الضَوُء الأزرقُ الخاص بِي|| My blue light

parт 20

بين خيوط اشعة الشمس الصافية، ونسمات البرد القادمة من بعيد التي تتخلل اغصان الاشجار لتعانقها وتنشر الدفئ بين اوراقها، تلك العينان التي بانت لي من خلالها بعد فترة طويلة، لامعة ملتمعة..تقاطرت مني سعادتي بعد حزني لتهدئ قلبي قليلاً قليلاً، شيئاً فـشيئاً..لترسم على محياي ابتسامات سعيدة.
إلتقيت بهم وقد كانت نفسي تتوق لرؤيتهم في ظروف غير هذه، وفي جو غير هذا، كونهم حقاً اشخاص اعتز بهم..

"آسف هيكاري، على هذا الترحيب الصاخب!"
تحدث إليَّ يووكي بسعادة ولمحة حزن على محياه

اسمه نارا يووكي..بمثل عمري تماماً، إلتقيته في السنة الثانية من الابتدائية، كونه متميزاً ويحصل على اعلى العلامات..يعتقده بعض الزملاء متكبراً ومغروراً، مما حصر علاقاته مع الآخرين وقل حديثه اليهم..صار منغلقاً على نفسه واصبح حزيناً اكثر، لكنني وقت تحدثت اليه لم اجد اي شيء من ذلك على الاطلاق..كان يحتاج الى فرصة للتحدث فقط عما يدور في خلده..

اجبته بصوت هادئ كما العادة، وابتسمت بضعف وقلق لذلك الوخز المؤلم الذي يأبى الزوال:
"لابأس..انا سعيدة اننا هنا ثانية..!"

شعوري هذا بسبب قدرتي ان شيئاً ما سيحدث، هم سيقولون شيئاً بالتأكيد لكنني خائفة من سماعه، كما انني لا استطيع رؤية سعادتهم بوضوح..
لا اقدر على سؤالهم، هذا مخيف..!

"انظري هيكاري!..نحن حافظنا على مقرنا آمناً، كما وعدناكِ.."
قال آري كن، بضحكة مصطنعة متحسساً اخشاب المقر، بأصابع مهتزة..بعد دخولنا اليه معاً..
مقاعد مصنوعة من بقايا اخشاب، ادراج صغيرة، ألعاب منتشرة والكثير من العلب المعدنية والمجلات المصورة..

يوشي آري كن يكبرني بعام واحد، اي في الثانية عشرة، انه ليس كبيراً متكبراً بل شخص لطيف بشوش الوجه..

"صحيح، انه لم يتغير ابداً..!"
"انا اهتممت بالتنظيف كعادتي، هيكاري شان!"
"..جيد احسنتِ صنعاً يا ميا تشان.."

صمتي اسدل على المكان ليعمَّ هدوء مخيف ظهر على وجوههم حزن لم اره قبل ذهابي، آلمتني تعابيرهم، امسكت بصدري وشددت عليه رفعت رأسي واستدركت بلهفة مني، حتى لا ينقطع الحديث اوجه ناظريَّ نحو آري كن، قائلة:
"صحيح آري كن! انت سوف تكون في المتوسطة الربيع القادم،
ألست محقة؟!"
بنبرة مرتبكة وملامح مصطنعة، نظر إليَّ بشحوب لبضع ثوان، ثم ابتسم ابتسامة مظلمة وقال:
"المتوسطة..آاه نعم، سيكون هذا قريباً.."

'..ماهذا؟..اشعر برغبة في البكاء؟..'

لم استطع تمالك ذلك الشعور، لقد اردت ان اسألهم رغبت ان اعرف ماذا فعلوا بعد ذهابي، كيف كانت احوالهم في غيابي، اجتماعاتهم وحديثهم وضعهم هكذا لا يعجبني البتة..

"يارفاق اخبروني كيف كانت..احوالكم..كيف انتم صرتم تقضون ايامكم..ما الجديد هنا، هل حضيتم بوقت ممتع في..."
مع ضعف صوتي لـآخر كلمة قلتها:"..غيابي.."