القا.4.تل

3K 194 3
                                    

شعرت لولهة ان الزمن توقف، قلبي بدأ ينبض بسرعة كبيرة وبدأت اشعر ان الهواء الموجود ليس كاف لتعبئة رئتاي.
"مرحبا جميعا"
الصوت، انه ذات الصوت،ما زلت حتى الآن لا استطيع فهم نبرة صوته. يمكنني ان اقسم انها ابرد من الجليد!
"اووو سوار عزيزي مر وقت طويل على آخر لقاء بيننا" قالت خالتي هذا وهي تصافح القاتل، اقصد سوار.
"سوار عزيزي هذه هي هيلين، ابنه المرحوم كمال صديق والدك القديم"
صديق والدي؟اي اني كنت اعرفهم من قبل،يبدو اني نسيتهم هم ايضا بعد الحادث.
تكلمت الخالة ديلارا مشيرة الي.
مد سوار يده قائلا "سررت بلقائك يا صغيرة" هذه المرة لم يكن صوته باردا بل كان ساخرا! وماذا قال لي الآن؟ صغيرة؟ يا لك من قاتل تافه. قرصة جديدة من خالتي جعلتني امسك بيد سوار محاولة الابتسام "وانا ايضا سررت بلقائك سوار" (عطسة)
اوبس! هذا ليس جيدا -.- سوار يعرف بمرضي!
افلت يدي مبتسما ابتسامة سخرية. هو يسخر مني مرة اخرى؟ يا لك من ابله!
ضحكت خالتي محاولة انقاذ الموقف "اهه هيلين عزيزتي يبدو انك تحسستي من شيء ما مجددا" قالت هذا وهي تنظر لي ولكن يبدو من صوتها انها غاضبة. وما الذي يمكنني فعله؟ لم اختر هذا المرض الغبي بنفسي!
"هيلين ما رأيك ان نجلس في الحديقة الخلفية؟" تكلم جان وهو يمسك بمعصمي محاولا ابعادي عن الطاولة.
هززت رأسي موافقة "فكرة جيدة" واستدرت مجددا الى الخالة ديلارا وزوجها قائلة "سررت بلقائكم، الى اللقاء في وقت آخر"
وبدأت السير مع جان بأتجاه المخرج "اذا لست مسرورة بلقاء سوار ها" قال هذا وهو يحاول كتم ضحكته.
"ياااا لا اقصد هذا" (عطسة)
"اوف جان كف عن التكلم" قلت هذا بغضب، تعبت من كشف كذباتي الصغيرة!
وصلنا الى احد الطاولات في الحديقة الخلفية والتي تطل على الشاطئ، منظر جميل ولكن بسبب برودة الهواء لا يوجد احد غيري انا وهذا الابله امامي.
"ما رأيك ان نشرب قليلا؟ اخ واخته سويا؟"
حسنا لا تبدو فكرة جان سيئة فأنا حقا بحاجة لشيء ما ينسيني كل ما حصل معي هذا الاسبوع.
"لا تبدو فكرة سيئة"
"حسنا اذا سأحضر مشروباتنا وآتي"
هززت رأسي موافقة دون النظر اليه. ابتعد عني متجها الى الداخل، وعاد بعد قليل بيده كأسان وعبوة مشروب.
"اظن انه ثقيل قليلا، من الافضل عدم الافراط" قال وهو يملأ القليل من المشروب في كل كأس
"بصحتك" تكلمت وانا الوح بكأسي وامام عيوني
طعمه مر جدا،اشعر به يحرق حلقي ولكن لا اريد التوقف عن ابتلاعه. بدأ رأسي يدور بعد ثالث كأس ولكن اظن ان جان ثمل مع اول كأس شربه.
"اظن اني سأتقيا، انا ذاهب للحمام" قال هذا ويده على فمه واتجه مسرعا الى الداخل.
بدأت السير باتجاه البحر، السير على الرمال صعب جدا في هذا الكعب اللعين.
