الثامن

18.4K 593 25
                                    

الثامن
لحظة صمت يبتلع كل منهما فيها دقات قلبه ليتساءل رفيع بقلق واستنكار : خيتى رحمة ؟ كيف يعنى ؟
محمد بغضب : هو إيه اللى كيف ؟ مش راجل انا ولا ايه ؟
رفيع : ماجصديش يا واد عمى لكن انت چاى من مصر لاچل تتچوز من نچع الحساينة ؟
محمد بتوتر : اللى حصل بقا . أنا بس عاوزك تدينى فرصة اكلم أهلى واجى اخطبها رسمى .
تتسع عينا رفيع بتوتر : رسمى ؟؟ ماعنديناش الحديت ديه الخطوبة والحديت الماسخ ده عنديكم إحنا بنعجد علطول تجدر انت على رحمة ؟ رحمة زينة البنتة .
يبتسم محمد براحة : أجدر إن شاء الله
يضحك رفيع : وهتتحدت لغوتنا كمان ؟
تبدأ السكينة تتسلل لقلب محمد وقد استشف موافقة رفيع على مبدأ زواجه من رحمة فهو لم ير فتاة تعتز بنفسها لهذه الدرجة واعتزازها بنفسها أعزها بعينيه .
**********************
سرعان ما عاد راجى بما طلبت ليليان لتبدأ هى والفتيات فى إعداد الوجبات ثم يطلب صالح من الشباب حمل الطعام وتوزيعه بشوارع المركز حيث عمال النظافة والمحتاجون اكثر من النجع بمئات المرات .
***********
استغل مهران إنشغال الجميع ليتوجه لغرفة طايع وهو عازم على تسكين السكينة بين أضلعه التى تخلو من قلبه وهو يكتفى بالألم والصمت ، أغلق الباب واقترب بهدوء ليجلس بطرف الفراش نظر له طايع ليبادله مهران بتحدى ويتساءل : فيك إيه ياواد ابوى ؟ صدرك جايد نار !!!
حمحم طايع بحرج : انت بتجول ايه يا مهران ؟ نار إيه ؟
ضحك مهران وهو ينظر له بثقة : جلبك جاد نار لاچل اتحددت بس والرجالة جاعدين ! هتسوى كيه لما ياخدها راچل غيرك ؟
شحب وجه طايع : انت تجصد ايه ؟
مهران : اجصد اللى كنت بتنادم عليها وانت مواعيش . تعرف لو كان بوك ولا بوها  سمعك كان هيحصل ايه؟
اضطرب طايع ليقول مهران بحنان : لما انت عاشجها إكده ساكت ليه ؟
يزفر طايع بحزن : انت بتجول ايه يا مهران ؟ هى كتير جوى علي . انى ...
ليقاطعه مهران بحدة : هى إيه !!! انت مستجل بروحك ليه يا خوى انت مهندس كد الدنيا وزينة الرچال
طايع : وهى نچمة فى السما بعيدة جوى يا خوى
شعر مهران بالغضب فأخيه لا يشعر بقيمة نفسه كرجل ، حسنا يحتاج للإفاقة من هذا التوهم وتصغير الذات ، لابد أن يصفعه ليفيق من هذا الوهم ، حقا الصفعة ستكون مؤلمة جدا فسيتلقاها قلبه ، لكن لابد له من ذلك .
اكفهر وجه مهران لحظات ثم قال : هى نچمة فى السما صوح وانت يديك متكتفة . خلاص يا خوى هملها للى يجدر يطولها
إنتفض طايع ليأن بألم فزع له مهران لكن لا سبيل للتوقف الأن عليه أن يحارب لأجل من يحب ، تظاهر بالبرود وهو يقول : هيبة واد عمى وسطنى فى موضوع إكدة وانى شايفه زينة الرچال
اتسعت عينا طايع بفزع وانتفض مرة أخرى ليتمسك بذراع أخيه : لاه أنى اموت لو خدها غيرى يا مهران .
نظر له مهران بحدة : الراچل يا خوى لازمن يشوف حبيبته نچمة فى السما وعالية وغالية لاچل ما يجدر يحافظ عليها ومايكسرش جلبها لكن لو شافها اعلى منيه أو كتير عليه يبجا ماينفعهاش لأنه مستجل برچولته واللى يستجل برچولته مايحافظش على حرمه واصل .
أغمض طايع عينيه ليسيطر على ألمه الجسدى والنفسى : خلص يا واد ابوى أنى أولى من واد عمك اتوسط لى أنى عند عمى تاچ
لينقلب حال مهران إلى النقيض ويدعى البراءة : وهيبة رايد إيه من عمى تاچ لأچل اتوسط له ؟
طايع بتعجب : انت مش لسه جايل هيبة رايدك تتوسط له يخطب ليليان !!
مهران ولا زال يدعى البراءة : ليليان !!! أنى چبت سيرة ليليان دلوك ؟
نظر له طايع بحيرة لينفجر ضاحكا : اعترفت بلسانك يا واد ابوى
لم يزل الخوف عن صدر طايع : أمال هيبة رايد مين ؟
نهض مهران متجها للخارج : رايد اللى رايدها عاد مالاكش صالح ، خليك فى نچمتك العالية .. أنى بس جولت افوجك جبل ما بت عمتك تروح من يدك وتعيش عمرك ندمان وانت خابر زين إن مفيش اغلى منيك على جلب عمى تاچ اتوسط لروحك عاد
توقف لوهلة ينظر له بحنان : طاوع جلبك يا طايع وجرب خطوة وإن كانت نچمة فى السما كون ليها السما اللى تضمها وتحميها
وغادر مهران تاركا طايع يتخبط بين شوقه لها وبعدها عنه .هى لا تراه من الأساس . فكيف يطلب الزواج من فتاة لا تراه ؟؟
وتاج يثق به ثقة مطلقة ويحبه كولده وكم يخشى أن يظن به سوءا إن تحدث بهذا الأمر . وهل يقبل أبيه بمساندته ؟؟لطالما رأى والده يخشى يحب عمته حبا عظيما .
مخاوف يتوهمها جميعا وإن كانت الحقيقة التى يرفض الإعتراف بها هى أنه يخشى أن ترفضه فيضيع الأمل الذى يحيا عليه .
****************
هدأت الصغيرة بين ذراعي محمود وكأنها تستمتع بدفء صدره الذى يشتعل خوفا على أمها ، على حلم حياته الذى لم ولن يتحقق ، سيحتمل كونها لرجل غيره ، سيحتمل رؤيتها بين ذراعى غيره ، لكن لن يحتمل أن يفقدها مطلقا .
تضرع قلبه لله أن ينقذها ليس لأجله بل لأجل هذه الصغيرة ولأجل زوجها الذى يصارع الموت أيضا ، تضرع قلبه لله أن يجمع بينها وبين حبيبها الذى ارتضته ، وإن كانت سعادتها مقابلا لعذابه فما ابخثه من مقابل !!!
مر الوقت بطيئا حتى فتح الباب معلنا نهاية المعاناة ؛ أو بدايتها .

الشرف ( الجزء الثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن