين اذا لم اتركها آنسة انجيلا؟؟؟ .... قال ببرود بينما زاد من شدة قبضته
-لا تتركها اذن... '' همست بنبرة متعبة بينما ركزت زرقاوتيها على سوداوتيه و كأنها أسقطت جميع اقنعتها في تلك اللحظة و كأنها وقعت على فرمان استسلامها...
كلامها ذلك.. نبرتها المتعبة و نظراتها المتألمة جعلت يده ترتخي عن ذراعها شيئا فشيئا دون أن يشعر بذلك حتى
ليناظرها بتألم بينما القى العنان لما بداخله...
-كدت اموت من القلق البارحة انجيلا... لماذا ذهبتيي فجأة و أين ذهبتي؟؟؟
لتناظره بحيرة لا تعلم ماذا ستجيب و ماذا ستقول كانت ترغب في الهرب منه سابقا و لكن فات أوان ذلك الآن بالفعل .. . ماذا ستقولل؟؟ هل ستخبره انها اكتشفت ان طليقته يمكن أن تكون هي من قتلت والدها و انها تسعى خلف ذلك؟؟ هل ستثق به إلى تلك الدرجة؟؟
-ثقي بي انجيلا....''
قال جملته تلك بعد أن شعرت باصبعه يداعب دمعتها التي سقطت دون وعيها وكأنه قرأ أفكارها و كأنه شعر بما كان يجول بداخلها
-لا استطيع ولا تجبرني ارجوك....'' قالت بعد أن ناظرته بعجز
لتوشك على الذهاب قبل ان يوقفها مرة اخرى...
-اعطني هاتفك... قال ببرود
-ماذا؟؟ أجابته بعد أن عقدت حاجبيها بغرابة
ليضيف باستهزاء ..
-هيا بسرعة لن اسرقه.. ''
لتزفر بضيق قبل أن تخرجه من حقيبتها و تضعه في بتأفف
ثواني قليلة حتى اعاده ليدها مبتسما لتستنتج انه سجل رقمه عندها
لينطق باستهزاء
-تتصلين بي عندما ترغبين في الذهاب فجأة كي لا اقلق آنسة قراوت...
ليغادر نحو سيارته تاركا اياها منتصبة في مكانها
لتوشك هي الأخرى على الذهاب قبل أن تشعر بقميصه فوق كتفها.. لتتحسسه بلطف بينما تشكلت ابتسامة دافئة زينت كرزتيها....
#noir_gln
Vote✔️
Comment ✔️
أنت تقرأ
انجيلا_Angela
Romanceدعيني ابعثر هدوء قلبي و اغوص في خفايا ملامحك دعيني اركن سفينة حبي في صفاء رزقة عينيك دعيني اكشف غطاء الحزن عنهما و احميهما بدفئ عشقي لكي اجعليني اكثر من استاذك و صديقك،، اجعليني حبيبك علميني كيف احبك كما احببتك البارحة واليوم والى آخر نفس اكتبي ل...