خلعته و وضعته امامي على الرمال، صوت البحر يجذبني اكثر واكثر. بدأت السير الى الامام حتى اصبحت الامواج تببل قدامي، الماء بارد جدا،ولكنني لم اتوقف. اريد الصراخ والصراخ والصراخ الى ابعد مدى. بدأت بالصراخ دون وعي
"انا لا اخاف ذلك القاتل اللعين اتفهم ايها البحر الكبير" (عطسة)
"حسنا انا اخاف قليلا"( عطسة)
"قليلا جدا" (عطسة)
"اللعنة عليك بينوكيو انا اخاف منه كثيرا"
واكملت السير الى الامام. السباحة في فستان كهذا صعبة جدا ولكني لا اهتم. ولا اهتم لكوني لا استطيع السباحة ايضا. اكملت التقدم والتقدم حتى اصبح الماء يصل الى خصري تقريبا.
"ليت ذلك القاتل اللعين قتلني، اريد ان اتخلص من هذه الحياة اللعينة"
الماء الان يصل الى رقبتي، قدماي الأن لا تستطيع الوصول الى الرمال، الماء في كل مكان.
بدأ جسدي يغطس في الماء وانا احاول الصعود ولكن دون جدوى، الفستان ثقيل جدا وانا لا استطيع السباحة.
شعرت بيدان تحيطان خصري وتسحبني الى سطح الماء، اظن اني ابتلعت الكثير من الماء.
"غبية"
انه يتكلم بنفس البرودة في كل الاوقات.
"يا لك من قاتل جميل وغبي" لا اظن انه فهم ما قلته لان صوتي يرجف من شدة البرد.
اخرجني من الماء وجعلني اجلس حلى الرمال. ابعدت خصلات الشعر الملتصقة على وجهي وانا انظر اليه.
"اظن ان ذلك القاتل اللعين الذي تخافين منه كثيرا هو انا" قال هذا و المرح يبدو بصوته.
"لا" (عطسة) اوبس!
"نعم" قلت الحقيقة مستسلمة لمرضي.
"ولم تريدين التخلص من حياتك اللعينة هذه؟"
"الا ترى؟ حياتي تعيسة جدا، وانا غبية جدا!"
"نعم انت محقة، انت غبية جدا"
"هييي،انا فقط من يستطيع شتمي اتفهم هذا ايها القاتل اللعين" قلت هذا بصوت غير مفهوم.
"حسنا، لن اقول لك شيئا بخصوص وصفي باللعين وهذا لأنك ثملة ولا تعين ما تقولينه، والآن هيا سأوصلك للمنزل"
"اذهب من هنا يا هذا، سأذهب للمنزل مع جان"
"انا من سيوصلك لان جان افرط بالشرب ايضا وذهب مع خالتك وزوجها للطبيب"
ماذا؟تركوني وحدي هنا؟
"لن انتظرك هنا لسنين يا فتاة، دعيني اوصلك وتخلصي من هذه الملابس قبل ان تمرضي"
هززت رأسي دون النطق بأي كلمة.
___________________
فتح باب السيارة الامامي وساعدني على الجلوس،اغلق الباب واتجه نحو مقعد السائق. دخل السيارة واشعل المدفئة.
اشعر ان الدنيا تدور وتدور وتدور دون توقف
"سأتقيأ" قلت وانا اغلق فمي بيدي وامسك معدتي بيدي الاخرى
"اياك وافساد سيارتي ايها الصغيرة،تحملي قليلا سنصل"
هززت رأسي واغمضت عيناي محاولة عدم التفكير بالتقيأ. لطالما قالت لي امي عندما تريدين التخلص من شيء فكري في اي شئ غيره.
توقف السيارة امام باب المنزل، رفعت رأسي ونظرت الى القاتل الموجود امامي.
"ايمكنني ان اسئلك شيئا صغيييييرا؟" قلا هذا وانا انظر في عينيه. هل سبق وقلت ان عينيه جميلة حقا؟
"اذهبي وبدلي ملابسك والا ستمرضين" نظر الى نافذة المنزل واكمل "ويبدو ان خالتك ستمطر عليك الكثير من الاسئلة ايتها الصغيرة"
نظرت الى المكان الذي ينظر اليه لاجد خالتي تشاهدنا عبر النافذة.
"حسنا، تصبح على دماء ايها القاتل"
نزلت من السيارة واغلقت الباب لينطلق بسرعة،غبي، الم يكن عليه الانتظار حتى ادخل المنزل؟
-هذا ما ترينه في الافلام هيلين هاكمار-
صوت باطني غبي.
فتح الباب قبل ان اطرقه لتمسك خالتي بيدي وتشدني الى الداخل بسرعة.
"ما الذي حصل؟ اين كنتم؟ اقال لك شيء؟ اقلت له شيء؟ تكلمي هيا هيا"
تكلمت خالتي بسرعة كبيرة وهذا سبب عدم ردي.
"لا شيء،اوصلني فقط" تكلمت بصوت نعس جدا وانا اتجه الى غرفتي،او الغرفة التي اقيم فيها حاليا.
"ماذا؟ اهذا كل شيء؟"
"نعم، وارجوكي اريد ان انام" قلت هذا واغلقت باب الغرفة مانعة اياها الدخول خلفي. حسنا هذا يبدو فظا ولكني حقا متعبة.
_____________________________
استيقظت وانا اشعر بألم في رأسي وغثيان. بدأت اتذكر كل ما حصل في الامس.
ولكن اللعنة لا اتذكر ما حصل بعد وصولي للمنزل،اخر ما اتذكره ان خالتي امطرت الكثير من الاسئلة.
تبا! ايمكن ان اكون قد اخبرتها كل شيء عن سوار؟
اللعنة لا استطيع التذكر!
نهضت بسرعة عدم مهتمة لالم رأسي وغثيان معدتي ونزلت الدرجات مسرعة نحو المطبخ لاجد خالتي تحضر الفطور، ويبدو عليها انها سعيدة جدا
"ما الذي اخبرت به البارحة؟"
استدارت لتراني امام الباب، حاولت كتم ضحتها وقالت "اظن ان الناس الطبيعيون يقولون صباح الخير اولا، وعلى كل حال اخبرتي كل شيء"
اشعر ان احدا يصفعني بلا رحمة، اخبرتها كل شيء؟
"ك...كل ش...شيء؟" اشعر بصعوبة في ازدراد ريقي.
"نعم كل شيء"
ولم هي تبتسم؟ ان كنت قد اخبرتها ان سوار هو عبارة عن قاتل لما ابتسمت هكذا على ما اظن.
"حسنا ما هو الشىء الذي اخبرتك به"
قلبي يرتجف خوفا، ان كنت قد اخبرتها حقا فلن يرحمني سوار ابدا.
"لم تخبريني بشيء، وحتى انك اغلقت باب الغرفة في وجهي" قالت هذا وهي تتصنع العبوس واكملت "تصرف عديم تربية"
اشعر بأرتياح.
قاطع كلامنا صوت جان وزوج خالتي يتشاجران على الدرج
"ابي ارجوك قل لي ماذا قلت لك البارحة،انا لا اتذكر شيء اللعنة"
"قلت لك لن اخبرك بشيء"
حسنا هذه ليست مشاجرة حقا ولكن صوت جان بدا عاليا قليلا
ضحكت خالتي بصوت عال وهي تضع الاطباق على طاولة الطعام وقالت مخاطبة جان "لم تقل شيء بني، كنت تطلب من والدك احضار بطريق لك لتربيه هنا" ختمت جملتها بضحكة عالية وشاركناها انا وزوج خالتي في هذا. حسنا انه طلب غريب حقا!
"بطريق؟" سئل جان رافعا حاجبيه في عدم تصديق.
"نعم بطريق" قال زوج خالتي وهو يضحك
جلسنا كلنا على الطاولة وبدأنا بتناول الفطور. تكلم زوج خالتي مفسدا الهدوء بصوته.
"هيلين عزيزتي، سجلناك في مدرسة كارين الآن،يمكنك الذهاب يوم الاثنين"
مدرسة كارين اي مدرسة السيد مصطفى! اي اني سأرى القاتل كثيرا هناك.
______________________________

القاتل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن