الخمسين

18.1K 657 34
                                    

الخمسون
تجمهر الناس يراقبون إخراج مظهر ورجاله ،ثم اخراج الفتيات وبدر التى لف جسدها بشرشف الفراش .
اتسعت الأعين فور البدء في إخراج الأسلحة التى وجدت بالمنزل ؛
بالإضافة لصناديق من الذخيرة لكل نوع من هذه الأسلحة .
تعالت المهمات ؛ لقد اعد لشن حرب ليأتى بكل هذا السلاح !!!
متى !! وكيف دخل كل هذا السلاح إلى الحى دون أن ينتبه أحد
احتجز مظهر وحده بسيارة مصفحة ، كذلك شاهين ومسلم  أما البقية فوضعوا فى سيارة واحدة فلا خوف منهم .
******************
خرج الطبيب يسأل عن مرافقى الحالة ليتقدم محمود ومحمد ، نظر لهما ببرود ثم قال : لازم تدخل العناية المركزة حالتها متأخرة .
محمد : دخلها مستنى إيه ؟
الطبيب : أوضة العناية بتتفتح بألف جنية بس تأمين .
بسمة ساخرة تعلن عن ألم محمود بينما يقول محمد : أنا دفعت تمن الاف عاوزين تانى هندفع .
نظر الطبيب لفتى الاستقبال الذي اومأ مؤكدا ما قاله محمد ليقول : تمام اطمنوا هنسعفها حالا .
وعاد للداخل لينفخ محمد بغضب : دكتور ده ولا جزار !!!  لو مش حياة بين ايديه كنت كسرت دماغه .
توجه بغضب إلى فتى الإستقبال ليخرج بطاقته المصرفية ويضعها أمامه : أظن كدة كفاية ، أى تأخير في حالة حياة هحاسب الكبير قبل الصغير .
التقطها الفتى بخوف .
***********************
استيقظت ماسة فى موعدها لتتوجه للمطبخ لاعداد الفطور ، لابد أن محمود مستيقظ يقرأ سورة الكهف بعد أن أنهى صلاة الضحى . ابتسمت وهي تتوجه لغرفته ، ستفتح الباب ليصلها صوته . كم تعشق صوته الشديد القرب من صوت أخيها  .
فتحت الباب لتجد الغرفة خاوية . تلفتت حولها وبحثت في الارجاء ؛ ليس هنا . توجهت للشرفة تنظر للخارج لم تجد سيارته ولا سيارة محمد ايضا !!!
توجست خيفة وعادت لحجرتها فورا : حمزة . حمزة
هزته رفق ليفتح عينيه: فى إيه حبيبتي ؟
ماسة بقلق : محمد ومحمود مش ف البيت .
اعتدل جالسا ينظر للساعة : راحوا فين بدرى كدة ؟ شوفتى رحمة .
توجهت للخارج : هشوفها .
طرقت الباب ودخلت مسرعة لتجد رحمة تجلس ايضا بقلق : رحمة فين محمد ومحمود ؟
استندت لعكازها ووقفت : ماخبراش . محمود كلم محمد خد فلوس ونزل چرى .
انهارت ماسة وهى تصرخ : الحقنى يا حمزة
اسرع حمزة للداخل لتخبره رحمة ما حدث وظنها أن الأمر يخص حياة ، عاد لغرفته فورا ليمسك هاتفه ويتصل ب محمود الذى اجابه بصوت افزع قلبه .
أخبره محمود ما حدث بإختصار لينهى المكالمة ويقول : ماسة البسى بسرعة .حياة فى المستشفى .
هرولت ماسة لغرفتها ، لم تنتقى ما ترتديه بل ارتدت ما وصل ليديها اولا ، لم تطلب رحمة مرافقتهما فهى تعلم أنها ستؤخر حركتهم وسيضطر محمد للاهتمام بها
********************
أوقفت قوات الشرطة دخول الناس من خارج الحى فيكفيهم تجمهر أهل الحى الذى يؤخر تقدمهم . وصلت هيام لتصاب بالهلع وتصرخ لعل أحدهم يرحم قلبها الملتاع ويخبرها أن ابنتها بخير .
اقترب منها هذا الشاب ليقول بأنفاس لاهثة : أنا بدو عليكى يا حجة من الصبح .الست حياة جوزها اخدها وبيقول لك كلميه .
تمسكت هيام بالشاب بلهفة : محمود خدها انت متأكد ؟؟.
الشاب : إلا متأكد
وبدأ يقص عليها كل ما حدث ليزداد نحيبها بينما تقول إحدى النساء : وحدى الله .
وتقول أخرى : خير يا حبيبتي ربنا يطمنك عليها .
بينما أسرع شخص يقدم لها هاتفه : حافظة النمرة يا ست ؟
اومأت برأسها وهى تمليه رقم محمود ليتصل به ثم يقدم لها الهاتف : جرس يا حجة
تناولته بلهفة لتصرخ بعد لحظات : حياة فين يا محمود ؟
محمود : إحنا فى المستشفى يا ماما تعالى فى ... ولا ابعت لك محمد ؟
هيام : لا أنا جاية حالا.
أعادت الهاتف بكف يرتعش ليقول شاب : تحبى نوصلك يا امى .
هيام بأعين غائمة : هى فى مستشفى ...
يمسك الشاب بيدها : تعالى هوصلك بعربيتى
سارت معه بلا اعتراض بينما يدعو لها الجمع بسلامة ابنتها .
**************
طلب براء من أسر أن يجهز قوة للتوجه للشقق التابعة لمظهر ، عليهم القبض على الفتيات وعليهم الحيطة ايضا فقد يكن مدربات على القتال .
ليطلب مازن أن يعيد هو حبيبة . سيقبض عليها ويحضرها لمديرية الأمن بنفسه ، لكنه لا يريد أن يتوجه غيره لهذه المهمة .
بالفعل انقسمت القوات على عدد الشقق بينما توجه مازن إلى الشقة التي كان يسكنها .
فتح الباب لتتجه له فورا بفزع : حمدالله انك بخير سيدى .
اغلق الباب بهدوء واقترب قائلا : تعالى يا حبيبة عاوزك .
أسرعت تلبى طلبه بسعادة ليقول : حبيبة أنا أسمى مروان.
ارتبكت ملامحها لتعود للابتسام : لا بأس . انت سيدى بكل الأحوال .
انفعل قليلا : لا أنا مش سيدك أنا ضابط شرطة وكنت فى مهمة والمفروض دلوقتي اقبض عليكى .
شحب وجهها وهى ترتمى فوق المقعد : هل ستعيدنى للعراق ؟؟؟ لاخطف من جديد !!! واعرض فى البازار مجردة من ملابسى وكرامتى وانسانيتى  من جديد . ويشترينى سيد جديد يتفنن فى تعذيبى واذلالى .
جثت أرضا تقبل يديه : ارجوك اقتلنى ولا تعيدنى لتلك الأيام .
رق قلبه لحالها ومد يده ينهضها عن الأرض وهو يتساءل : انت مسلمة فعلا ؟
هزت رأسها نفيا : اكرهت على الإسلام كما اكرهت على كل شئ منذ اختطفونى قبل عامين .
تنهد بضيق : أنا مسلم وانت عشتى معايا عمرى ما بصيت لك ولا لمستك لأن ده فى الإسلام حرام .. اسمه زنا وربنا بيحاسبنا عليه حساب شديد .. انت بقبولك ده مش بتقربى من ربنا انت بتبعدى .. عاوزة تعتنقى الاسلام افهميه الاول .
حبيبة : حسنا سأفعل أى شئ لكن لا تعيدنى إلى الموصل . اتوسل إليك
امسك يدها لتقف معه : أنا دلوقتي هوديكى مديرية أمن القاهرة واوعدك اتواصل مع الجمعيات الحقوقية علشانك انت والبنات اللى زيك . انتم ضحايا قبل اى شئ
سارت معه بلا مقاومة لمصير مجهول اخر ، لكنه مهما كان لن يكون أشد ظلاما من عاميها الأخيرين .
********************
خرج ليخبرهم أن عدم وصول الدم للمخ بسبب اختناقها بفعل الغاز أدى لتلك الاغماءة بالإضافة لتعرضها لصدمة عصبية قد تترك بعض الأثر لكن ستكون بخير يجب فقط أن تظل تحت الأجهزة حتى تستعيد وعيها .
ارتمى محمود فوق المقعد ليجلس محمد بجواره : الحمدلله يا محمود جت سليمة .
ترقرقت عينى محمود وهو يقول : أنا بحبها اوي يا محمد .. مالحقتش اقولها إنى بحبها .
مسح محمد علي ظهره : تفوق بالسلامة وقول لها كل اللى انت عاوزه .
أعاد رأسه للخلف : يااااارب
انطلق حمزة وماسة لدى رؤيتهما نحوهما مباشرة لتتساءل ماسة بفزع : حصل إيه يا بنى ؟
محمد : الحمدلله يا ماما قدر ولطف .
جلس حمزة بجوار محمود المنهار : الحمدلله يا حبيبي .
ربت على ظهره ليقول محمود هامسا : رجلى مش شيلانى يا بابا معلش .
نزعت ماسة حمزة عن مكانه لتضمه لصدرها فيتشبث بها كطفل صغير .
دقائق ووصلت هيام لتزداد فزعا لحالة محمود ليحاول محمد أن يطمئنها بينما تنظر ل ماسة وتقول : مش قلت لك الراجل ده وراه مصيبة .
اتجهت النظرات إلى ماسة وهيام ليقول حمزة بحزم : لا فهمونى بقا إيه الحكاية من الأول .
***********************
لم يدر كم مر من الوقت وهو يرتشف ببطء وتمهل من نبع الحياة بين ذراعيها ، لم يرغب في الارتواء فما الذه من ظمأ !!!
هى ايضا لم تشعر بمرور الوقت فقد غاب تهوره وجموحه ليستبدلا بدفء وحنان لا يمكنها الاكتفاء منه .
ضمها يستنشق المزيد من رحيقها الذى يسكر حواسه ويطيح بقلبه صريعا برغبته ورضاه .
ظلا غارقين برغبتهما الكاملة حتى علا رنين هاتفه
*******************
منذ استيقظت في الصباح وهى لا تبدو على طبيعتها ، كان ريان وليال يتبادلان النظرات المتعجبة دون أن يفكر أحدهما في اقتحام تلك الهالة التى فرضتها حول نفسها من الصمت .
تخرج من غرفتها للحظات قبل أن تعود لتختبأ بها ، يتنهد تاج بأسف ويلحق بها مرة بعد مرة .
نهض خلفها لتتساءل ليال : هى عمتى زعلانة مننا فى حاچة ؟
ريان بقلق : افتكر الموضوع اكبر من كدة .
دخل تاج للغرفة ، نظر للساعة إنها تشير للتاسعة والنصف صباحاً بينما تنظر له برجاء : تاج عاوزة اروح لبنتى
تاج : يا حبيبتي لسه بدرى خلينا بعد صلاة الجمعة
بدأت في البكاء : أنا هتجنن يا تاج
، تنهد وامسك هاتفه ليطلب رقم ليليان لكن هاتفها مغلق ، عاود الاتصال برقم طايع وتنفس بعمق حين سمع رنين الجرس . انتظر قليلا قبل أن يأتيه صوت طايع الذى تتراقص السعادة بين نغماته  : السلام عليكم . كيفك يا عمى ؟
تاج براحة : عليكم السلام . ازيك انت يا طايع ؟
طايع بسعادة : أنى بخير الحمدلله ..
*****************
اعتدلت جالسة لينظر لها بشوق وهى تقول هامسة : بابا ؟؟
اومأ برأسه لتلتقط الهاتف من بين أصابعه فيتخلى عنه بلا تردد لتعرف أصابعه طريقها لبشرتها الناعمة .
رفعت الهاتف بسعادة : بابا وحشتونى
ليأتيها صوت أمها : لى لى حبيبتي .. انت كويسة ؟
تلفتت للجهة الأخرى وهى تقول بسعادة وخجل : كويسة أوى .. أوى يا ماما
*************
ما إن سمع صوت صغيرته حتى قدم لها الهاتف لتتلقفه بلهفة وتتساءل عن أحوال صغيرتها ، لم تخف نبرة السعادة بصوتها ؛ إنها سعيدة ، إنها بخير .
تساقطت دموعها ليتناول منها الهاتف وليليان تقول : ماما انت بتعيطى ليه ؟؟
تاج : ولا حاجة حبيبتي كانت بس قلقانة عليكى .
ليأتيه صوت طايع القلق : حوصل إيه يا عمى ؟ عمتى باكية ليه ؟
تاج : ابدا يا طايع انت عارف عمتك اعصابها ضعيفة وكانت خايفة على لى لى .
طايع : خايفة ليه ؟؟ لى لى فى عنيا
تبادل تاج حديث قصير مع طايع تأكد فيه من سعادة ابنته ، فقد كانا يتبادلان الهاتف بمشاكسة واضحة ، يضحك تاج لجنونهما المشترك ولم يطل المحادثة فقط اخبرهما انهم سيتوجهون لزيارتهم بعد صلاة الجمعة .
أنهى الاتصال ليضمها بحنان فتكفف دموعها بحماس : أنا هقوم احضر لهم الفطار .
ربت عليها بحنان وهو يقول: طيب أهدى علشان الولاد مايقلقوش وليال ممكن تخاف .
هزت رأسها واستكانت بين ذراعيه .
********************
وضع الهاتف جانبا ليلحق بها قبل أن تغادر الفراش : واه رايحة فين ؟؟
نظرت له بعند : وبعدين معاك .
طايع : بعدين !!! لسه
ليعلو رنين الهاتف مرة أخرى لتضحك بشدة وتفر من أمامه بينما يجيب بغيظ : نعم يا مهران .
يضحك مهران وهو يعلم أن أخيه غاضب من اتصاله : صباح الخير يا عريس . مالك شايط ليه ؟
طايع بصبر : عاوز ايه يا مهران ؟
مهران : احممم صراحة بوك بيطمن .
ردد بغباء : يطمن !!! وانى هلاجيها من بوى ولا من عمتى !!
مهران : غبى .. حد جالك همل المحمول شغال .
نظر طايع للهاتف واعاده إلى أذنه : تصدج وياك حج .. سلام .
وقطع الخط ثم اغلق الهاتف ونهض مسرعا لاحقا بقلبه الذى لايغادرها .
**********************
مرت ساعتان واستقر وضع حياة بدأت تستعيد وعيها لكنها لم تتوقف عن البكاء وطلب رؤية محمود .
خرج الطبيب إلى حيث المنتظرون وبدون جهد نظر ل محمود مباشرة : انت محمود !؟
انتفض واقفا : ايوة أنا .
الطبيب : تعالى معايا .
هيام بفزع : حصل إيه؟؟ بنتى مالها ؟؟
التفت لها بهدوء : كويسة وفاقت ، طالبة تشوف الاستاذ .
تنهدت براحة وهى تعود للمقعد وماسة تربت على كتفها بحنان .
ما إن أخبرهم الطبيب بإفاقتها حتى شعر وكأن روحه التى غادرته أثناء مهاتفتها له صباحا قد عادت إليه . شعر بالحياة تسرى بعروقة وطاقة قوية تتدفق بأوصاله .
تبع الطبيب حيث ترقد ودموعها لا تتوقف . توجه للفراش فورا : حياة
ما إن سمعت صوته حتى فتحت عينيها وزاد بكائها ، ساعدها على الجلوس لتروى دموعها قلبه المتصحر .
شد ذراعيه حولها : هشششش ، خلاص حبيبتي اعتبريه كابوس وصحيتى منه .
تسلل ذراعيها ليحيطا خصره : كنت خايفة أوى يا محمود .
تنهد براحة وهو يضمها إليه أكثر ، سيتأكد من سلامتها بنفسه من هذه اللحظة حتى نهاية عمره ، لم يشعر بهذا الفزع فى حياته ، صدره كأنه خلا من النبضات ؛ حين صدمته چودى بحبها لساهر كان قلبه ينبض ، يؤلمه لكن لم يتوقف عن النبض مطلقا .
