سنة، اربعة اشهر، 16 يوم، 8 ساعات، 29 دقيقة.
نظرت الى هيلين النائمة امامي كل هذه المدة، اخذت نفسا عميقا و وضعت علامة X فوق تاريخ اليوم على التقويم الموجود في الغرفة، اقتربت منها وتفقدت المصل المغذي، فقدت الكثير من الوزن، لونها يبدو شاحبا يوما بعد يوم، خدودها الجميلة قررت الاختباء لتشكل حفر تحل مكانها، ولكن ما زالت بذات الجمال. قلبها استجاب للصدمات الكهربائية و بدء بمحاربة الموت من جديد ولكن عقلها لم يكن بذات القوة فأمر جسدها بالنوم، فقد الجميع الأمل، كل الاطباء فقدو الامل بعد غيبوبة استمرت ثلاثة اشهر وقال الجميع ان نجاتها مستحيلة، وان نومها سيكون ابدي، ولكن انا لم استسلم، بما انني طبيب ايضا استطعت بشكل ما تحمل مسؤوليتها لأكون امامها دائما، في كل دقيقة وفي كل ثانية، وهذا تماما ما يحصل منذ ذلك اليوم الشنيع...
اخفضت سرعة المصل الموصول بيدها واقتربت منها لاطبع قبلتي المعتادة على خدها، وكما اعتدت طيلة هذه المدة احضرت قطعة قماش رطبة ومسحت لها جسدها،بدلت ملابسها بملابس نظيفة وجلست امامها، امسكت بيدها الصغيرة بين يدي وقبلتها عدة مرات
"هيا حبيبتي، يكفيك النوم كل هذه المدة"
نظرت بأمل الى عينيها وكأني انتظر ردها، لم امل بل اكملت
"حسنا، يبدو انك تحلمين بشيء ما، وهذا الحلم جميل جدا لدرجة انك لا تريدين الاستيقاظ منه"
طرق باب الغرفة وفتح بعدها، ادخل اويغار رأسه من الباب بأبتسامته المعتادة حاملا بيده لوحة رسم و الوان مجددا، بما انه استطاع دخول جامعة الفنون فهو يأتي كل فترة و اخرى ليرسم لوحة لأميرتي النائمة، اظن ان عدد اللوحات تخطى ال42 لوحة.
"صباح الخير ايها الطبيب القاتل"
"اياك ومناداتي بهذا الاسم مجددا"
نظرت مجددا الى هيلين لتعود الابتسامة الى فمي مجددا.
اويغار يقصد قتلي لأمير، بعد مرور شهرين على غيبوبة هيلين واختفاء امير ذهبت للمنزل لاحضر لها القليل من الملابس، ولكني تفاجئت برؤيته داخل كراج السيارات، تذكرت ان سبب وجود هيلين بالمستشفى هو قطعه للفرامل ذلك اليوم، لذا اغلقت باب الكراج عن بعد وحرقته هو و المنزل سويا. و قطعت وعدا بعد ذلك اليوم ان امير هو اخر شخص سوف اقتله، حياتي الآن عبارة عن هيلين واصدقائي فقط.
"حسنا"
جلس امام هيلين واقترب منها قليلا
"لم آتي لرسمك اليوم، انا اجهز نفسي لرسم هيلين الثانية"
عقدت حاجباي بعدم فهم
"ماذا؟"
نظر الي مبتسم
"موعد ولادة هالا اليوم! جئت لاخبرك انها في الطابق العلوي في قسم الولادة"
صمت قيلاا ثم ابتسم
"لم ارى عمر قلقا لهذه الدرجة من قبل! كاد يبكي كل مع كل صرحة تخرج من هالا"
ابتسمت، هالا و اويغار عاشوا حياتهم في ميتم ، هذا قبل ان يتبناهم والداي، هالا حقا تستحق شخصا يحبها لهذه الدرجة
"حسنا اذا اخبرني عندما تخرج لآتي عندكم"
هزز رأسه وخرج من الغرفة، تزوجت هالا و عمر بعد حادث هيلين بفترة قليلة بأصرار مني، لو كانت هيلين مستيقظة لما كانت لتقبل ان يتم الغاء الزفاف بسببها.
أنت تقرأ
القاتل (مكتملة)
Storie d'amore"ما الذي تفعلينه هنا؟" قال هذا بصوت جشع خال من اي مشاعر. اشعر بالبرد يسير في عروقي بدل الدماء! او ربما تجمد دمي من شدة الخوف. جمعت قواي كلها ولكن لم استطع سوا قول "لا شئ" (عطسة) اللعنة! كم اكره هذا المرض. سيقتلني بلا رحمة الآن انا متأكدة! لحظة! هو ل...
