parт 18

4 1 0
                                    

نسمات الرياح الباردة تنشر برودتها في الانحاء، تتجول في الطرقات وتختبئ بين اوراق الاشجار، السماء بـ سحبها البيضاء حولها والشمس تنشر اشعتها لتكوِّن ظلالاً دافئة على ذلك المبنى العالي بـ طوابقه المتعددة، لـ يتحد معها الزجاج بـشفافيته الصافية وقطراته المتلألئة تعكس في ممراته وابوابه لتمنحها لمعاناً اخاذاً يجذب عينيَّ الذهبيتين وينكسر داخلهما لـيعطيها لوناً ازرق باهت لماع..كـلون السماء..!

وكان هذا هو اليوم الثالث لـ غياب هيكاري..!
لم يكن احدٌ منا على علم اين ذهبت ولما، فـهي لم تخبرنا بأي شيء مطلقاً قبل عطلة نهاية الاسبوع..

مرت تلك اليومين بهدوء مخيف ومطر غزير قد هطل، حتى تجمعت قطرات الندى كـ لألئ تزين اوراق الاشجار وزجاج النوافذ..وكأن سكوناً قد احتل المكان، برحيل هيكاري..ضحكاتها وحديثها المرح ابتسامتها التي تغمر الغرفة رغم بساطتها الاَّ انها تضفي اثر هنا بين جدران مكاننا،الذي لم نشعر به الاَّ بعد غادرت.

بعد ثلاث ساعات من التصوير والعمل على المشاهد، اخذنا استراحة لـ نصف ساعة فقط لعلها تطفي قليلاً من تعبنا المتواصل..
ذهب كُلٌّ من هاري وكيو، ليحضروا لنا شراباً دافئاً يخفف ثقل برودة اليوم، الذي اثقل قلبي واضعفه بـمرور الساعات..
تنهدت براحة، ورحت اجفف قطرات عرقي الباردة المتصبب على وجهي، لكن ماكان يشغل تفكيري اكثر هو...هيكاري...!

"اشعر بملل وتعب شديد، البرد بدأ يلوح من بعيد اخشى ان تثلج بشدة كما في السنة الماضية، ثم..."
حين اكملت ميوكو كلامها بصوتها الشاحب، علت على تقاسيمها الوردية لمحة حزن..سكتت قليلاً ثم تابعت:
"ثم ان هيكاري شان ليست هنا، تباً!"

من فرط انشغال بالي بها تسللت كلماتي متوجهة نحو ميوكو لعلها تسعفني بإجابة ما:
"ألم تقل لكِ هيكاري اي شيء؟ عن مغادرتها؟"

نظرت إليَّ ببرودة عيناها السماوية، وقالت:
"لا، لم تقل لي اي شيء!"
ثم صمتت صمتاً مطبقاً غريباً، لم استطع قراءته، لم تكن ميوكو على عادتها وقتها، ولم تكن على صخبها المعتاد..

"مرحباً، لقد جئنا!"
هتف هاري وكيو بفرح بعد عودتهما، لكن لم ارد لا انا ولا ميوكو عليهما، نظرنا اليهما ببرود وكان الجو كئيباً نوعاً ما..
هاري:"ما..ما هذا الاحباط يارفاق؟!"

"ملل شديد، وليس هناك اي شيء يـسلي علينا..
اودُّ الانتهاء من هذا سريعاً، والعودة للمنزل!"
كانت كلمات ميوكو تلك، لم نستطع قول شيء واكتفينا بصمت بارد..
طافت بؤبؤتي عينا كيو ارجاء الغرفة فـجلس على حافة الكرسي بجانبي واضعاً يده خلف رأسه، ثم قال بـحدة:
"أهذا بسبب...اختفاء هيكاري؟!.."
جفلت اعيننا فتوجهت انظارنا اليه وماشده اكثر كان، حين تابع كلامه بنفس اللهجة:
"..تلك الصغيرة! اين يمكن ان تكون قد ذهبت؟ الا تعلم انها تسليتنا هنا، تباً!"
هاري:"ليس عليك ان تكون غاضباً هكذا، قد تكون متعبة او... لـ ربما حدث شيء ما منعها من المجيء..!"

الضَوُء الأزرقُ الخاص بِي|| My blue light حيث تعيش القصص. اكتشف الآن