حين أصيبت چودى ايضا كان قلبه يتألم لكن لم يتوقف عن النبض ايضا ، بل لم يكن مؤلما ايضا ، كان كل همه وقتها رعاية دنيا التى أسرت قلبه لشدة شبهها لأمها .
أما هذا الصباح فقد توقف قلبه عن النبض تماما .. كان صدره أجوف .. حتى الأمس يقنع نفسه أنه اعتادها لكن حين أوشك على فقدها صرخ قلبه بلوعة .. إنه يعشقها .ظلت على حالها حتى هدأت ولم يفكر هو فى الإبتعاد عنها .لكم تمنى أن تفتح عينيها فقط وتنظر إليه !! أن يشعر بدفء ملمسها مرة أخرى فقط ليخبرها كم يعشقها
ابعدها عن صدره مكرها وهو يقول : هروح اصلى فى اقرب مسجد .. مش هتأخر عليكى .
اومأت برأسها ليقترب مقبلا جبينها وهو يقول بحنان : انا بحبك اوى يا حياة ..اوعى تخوفينى كدة تانى
*************************
طلبت ماسة من محمد أن يعود لزوجته بعد أن استقر وضع حياة ، فهى ايضا بحاجة للرعاية وقد تركوها جميعا منذ الصباح .
اقتنع محمد فهو منذ رأى لهفة وفزع محمود تلاشى غضبه من رحمة تماما . وعادت له ذكريات تلك اللحظات الأليمة التي كانت فيها رحمة بمكان حياة .
هو لن يتمكن من فقدها ، لن يتقبله ، لن يتحمله .
انتهت الصلاة ليعود للمنزل فورا . كانت تجلس كما تركها منذ الصباح . وقفت بلهفة لدى رؤيته : حوصل إيه ؟
أقترب ليجلسها ويجلس وقال بهدوء : الحمدلله بقت كويسة .
تنهدت براحة ثم تساءلت : هى چرى لها إيه ؟ كانت زينة عشية .
نظر لها ولم يحد بعينيه عن وجهها ، شعرت بالارتباك من صمته لتتساءل بتردد : لساك زعلان منى ؟؟
ظل صامتا لحظات حتى ايقنت من غضبه ليقول بلا مقدمات ؛ رحمة أنا بحبك اوى .
دقات قلبها ظهرت عبر تدفق الدماء الحارة لوجنتيها ليقترب فى اللحظة التالية ليضم شفتيها بلهفة طالما كانت حبيسة اضلعه ، لكن من يدرى متى يحين الفراق !!
من يدرى أى فرصة ستكون الأخيرة !!
من يتحمل لحظة ندم بعد فوات الأوان !!
لذا فقد أقترب واقترب حتى ذابت كل الحواجز من تلقاء نفسها ، هو لن يضحى بلحظة واحدة يمكنه أن يحياها بين ذراعيها مهما كان الثمن .
*******************
توجه تاج والاسرة بعد الصلاة لتفقد ليليان وهما محملان بما لذ وطاب أعدته لهما غالية بمساعدة ليال .
قابلهما طايع العائد من الصلاة أسفل المنزل ..أسرع نحوهما بوجه متهلل زاد قلب غالية طمأنينة وراحة .
صعدوا جميعا ، طرق طايع الباب قبل فتحه لتتنبه أن معه صحبة وبالفعل توجهت للغرفة مباشرة .
جلسوا جميعا ، لحظات واقبلت ليليان يكلل وجهها سعادتها ، أسرعت غالية تضمها ، لا أثر للخوف ، لا أثر للدموع، لا أثر إلا السعادة المتراقصة .
راقبتها ليال بأعين سعيدة متسعة ؛ ستحصل يوما ما على هذه السعادة بينما يراقب هو ليال ويقسم أن يمنحها تلك السعادة فى اقرب وقت .
**********************
رفض محمود عودة هيام للحى ولو لاحضار ملابسهما ، ووعد بإرسال من يتقص الخبر عما حدث لاحقا .
استأذن حمزة وماسة للعودة للمنزل وأصرت ماسة أن تصحبها هيام ، يوجد غرفة شاغرة بالمنزل يمكنها الإقامة بها حتى يتدبروا الأمر .
ذهب الجميع وظل هو بجانبها ، جذب كفها المرتخى ليقبله بحنان ويضمه لصدره ليصل إليها دفء قربها الذى أصبح اغلى مشاعره .
قرب مقعده من فراشها : كنت بتقولى إيه بقا ؟
نظرت له بتعجب : أنا ماقولتش حاجة .
محمود : لا قولتى الصبح .. نسيتى !!! ولا  غيرتى رأيك فيا !!!
نظرت للجهة الأخرى ليقترب من الفراش ، يعيد وجهها لينظر لصفاء عينيها : أنا عاوز اقولك أنى يمكن ماكنتش عارف انى حبيتك من اول مرة شوفتك فيها . لكن النهاردة لما صوتك راح منى قلبى وقف . لأول مرة في حياتى قلبى وقف وعرفت ساعتها إنه بيدق بس علشانك .
أقترب يقبل رأسها ثم وجنتها ليهمس : اوعى تخوفينى كدة تانى .
*******************
وصل حمزة وماسة للمنزل ليسرع حازم للاسفل يطمئن على احوال أخيه الذى يبحث عنه منذ الصباح
حازم : كنت فين يا حمزة ؟ وقافل موبايلك ليه ؟
أخرج حمزة هاتفه الذى انطفأت بطاريته دون أن ينتبه : فصل شحن . طيب محمد جوه ماطمنكش ليه ؟
حازم : محدش جوة أنا خبطت كتير .
توجسا خيفة واسرعا للداخل ، تركتهم ماسة يتبادلون الحديث وتوجهت لتفقد ولدها . طرقت باب غرفة الضيوف لكن لم تحصل على إجابة . فتحت الباب ووقفت بالاستقبال متحيرة . باب غرفة النوم مغلق هل تطرقه ؟ ام تغادر ؟
قلبها لا يشعر بالسوء ، وكلمات حازم تؤرقه ، سيارته بالاسفل ، وصلت عينيها للطاولة لتجد هاتفه ومفاتيحه ؛ إذا هو بالداخل .
توجهت للباب لكن قبل أن تجتازه فتح باب الغرفة عن محمد بهيئة غير مرتبة ، التفتت له بحرج : معلش حبيبى قلقت عليكم لما عمك قال انكم مش هنا .
حك رأسه بحرج : ااه معلش راحت علينا نومة . احممم هى حياة كويسة ؟
عادت تتوجه للباب : الحمدلله
التفتت له بوجه مشرق : مبارك يا حبيبي . خلى بالك من مراتك
اشرق وجهه : بارك الله فيك يا ماما . فى عنيا ماتخافيش عليها .
التفتت لتغادر لكنها توقفت فجأة : ماتقولش لخالك حاجة من اللى حصلت كان محدد يسافر بكرة ومش عاوزين نقلقه حياة بخير الحمدلله
وغادرت بصمت وهى تتمنى لهما السعادة
********************
فى اليوم التالى غادر تاج وغالية إلى وجهة غير معلومة سوى لهما فقط . ودعا ريان وليال فى الصباح الباكر وانطلاقا فورا .
تناول إفطاره فى عجالة لينهض مسرعا : لولى أنا هتمم على المحلات بسرعة محمود مع حياة فى المستشفى ومحمد قال مش هيقدر ينزل
ابتسمت له بود : براحتك ماهخافش .
ضحك ريان : عارف يا قلبى مش هتخافى بس انا راجع علطول .
غادر مسرعا توجه لتفقد المتاجر ليطمئن على سير العمل وتأفف لتأخره لكن فى خلال ثلاث ساعات عاد للمنزل ، لكن ليس بمفرده ؛ بصحبته فتاة ما .لتتسع أعين ليال وهى تنظر له بصدمة

الشرف ( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن