القا.1.تل

6.7K 318 33
                                    

أشاهد خيوط المطر تهطل من السماء لتلامس التراب ناثرة رائحة جميلة في الارجاء. وضعت يداي الباردتان في جيب سترتي واسرعت خطواتي لاصل للمنزل قبل حين. اعلم انه لا يوجد لدي عائلة لتستقبلني عند دخولي المنزل ولكن على الاقل سأعانق سريري الدافئ واخلد في نوم عميق. مشاكل حياتي ارهقتني كثيرا رغم اني لم اتجاوز الثامنة عشر من عمري. ولكنني لم اسمح لاحد برؤية ضعفي واخفيت حزني كله خلف ابتسامة.

في عمر الرابعة عشر عرفت ان الابتسامة هي الطريقة الوحيد لأخفاء الحزن. بعد فقداني لعائلتي في ذلك الحادث المروع ذبلت من الداخل ك وردة قطفت ورميت في الارض بعد شمها.بعد موت عائلتي بقيت الى جانب جدتي التي فعلت ما بوسعها لتكون لحفيدتها اما وابا، ولكن سنها المتقدم حكم عليها بالموت ايضا. ومنذ ذلك اليوم وانا وحيدة في منزل كبير مليء بالذكريات. رغم محاولات عمي وخالتي في اقناعي للانتقال والعيش مع احدهم اللا اني رفضت جميع المحاولات قائلة اني اريد التمسك بحياتي لوحدي. والسبب الآخر لعزلتي هو مرضي الدائم والذي بسببه لم الكذب طوال حياتي. *متلازمة بينوكيو* بسبب هذا المرض اعطس بعد كل كذبة اتفوه بها مهما كانت بسيطة وهذا ما كان يجبرني على قول الحقيقة حتى ولو كانت جارحة. قاطعني عن افكاري ارتطامي بشيء ما وسقوطي ارضا فوق بقعة ماء، رفعت رأسي غاضبة لارى شخص طويل الجثة يرتدي سترة سوداء مغطيا رأسه تحت قبعتها. لم استطع سوا رؤيت فمه.
اكمل طريقه مارا امامي وكأنه لم يرني! ما هذه القباحة؟ سقطت ارضا بعد ارتطامي به استكسر يده ان ساعدني على النهوض؟!
استدرت خلفي بغضب لاراه يدخل في ذلك الشارع. ذلك الشارع! اي غبي يدخل هذا الشارع وفي هذا الوقت من الليل؟
لا اعرف من اين جئت بهذه الشجاعة ولكني الآن اتتبعه محاولة عدم اخراج اي صوت.
هذا الشارع... كم هذامخيف، هادئ ، هادئ جدا لدرجة مزعجة...
شارع معتم طويل جدا لدرجة لا يمكن للشخص رؤيت اخره. لا يمكنني سماع سوا اصوات دعساتنا فوق بقعات الماء التي شكلتها المطر. اسير خلفه بحذر شديد خائفة من اصدار صوت يجعله ينتبه لوجودي. يدور في عقلي سؤال لم اجد له جوابا حتى الآن، لا يدخل هذا الشارع سوا المشردين وقطاعين الطرق. توقف فجأة تحت عامود انارة يضيئ وينطفئ كل خمس ثوان تقريبا. هذا مزعج حقا! توقفت اراقبه عن بعد مختبئة خلف سور شبه محطم، بعد عدة دقائق اتى لجانبه شاب يرتدي سترة سوداء ايضا ولكنه اقصر قامة. ما مشكلتهم مع اللباس الاسود هذا!
لم استطع سماع ما يتحدثون عنه بسبب اني بعيدة قليلا وبسبب صوت المطر الشديد.
يبدو انهم يتكلمون بشئ مهم جدا هذا ما استطعت استخراجه من حركات يديهم. بعد دقائق من هذا الحوار الحار اخر الشاب الذي ارتطمت به سكينا من جيبه وقام بطعن الشاب الاخر فوق قلبه تماما دون تردد. لم استطع التحكم في الصرخة التي خرجت من فمي مما جعلته ينظر لجانبي. اخرج السكين من قلب الشاب وبدأ بالاقتراب بأتجاهي. احاول الهروب ولكن اللعنة سترتي عالقة في احدى الخشبات المحطمة من السور. حاولت سحبها ولكنها عالقة
-اللعنة عليك هيلين من اين اتيت بهذه الشجاعة لتتبعي شابا لا تعرفينه-
حسنا صوتي الباطني اظن انه عليك الصمت قليلا. توقفت عن الحركة عندما شعرت باحد يقف خلفي تماما! اللعنة انه قريب جدا. استطيع الشعور بنفسه على رقبتي.
قبلي يكاد يخرج من مكانه، امسك بمعصمي وحرر سترتي من قطعت الخشب وقام بدفعي للحائط الذي خلفي مما جعلني اشعر بألم شديد في ظهري ولكن هذا لا يهم. ازداد خوفي اكثر عندما بدأ الاقتراب مني اكثر واكثر حتى اغلق المسافة بيننا تماما. وضع يداه على الحائط ليحاصر جسدي بين يديه واقترب من وجهي جدا، لم يبقى بيننا سوا عدة سانتيمترات.
رفعت رأسي قليلا لارى وجهه تماما. اللعنة! كيف لقاتل ان يكون بهذا الجمال هذه اول مرة في حياتي ارى عينان بهذا اللون
-ايتها الغبية بما تفكرين؟ عليك ايجاد طريقة للهرب والا ستصبحين جثة هامدة هنا بعد دقيقتين لا اكثر-
حسنا اظن ان صوتي الباطني على حق هذه المرة علي ايجاد طريقة للهرب قبل ان يقتلني ويتركني هنا طعاما للكلاب المارة!

القاتل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن