3- بني ...

1.9K 107 12
                                    

على عكس الليلة السابقة لم تكن الليلة هادئة أبدًا. كان تشانيول نائمًا في غرفته، عندما رأى حلمًا غريبًا.

في الحلم، وقف رجل أمامه، احتضنه بقوة، واعتذر له عن كل السنوات التي قضاها بعيدًا عنه. كان الحلم دافئًا ومشبعًا بمشاعر لم يعرفها تشانيول من قبل، تمنّى ألا ينتهي أبدًا.

استيقظ تشانيول ببطء، وفتح عينيه ليجد الرجل الغريب جالسًا بجواره، يمسك بيده، والدموع تتساقط من عينيه حتى وهو نائم. بدا له الأمر وكأنه واقع، وليس حلمًا. شعر بتلك اللحظة بأول لمسة من والده، الرجل الذي لطالما تخيله في أحلامه. تردد للحظة، ثم لمس وجه الرجل بلطف، محاولًا ألا يوقظه. كان شعورًا رائعًا أن يشعر بأن هناك أبًا له، حتى لو لم يكن هذا الأب قد عرفه من قبل.

فتح الرجل عينيه ببطء، وتفحص وجه تشانيول بسرعة، ثم سأل بصوت قلق: "هل أنت بخير الآن؟"

لم يجب تشانيول في البداية. بدلاً من ذلك، شعر ببعض الارتباك، بينما كان يحاول ترتيب أفكاره. الرجل الذي ادعى أنه والده صب كأس ماء وناوله له، ثم عاد للسؤال: "ألا تشعر بتحسن؟ يجب أن نأخذك إلى المستشفى. هل يمكنك الوقوف؟"

اقترب الرجل منه، مستعدًا لحمله، لكن تشانيول ابتسم بلطف وقال: "لا تقلق، أنا بخير."

تنهد الرجل بارتياح، لكنه لم يزل يسأل بقلق: "هل أنت متأكد؟"

أومأ تشانيول، ثم نظر حوله باحثًا عن جده، وسأل بصوت خافت: "أين جدي؟"

أجاب الرجل: "قال إنه سينام عند جاركم السيد تشوي."

ساد الصمت بينهما لدقائق، كان تشانيول يشعر بقلق وتوتر لا يعرف سببه. كانت المشاعر تتضارب في داخله؛ فرح بوجود أب إلى جانبه، لكنه لم يستطع تجاهل الغضب الذي كان يكمن في قلبه. لماذا غاب كل هذه السنوات؟ ولماذا يعود الآن؟ هل هو حقًا يريده في حياته، أم أن هناك شيئًا آخر يخفيه؟

أراد أن يتحدث إلى والده عن أمور كثيرة، لكنه كان خائفًا من الإجابات التي قد يحصل عليها. كان دائمًا يتمنى أن يعرف أباه، أن يسأله عن كل شيء، لكن الآن عندما جاءت الفرصة، لم يعرف ما يجب أن يقوله.

فجأة، كسر تشانيول الصمت، قائلاً: "هل ترغب في الذهاب للنزهة في الخارج، يا أبي؟"

تردد للحظة، ثم شعر بالخجل. لقد كان دائمًا خجولًا بطبيعته، لكنه شعر أنه ربما أساء التعبير.

نظر والده إليه بدهشة، وردد اسمه بصوت يحمل مزيجًا من العاطفة والدهشة: "تشانيول!"

شعر تشانيول بالتوتر، وأجاب بقلق: "أعتذر، لم أقصد ذلك، ظننت أنك..."

لكن والده لوح بيديه مبتسمًا، وقطع اعتذاره قائلاً: "لا، لا، بالتأكيد أنا والدك. ماذا يجب أن تناديني إذن؟" ثم عانقه بقوة، وقال بنبرة مليئة بالحنان: "أنا سعيد حقًا لأنك ابني."

happy together || سعداء معاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن