الخامس
أنهوا صلاة الفجر ليبدأ الجميع يقترب من مظهر يقبل ظاهر كفه بإجلال بينما يجلس يراقب إنصراف الجميع لينادى أحد مساعديه : همام
يقترب همام فورا ليجثو بين يديه فيصمت مظهر و هو يراقب إنصراف الجميع حتى لم يعد سواه وذلك الهمام ليقترب برأسه هامسا : عاوزك تفتح عينك جوى ضربة امبارح ديه أول ضربة للحكومة لسه جدامنا الطريج طويل .
يهز همام رأسه : خابر يا مولانا وبچهز للعملية الچديدة
يبتسم مظهر ويربت على كتفه : براوة عليك عاوزين الحكومة تفهم زين إن مش لازم الولاية تبجى فى سينا إحنا موچودين فى مصر وهنطهرها من نچاسة الكفرة .
اومأ همام مرة أخرى بإنصياع منكسا رأسه لحضرة سيده مظهر الذى ربت على كتفه بفخر : اعرف أنك دلوك أهم واحد اهنه وكل طلباتك مچابه بس شارو .
يرفع همام رأسه لتتضح ملامحه المصرية فهو ذو بشرة سمراء وشعر فاحم ،ملامحه جدية إلى حد كبير ليرفع عينيه لسيده ويقول بنفس الجدية : عاوز تنين من السبايا اللى هياچوا جريب .
ابتسم مظهر بخبث : وماله حجك.. وعذارى كمانى .
لتلين ملامح همام الجامدة ويبتسم قبل أن يحنى رأسه مقبلا كف مظهر ويغادر .********************
توجه رفيع لمنزل والده الأخر لتفقد أخيه سويلم فهو الأقرب بعد رحمة لقلبه وهو يشعر بالقلق تجاه رد فعله لهذا الحادث المأساوي الذي أبكى الجميع بينما لم يبدى سويلم أى رد فعل أو رغبة للمساعدة وهو الذى كان يتوق لمساعدة الجميع .دق الباب لتفتح له حسنات فيخفض رأسه: السلام عليكم ، كيفك يا مرت أبوى ؟
تلوى حسنات فمها بضيق : نعمين
هو يعلم أنها تكرهه كرها لأمه لكن ما بيده حيلة ، فأمه ما كانت إلا فتاة أمرها أبيها أن تتزوج ففعلت .
لم يرفع عينيه وهو يقول: أنى چاى اطل على سويلم .
تفسح الطريق وهى تتحرك للداخل بخطوات وئيدة تاركة له مجالا للدخول : سويلم بيتسبح . أجعد استناه لو عاوز .
يتحرك من فوره لغرفة سويلم : هستناه فى اوضته .
لكنها لم تبد اهتماما ليدخل الغرفة زافرا بإرتياح لتخلصه من هذا اللقاء البغيض . توجه ناحية مكتب سويلم الذى يزدحم بالكتب فيجد أعلى الكتب كتيب يحمل اسم جذب انتباهه " سؤال وجواب في السبي والرقاب " .مد يده وإلتقط الكتيب وهو يستوى جالسا خلف المكتب يقرأ فيه باهتمام ، مر بعض الوقت وهو يتصفح الصفحات بأعين متسعة متعجبة قبل أن يفقد الكتاب أثر جذبه من بين أنامله .رفع وجهه ليرى سويلم ينظر له بغضب : مارايدش حد يمد يده على حاچة تخصنى .
تعجب غضبه وأسلوبه فى الحوار : من ميته يا سويلم ؟ طول عمرى باخد كتبك .
فتح سويلم أحد الأدراج ليضع فيه الكتاب لتلتقط أعين رفيع كتابا اخر لمح من اسمه كلمة " الجهاد " ليزداد حيرة بينما قال سويلم : من دلوك
نهض رفيع عن المكتب متسائلا: مش هتاچى معانا دفنة عم چرچس وبته ماتوا فى التفچير .
اتجه سويلم إلى خزانة ملابسه بإنفعال واضح : لاه دول كفرة حد الله بينى وبينهم .
اتسعت عينا رفيع : كفرة !!!! انت بتجول ايه يا سويلم ؟ دول أهل كتاب .
ليرمقه سويلم بنظرة غاضبة : هجول إيه ما انت چاهل .
لينفعل رفيع ويحتد صوته : إلزم حدودك يا سويلم أنى خوك الكبير .
يتجه سويلم ناحية المكتب فيحكم إغلاق الإدراج ويضع المفاتيح بجيبه وينطلق خارجا ليتبعه رفيع بتوجس فمنذ بدأ سويلم يبتعد عنه ويتوقف عن زيارته وقد تغير حاله كثيرا .
حتى قربه من رحمة الذى كان رفيع يعترض عليه لترققه الزئد والذى دفع رحمة لمد جسور ثقة وتواصل بينها وبين سويلم دون اخويه وقد ارجعت أمه ذلك لقربهما بالعمر .