الضَوُء الأزرقُ الخاص بِي|| My blue light

Part 13

'..آآه..'
احسست بـ برودة وحرارة في ذات الوقت، بشيء يوضع فوق رأسي يشعرني بـ الراحة، تلألأ معه ضوء لامع من بعيد يومض شيئاً فـ شيئاً شعرت بـ نبضاتي تتسارع، ورئتيّ تطلق نفحات هواء ساخن..ومعه بدأ تركيزي لما يجري حولي يتوضح داخل عقلي اكثر وما جعلني افتح عيناي بالفعل كان..

"جين..!"
صوت ريوجي..!

همس وقد انحنى فوقي جالس على كرسي قريب من الاريكة المستلقي عليها، وضع يده الباردة على جبهتي لـ يتفحّص حرارتي جالساً بـ محاذاة رأسي وملامحه بدت عليها الشحوب، اما هاري فقد كان جالساً على كرسي بجانبي،

استدركت مامضى لحظتها وقت نظرت للمكان حولي بدوارٍ وصداع يكاد يفجر رأسي ونبضاتي التي تأبى الهدوء فـ جلست فجأة، ادراكي ووعيي انني في شقة ريوجي حيث اغمي عليَّ اسكن الراحة داخل صدري ببطء حتى هدأت نبضات قلبي المضطربة وانتظم تنفسي..

"جيد انك بخير الآن جين!"
اومئ بوجه شاحب مالبث الا ان ابتسم بضعف، ثم نهض ومشى نحو مطبخه الصغير انحنى وتناول مشروباً من البرّاد وبدأ بسكبه في الكوب، ثم اردف قائلاً:
"..لقد اُصبت بـ ضربة شمس واعتقد انني السبب في ذلك، فـ لقد تأخرت حقاً..في المكتبة آسف!"

تناولت الكأس من يده واجبته بالنفي:
" لا عليك انا بخير، صحيح كم مضى على نومي؟"
"ساعة تقريباً..!"
قال هاري، فـ قُبِض صدري بألم كـ رعشة سرت خلال جسدي:
"فـ..فهمت.."

امسك ريوجي يدي فجأة ووضع اليد الأخرى على خدي وصار اقرب الى وجهي، لمعت عيناه لحظة محدقاً بي صمت لوهلة كأن في عينيه الكثير، ثم قال:
"جين!..هل ذهبت للمشفى هذا الشهر بدوت مرهقاً اكثر من العادة وقد اثرت فيك ضربة الشمس كثيراً.."

'هاه؟!..'

انزلت رأسي بسرعة لكيلا يلاحظ، حتى لا تلتقي عيناه بخاصتي ولا يعلم بفكري المرهق..فـ قلت وانا امسح العرق عن جبيني:
"انني بخير، لا حاجة لذهابي هناك.."

نبض قلبي بألم حاد احسست به في صدري، تشبثت به بيأس وضغطت عليه بقوة علّة يختفي، لـ يجعلني ازفر نفساً ثقيلاً ومؤلماً في الحين ذاته تبعه سعال خفيف..

"انظر الى الى نفسك، جين!"
كلمات هاري ذات الصوت الحاد و ذاك القلق والشحوب على وجهه جعلاني اكبت عنهما كل ما اقاسيه..

"هاري!"
"انت لا تتغير ابداً، حقاً مهمل..رأيت انك على مايرام ولم تذهب، قلبك بحاجة للعناية..."
قال ريوجي بملامح جادة، امسك بكتفيّ وضغط عليها لـيهزني بخفة معاتباً، لـ يكمل بالملامح نفسها:
"..لما لا يمكنك فهم هذا، جين!!.."

"حسناً..حسناً لاتغضب سـ اذهب، أيرضيك هذا..!.."
قلت فـ اومئت ايجاباً بضحكة مزيفة وتعابير خالية من اي شعور، احس ببرودة تسري في جسدي..
انها مؤلمة!

"..انه وعد..قل انه كذلك جين..!"
قال هاري وقد اقترب مني انشات صغيرة، بعينان مخيفة واضحٌ عليها القلق كثيراً والعتابٌ فيها اكثر، بإبتسامة اجبته:
"حـسناً، اعدك بذلك..!"
.
.
شربت عصائر باردة لـ يعوضني قليلاً عن الذي فقدته، وبدأ لذلك شتات تركيزي يعود لي شيئاً فـ شيئاً، وقد استطعت السيطرة على قدرتي وتحسنت نوعاً ما..