1- فتى صغير مشاغب

4.8K 144 27
                                    

تظهر الحياة بمظهر أكثر جمالا عندما ننظر إليها من نافذة كوخ صغير مصنوع من القش. يتلون نصفه العلوي بلون السماء الزرقاء المختلط ببياض السحب الناعمة، في حين يتلون نصفه الآخر بلون التربة البنية، التي انشُقت، بسبب سيقان الأرز الأخضر.

على حدود هذه الأرض، تنمو أشجار الصنوبر المتينة لتعلن استقلالية كل أرض عن بقية الأراضي المحيطة بها.

إن نظرت من منتصف نافذة الكوخ، سترى شجرة مختلفة عن غيرها من الأشجار، فهي شجرة صنوبر قوية، ومن فروعها يتدلى حبلين يربطان خشبة صغيرة. أسفلها، يجلس طفل صغير يحمل دفتر رسم قديم وبضعة أقلام خشبية. ويرسم رجلاً طويلًا ذا أكتاف عريضة، مستقيم الظهر، مربع الوجه وذا عينين واسعتين. يتميز بشعره القصير وحاجبيه الحادين. ويرتدي ملابسًا بسيطة كالتي يرتديها الطفل. وفي أسفل الرسمة، كتب الطفل ثلاثة حروف (KSJ) ابتسم الطفل بعد إنتهاء رسمه، ونظر بحب إلى الشخص المرسوم على الورقة، ثم تساءل في نفسه "هل يشبه والدي هذا الشخص؟ "

سمع الصغير صوت جده يناديه "تشانيول". فوقف، وأخفى دفتره وأقلام الزينة في صندوقٍ وضعه خلف الشجرة. ثم ركض نحو جده، ورد بصوتٍ عال "نعم جدي".
وضع الجد صحنين من حساء الأرز على الأرض، ثم أشار إلى حفيده ليأتي، ويتناول الحساء معه. ثم قال له "أعددت حساء الأرز لأجلك، أعلم أنك سئمت من كرات الأرز، فقررت أن أطهو شيئًا مختلفًا لك اليوم"

شكر الصغير جده، وجلسا معًا في حديقة المنزل وتناولا الطعام.

في ذلك الوقت، مر سيد تشوي، جارهم، أمامهم. حيّاهم وذهب في طريقه. وفجأة قام تشانيول، ودخل منزله ثم عاد محضرًا صحنًا ثالثًا، وقسم حساءه إلى نصفين. ثم ذهب سريعًا إلى سيد تشوي ودعاه لتناول الغداء معه، ومع جده، لأنه يعلم أنه ليس لديه ما يأكله. فقد سمع جده يقول إنَّ أرض سيد تشوي لم تنبت هذا العام، ولم يحقق أي ربح.
عاد سيد تشوي مع تشانيول، وجلس الثلاثة لتناول وجبة. في تلك اللحظة، لاحظ تشانيول أن كمية طعامه قد زادت منذ آخر مرة رآها. فابتسم وقال بسعادة "هل رأيت هذا يا جدي؟ لقد ملأت أمي صحني". فابتسم الجد وأومأ برأسه قائلاً: نعم رأيت.

نظر تشانيول إلى طبق جده، وسأله "ولكن لماذا لم تملأ أمي طبقك مثل طبقي؟ "

فأجاب الجد "لقد ملأتها لي... كنت جائعاً، وأكلت كثيراً، بينما كان السيد تشوي يستعد للمجيء إلى هنا".

ابتسم الصبي الصغير تشانيول بينما واصلوا تناول الطعام، ومرت الأيام متشابهة.

في كل صباح، كان الصبي الصغير يستيقظ ليلعب على أرجوحته الصغيرة، وينتظر حتى يقوم جده بإعداد الغداء. ثم يخرج صندوقه السري المخبأ في الشجرة، ويخرج كراسة الرسم الممزقة، حيث يتخيل شكل والده. مرت سنتان، ولم يتغير الكثير باستثناء أن طوله زاد بضعة سنتيمترات. وقد أصبح أكثر استقلالية بشخصية فريدة ورحيمة لا تتبع إلا ما يقنعها، ويرضي عقلها الصغير.

happy together || سعداء معاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن