الحُّبْ؟؟.. ماهو ذلك؟
لقد كانتْ هذهِ الكلمة بالفعلِ مبهمةً بالنسبةِ لي
وضعتُ لها آلاف الـمَعانِي و التَّسمِيات ولكن كُلُها لم تَنْطَبقْ.... كنتُ أشعرُ دائماً انهُ لا يزالُ يوجدُ فراغٌ بين حُروفِها مهما ملأتهاحتى يأتي اليوم الذي نظرتُ فيه إلى زرقاوتيكِ
وإذ بهذه الكلمة تُصبِحُ لا تعنِي لي سِوَى شيْئ واحدٍ وهو انتِ '' انجيلا ''
لقد مَرتْ ثَلاثُ اشهرٍ بالفعل
ولكن لِسببٍ ما انا بَقيتُ عالِقاً في تلك الليلةِ.. في تلك الساعةِ.. و في ذلكَ المكانْ
بقيتُ عالقاً في اللَّحظةِ التي مدَدْتُ لكِي يَدِي فيها
قلتُ من كل أعماقِي...''تعالي...تعالي لِنهربْ من الماضي،، لِنهرُب من الصَّدماتِ التي عايشْتِهَا ومن كل شيئٍ.. تعالي معي و سأكونُ شِفاءَك صَدِقيني... يكفي ان تُمسِكِي يَدي وانا أعِدُكْ بأنني لن اتْرُكَها أبداً... ''
حينها ناظَرْتِنِي بِنَظْرةٍ بَقِيَتْ عالقتاً بين رُموشي...
الى يومنا هذا لم تَخْتفِي هذهِ النظرةُ من مُخيلتِي... أذكرُها كلَ يومٍ،، كل ليلةٍ و كُلَ ثانيةٍ و لكن لم اُفلِح في فهمِها ابداً
مازِلتُ اذكرُ ما قُلتِهِ لي حرفاً بحرفٍ أيضا وكأنهُ عَلِقَ داخل سَمْعي...
'' يَدُكَ تلك ستؤلمكَ كثيرا لو أمسَكتُ بها ويل.... و ستؤلمني أيضا.... ''
'' لا استطيعُ ان اكون بقُربكَ صدِقنِي... لن استطيع ان ابدأَ بدايةً جديدةً و احاوِلَ ان اكونَ سعيدةً معَكَ وكأنَ شيئاً لم يحصل... حتى لو أردتُ ذلك فقلبِي لن يتمكنْ... ''
'' كلما نظرتُ الي وجهكَ ساذكُرُ ذلك اليومْ... سأذكرُ امي،،صدمتِي،، مارقريت،، ذلك الفتى و كل شيئ.... "
'' وهذا ليس ما أريده صَدِقْني .. انا اُريد ان ابدأَ حياةً جديدة... حياةً لِنفْسي فقط.. حياةً لا يوجَدُ بها أي شيئٍ من الذي عشتُه سابقاً... انا اريد ان امحِي كل شيئ وانتَ بشكلٍ ما ستُمحى أيضا ''جُمَلُكِ هذه ظَلّتْ تَتكرَرُ وسط عقلي مثل أسطوانةٍ قديمةٍ،، مثل لحنٍ مزعجٍ لا يتحمله سمعي
هل تعلمين ؟
بالرغمِ من شعور الشَّوقِ الذي يحتلُني كلما رأيتُك تجلسينَ بهدوءٍ داخل الصف و تُبعِدينَ مقلتَيْكِ عنِي ....
بالرغم من الاسهُمِ التي تخترق قلبي كلما تعاملتُ معكِ كغريبةٍ عني ...
و بالرغم من الجنون الذي يكاد يصيبني كلما تذكرتُ انكِ أصبحتيِ بعيدةً عني بعد كل ذلك القُرب..
فأنا لستُ حزيناً...
حقاً لستُ كذلكْ..
يكفيني انكِ تجاوزتِ كل تلك العقبات بشموخ ...
يكفيني ان وجهك ذلك حتى ولو لم يكنْ يضحكُ لي فهو لا يبْكي على الاقل .... يكفيني رؤيتُكِ تُبلينَ حسناً في دراستكِ وحياتكْ... يكفيني انكِ نجحتِي حقا في فِعلِ ما اردتِهْ..
يكفيني انكِ مثل '' الزمرد العنقاء"
'' احترقتي وخُلِقتي من رمادكِ من جديد...''
كانت تلك اخر جملةٍ كَتبهاَ قبل أن يقوم بِغلقِ دفتره
لينتبه ان الساعة تُشيرُ إلى الثالثة صباحا
- حتماً سأتخرُ على العملْ غداً .... لعن تحت أنفاسهِ قبل أن يُغلق مقلتيهِ و يحاولَ النَّوم...
===========================
الثامنة صباحاً....
كان غارقاً في أحلامه حتى ايقظَهُ صوتُ هاتِفه..
- نعم؟؟ .. '' قال بتأففٍ فورَ ان رَفَعَ سماعةَ هاتِفِه
'' لقد تَوصلتُ إلى المعلوماتِ التي طَلَبْتَها مني حولَ تِلْك الفَّتاة '' كيت كونتري''... اجابه ذلك الشّابُ بحماسْ
-واخيرا كنتُ قد نسِيت أمرها تماماً... '' قال بتاففٍ فور ان قام بمسح آثار النوم عن عينيه
-اسفٌ سيدي و لكن استغرق مني هذا بالفعل الكثير من الوقت" رد الشاب معتذراً
-حسناً حسناً هاتِ ما عندكَ...'' قال ويل بصرامة بعد أن وضع مكبر صوت وراح يغير ملابسه
-سيدي الفتاة مريضةُ نفسيةٌ... لم يمضُ سنة على خُروجها من المصَّحة النفسية التي دخلتها قبل ثمانِ سنوات...
-مصحة نفسية!!! هل انت متأكد؟؟" قال بدهشة فور ان انتهى من ملابسه و أعاد السماعة إلى اذنه من جديد
-نعم... أجاب الشاب بثقة
-والاهم من ذلك هو سبب دخولها لها... لقد قامتْ بتعذيب و تخويف فتَاتينْ صغيرَتينِ من حيها بعد أن احتجزتهما داخل غرفةٍ ما بمنزلها ... يَقولُ البعضُ ان والدَها ستيفِن كوينتِر هو السًبَبُ في ذلك لقد كان بدورِه هو الآخرُ مريضاً نفسياً أيضاً اعتاد على ضربِها و تَعذيبها منذ طفولتها إضافة إلى أنه انتحر أمام ناظِريها بطريقة مرعبة قبل تِسْعِ سنوات "" اضاف مؤكداً على كلامه السابق
-هل انت جاد!!! .. ''نطق ويل بدهشة بينما كان يحضر قهوته الصباحية
-حسناً ماذا عن والدتها؟ اضافَ بتساؤل
-والدتها هربت من جُنون والدها و تركتهم بينما كانت رضيعة،،ماذا كان اسمهااا... انتظر لحظة لأرى.. اه وجدته سمارا دافيد
-ماذااا!!! صرخ ويل بصدمة فور ان سمع ذلك الاسم
اصبح فجأةً يشعر وكأن اقدامه تعجَزُ عن حملِه ليجلسَ فوراً على الكرسيِّ الذِّي كان بِِقُربِه
هل انت متأكد؟؟.. اضاف بتساؤل وكأنه يريد نفي ما سمعه
-بالطبع سيد ويل.... '' اجابه الشاب بثقة
-ربااه كيفَ حصل شيئ كهذا ....'' همسَ تحت أنفاسه بعجزز
فجأةً مرَّ من ذاكرتِه اليَّومَ الذي دُفِنَتْ فيه سمارا... حينها كانتْ كيت تقِفُ في الخَّلفِ و تُرَاقِب انْجِيلا التي كانتْ تَجلُسْ عند قبر والدتها مثل الشَّبحِ المظلمِ...لم تَتقدمْ ولو خطوةً واحدةً نحوَها.. لم تقُمْ حتى بِتَعزيتِها فقط استمرتْ في تأمُلِها بغرابةٍ عنْ بُعد... لتختفي بعدها و لا يَظْهَرُ اثرُها ابداً حتى هذا اليوم...
-هي حتماً كانتْ تعلم!!!! '' صَرَخَ بِفزع
-لم افهمْ سيدي هل حصلَ شيئْ؟؟ نطق ذلك الشّاب بتساؤلٍ
- لا شيء سأُُرسِلُ لكَ اموالكَ لاحِقاً..... '' كانت تلك آخر كلمةٍ قالها ويل قبل أن يقوم بإنهاء المكالمةِ بالفعل
===========
كانت تتمشى في حديقة الجامِعةِ بتوتر،،،
تحمِل حقيبَتَها من جهة و كِتّابها الذِّي كانتْ تَقرأُهُ من جِهةٍ أُخرى...
كانت قدْ خَرجَتْ لتوِها من الاختبار الذي قامتْ بإجتيازه
-لا تقلقي انجيلا ستنججين بذلك ...'' همست تحت أنفاسها محاولتاً التَّخَلُصَ من توَتُرِها
ليقع نَظرُها على ذلك المقعد المُحاطِ بأزهارِ اليَّاسمين
تتأَمله بسعادة بينما ارسمت ابتسامةٌ دافئة على ملامحِها ...
ليمُر من ذاكرتها اولٌ لقاءٍ لها مع كيت،، لقد كان في هذا المكان بالضبط.. حينها جاءها اولُ عرضِ صداقةٍ غريب و مميز في حياتِها... تذكرت جيداً كيف سعِدَت بذلِكَ رغمَ خوفِها الشديد من تعلُقِها باحدهمْ... تذكرت كيف أصبحت بسببها تحب وجبة الغداء التي ما كانت تتناولها أساساً من قبل.... لقد كانتْ فتراتُ لقاءهم قليلة و لكن لسببٍ ما تَعَلَقت بها حقاً
-أين اختفيتيِ هكذا كيت... انني احتاج صداقتكِ الآن اكثر من اي وقتٍ سابق''حدثت نفسها بحزنْ
لتوشِكَ على الذهابِ نَحوَ المقعدِ اخيراً قبلَ أن يوقِفَها صوتٌ ما انبعثَ مِن خَلفِها
-اشتقتُ لكي.... "" همس صاحبُ ذاك الصوت
لم يأخذ منها الأمرُ جزءاً من الثانية حتى استنتجت ان صاحِبَ ذلك الصَّوتِ هي كيت
-أين كنتي؟؟؟ صرخت انجيلا بعتابٍ فوْرَ ان استدارت خلفَها
-اسِفة... اظطررتُ للسفرِ رفقة ابي فجأةً لم استطِعْ اِخباركي لأنكِ كنتِ غائبةً عن الارجاء حينها أساساً... '' قالت كيت بهدَوءٍ فور ان تقدمت نحو انجيلا بخطواتٍ
-خشيتُ ان يكون قد حصل لكي شيئٌ حقاً ....'' قالت انجيلا بحزن فورَ ان قامتْ باحتضانها بشدةٍ
-حسنا كفي عن التذمر لقد عدت الآن.... '' قالت كيت بلطفٍ قبل أن تتشكل ابتسامةٌ هادئة على ملامحها
-اخبريني ما الذي حدث بغيابي '' أضافت بحماسْ
-لا شيء مُهِم تعالي لنجلِس قليلا.. '' أجابتْ انجيلا بهدوء مشيرة نحو ذلك المقعد
-أحضرتُ لكي هذه من سفري.... '' قالت كيت بحماسٍ بعد أن قامت بإخراج علبة شوكولا ضخمة من حقيبتها
-اوه انها نوعي المفضل... '' أجابت انجيلا ضاحكة فور ان اخدت العلبة منها
-انها لذيذة حقا...'' أضافتْ بعد أن قامت بفتح العلبة واخدِ قطعةٍ منها بالفعل
-سعِدتُ لانها اعجبتك ِ... '' قالت كيت بهدوء فور حولتْ نظرها نحو الفراغ
لحظات صمتٍ مرت كانت خلالهما انجيلا تتناول تلك الشوكولا بينما راقبتها كيت بصمت
-هيا لنذهب من هنا... '' قالت كيت فور ان نهضت من مكانها مخترقة بصوتها ذلك الهدوء
- انتظري أشعر أن رأسي بدأ يتتثاقل... '' قالت انجيلا بضعف فور ان نهضت على اقدامها لتسقط أرضاً مغماً عليها...
#noir_gln
Vote✔️
Comment ✔️
توقعاتكمم❤️
أنت تقرأ
انجيلا_Angela
Romanceدعيني ابعثر هدوء قلبي و اغوص في خفايا ملامحك دعيني اركن سفينة حبي في صفاء رزقة عينيك دعيني اكشف غطاء الحزن عنهما و احميهما بدفئ عشقي لكي اجعليني اكثر من استاذك و صديقك،، اجعليني حبيبك علميني كيف احبك كما احببتك البارحة واليوم والى آخر نفس اكتبي ل...