القا.22.تل

1K 72 6
                                    

(من سوار إليت)
النظر اليها من بعيد اصبح هواية بالنسبة لي، تبدو وكأنها تسافر بأفكارها، تضحك بعض الوقت وتعبس بوقت اخر. لو اخبرني احد قبل شهرين فقط انني سأتصرف هكذا لظننت انه جن او شيء كهذا، سوار الصارم المخيف من الغريب جدا ان يتصرف تصرفات كهذه. اهم الاشياء هي ضحكتها بالنسبة الي. اقترب اليها ببطئ و لففت ذراعاي على خصرها، طبعت قبلة صغيرة على خدها
"سأخرج، يقول باريش ان هناك معلومات جديدة عن امير"
"حسنا انتظر، سأبدل ملابسي وآتي معك"
"لا، المنزل اكثر امانا بالنسبة لك، امير يريدك انت"
"ولك..."
وضعت يدي هلى فمها وعانقتها مرة اخرى
"سوف تأتي هالا و كارين الى هنا بعد نصف ساعة او ساعة، وانا سأعود حالما انهي عملي"
هززت رأسها،طبعت قبلة على شفتيها وعانقتها بقوة اكبر، اخذت نفسا عميقا مليئا برائحتها، رائحة التفاح، تحب التفاح لدرجة ان رائحة عطرها ايضا هي برائحة التفاح، ابتعدت عنها وخرجت من الغرفة متجها للباب الخارجي، لم اقترب من السيارات خاصتي لان امير ذكي جدا، من المؤكد ان احد من رجاله يراقبني الآن، لذا علي ان اكون متيقظا، اوقفت اول سيارة تاكسي مرت من امامي.
اخبرت الرجل عنوان منزل عائلتي، اتفقنا انا وباريش و اويغار على اللقاء في منزل عائلتي بما انهم يقيمون هناك، هذا سيخفف الشك قليلا، اما عن عمر و جان فهم سيكونون بالمقر ليخبرونا بأي شيء جديد.
________________________________
درسنا الخطة مجددا وتأكدنا منها تماما، تذكرت اني اخبرت هالا ان تتصل بي حالما تصل الى المنزل ولكن لم يصلني اي خبر، يجب ان تكون وصلت منذ نصف ساعة على الاقل!
اخرجت هاتفي لاتفاجئ ب12 مكالمة فائتة من احد ارقام الطوارىء الخاصة بنا، عقدت حاجباي بقلق، جان وعمر يتواصلان معنا من هواتف المقر، رن الرقم مجداا، ترددت بالرد، ماذا ان اصاب هيلين مكروه؟ اجبت على المكالمة بيدين مرتجفتين
"نعم؟"
س...سوار انت بخير؟"
عقدت حاجباي بقلق، لم تتثل هيلين من هذا الرقم؟
"هيلين؟ ما الذي تفعلينه خارج المنزل؟ولم تتصلين من هذا الهاتف؟"
"اللعنة سوار اخبرني اانت بخير؟"
صوتها بدا ضعيفا، يبدو انها تبكي!
"نعم ! هيلين ما الذي يحصل!
"س...سوار! امير اتى للمنزل..."
"ماذا؟"
الشعور الوحيد الذي اشعر به الآن هو الخوف، كنت اعرف ان امير ذكي جدا ولكن ليس لدرجة اللعب علينا لعبة كهذه!
"اخ..اخبرني انه قتلك، وانك بالمقر اين انت؟"
"هيلين بالأصل انت اين؟"
"ل..لا اعرف! انا فقط اقود السيارة"
يبدو انها تقود بسرعة كبيرة جدا وهي داخل المدينة!
"هيلين! اوقفي السيارة وعرفي لي المكان الذي انت امامه، سأكون عندك خلال عشر دقائق"
نهضت من مكاني بسرعة وخرجت من المنزل، اخذت مفتاخ سيارة والدي من الحارس.
"س...سوار!"
نبرة الخوف في صوتها اربكتني اكثر، قلبي بدأ ينبض بسرعة اكبر
هيلين؟ هل انت بخير؟"
"الفرامل! الفرامل لا تعمل!"
اللعنة! سأقطعه لقطع صغيرة عند الامساك به!
"كم سرعتك؟"
حاولت جاهدا ان يخرج صوتي هادئا كي لا ازيد خوفها
"م..مئة!"
"اللعنة!، هيلين! حسنا حبيبتي لا تخافي! ادخلي بأي طريق جبلي، وسيري لينتهي البنزين حسنا؟، سأكون عندك خلال عشر دقائق، لا تغلقي الهاتف"
مر حوالي عشر دقائق وانا احاول تهدئتها
"البنزين على وشك الن..."
قطع  جملتها  صوت زمور عال
"هيلين! هيلين ما الذي يحدث؟!"
"أاحبك"
سمعت صوت ارتطام من الطرف الاخر قبل ان انطق بأي كلمة، سرعة السيارة انخفضت، بدأت اسمع صوت طنين عال داخل رأسي، العالم يدور حولي، السيارات كلها بدت وكأنها تسير باتجاهي. جميع المشاعر كلها تجمعت في شعور واحد، الخوف.
هو الشيء الوحيد الذي اشعر به الآن، الخوف من خسارتها! لا يمكنني ان اخسرها بهذه السرعة!
_________________________________
كل من رآني بهذا الحال ظن اني جننت، كيف لا اجن وانا اقف هنا منذ خمس ساعات انتظر كلمة واحدة من احد الاطباء تطفئ النار التي تحرق قلبي! فشلت مجددا، لم استطع حمايتها هي ايضا، امير هو الفائز هذه المرة ايضا. سرق مني اختي الوحيدة وبسمتي لمدة خمس سنوات! والآن بعد ان دخل شخص لعتمتي وانارها من جديد، اطفأها، بل حرقها. اقتربت هالا مني وجلست امامي على الارض، عانقتني تماما كما عانقتني عند موت اسماء، لم استطع امساك نفسي، بدأت البكاء بصوت عال.
يقول الكثير ان الرجل لا يبكي.
ولكن سأخبركم، الرجل يبكي عندما تتراطم المشاعر بداخله، عندما يشعر انه اضعف شخص على وجه الارض، يحتاج لحضن شخص ما ليبكي بهدوء دون ان يسئله احد عن سبب بكائه. انا اعيش هذا الشعور للمرة الثانية، ولكن هذه المرة اشعر بألم اكبر لأني انا من علمها السياقة. انا من علمها الموت! لا ادري كم مر من الوقت وانا ابكي بصمت علي كتف هالا، ابتعدت عنها بسرعة عندما فتح الباب امامنا وخرج منه الطبيب يملأ مريوله الدم، هذا هو دمها! اهي تنزل لهذه الدرجة؟ هل خسرت كل هذا الدم؟ هذا المنظر كان بنسبة البنزين يسكب فوق نار قلبي ليزيد حريقة اكثر. التممنا جميعنا حول الطبيب.
"ا..اين هيلين؟ لم ذرفت كل هذا الدم؟"
امسكت برقبة الطبيب وصرخت بوجهه، امسكني جان و باريش يحاولان تهدأتي، لا احد يمكنه فهم الشعور الذي اشعر به!
"لا اعرف ما علي قوله، حقا وصولها الى هنا على قيد الحياة هو معجزة، رأسها رطم بشكل قوي جدا، وجسدها مليء بالكسور، حالتها حرجة جدا، عمليتها ناجحة للآن، ستنقل للعناية المشددة الآن، من الافضل ان تكون تحت المراقبة وضعهعا حرج جدا هذا ما يمكنني قوله الآن، جهزوا نفسكم لأي شيء ف الاعمار بيد الله"
هجمت عليه مجددا كالمجنون
"ما الذي تقوله؟ اريد رؤيتها! الآن!"
"سيدي لا يمكنك الآن وضع المريضة لا يسمح بهذا"
"قلبي في الداخل يحارب الموت وانت تقول انه لا يمكنني رؤيتها؟ اتشعر بالشيء الذي اشعر به الآن؟"
ابعدني باريش عن الطبيب مجددا، صرخت على الطبيب الذي ابتعد عنا مسرعا
"سأدمرك ان اصابها مكروه اتسمعني؟!"
اقترب والدي مني وعانقني وكانه يقول لي ' نحن هنا'
ولكن هذا لا يكفي! اللعنة لا يمكن لنار قلبي ان تهمد دون ان اراها امامي تبتسم وامسك يديها الصغيرتان.
فتح الباب مجددا وخرجت هي نائمة على سرير ابيض محاطة بالممرضين والممرضات. لم استطع التحرك، لم اجرء على النظر اليها حتى، رؤيتها هكذا تنام بلا حركة يؤلم قلبي.
ادخلوها الى العناية المشددة الموجودة في القسم ذاته، اقترب احد الممرضين الينا
"اظن انكم عائلة الآنسة هيلين،اسف ولكن عليكم اخلاء الممر هنا، يمكن لشخص واحد فقط البقاء"
تقدمت خالة هيلين
"ا...انا سأبقى"
عارضها عمها بسرعة "بالطبع انا من سيبقى!"
بدأت مشاجراتهم المعتادة بين بعضهم، ولكن اليوم لست بمزاج جيد لاستمع الى مشاجراتهم السخيفة هذه
"كفى!"
صرخت بصوت شبه مرتفع ولكنه صارم، يعني اظن انه صارم لدرجة اسكاتهم.
"انا سأبقى، وسأخبركم حين تستيقظ"
فتح عمها فمه للاعتراض ولكن والدي منعه
"اظن ان سوار هو من عليه البقاء، لنذهب"
ابتعد الجميع ببطئ، اقتربت هالا الي مجددا وعانقتني بحنية،همست باذني
"ستكون بخير"
وابتعدت عني هي ايضا خلف الجميع.
وقفت امام نافذة العناية لاراها نائمة بهدوء داخل الغرفة البيضاء، الكثير من الالات موصولة بجسدها، من يعلم كم يؤلمها هذا؟

بقيت على هذا الحال لمدة سبع ساعات دون تحرك، فقط اراقبها كما افعل دائما على امل ان ارى تلك الابتسامة التي احب ان اراها دائما، احاول ان المس يدها من خلف هذا الزجاج اللعين.
لا يمكنك النوم بهذا الثبات حبيبتي!
عليك النهوض، وعلي اخبارك عن مدى حبي لك
علينا الخروج سويا لنشاهد النجوم
علينا ان نقرر اسماء اطفالنا
عليك ان تصبحي طبيبة
عليك النهوض هيلين
لم اشم رائحتك كفاية، لم اقبلك كفاية، لم احقق لك احلامك، عليي فعل هذا كله، لا يمكنك الذهاب انت ايضا، لا يمكنك تركي في العتمة وحدة.
سأخبرك بسر، انا اخاف العتمة، ولكني ك طفل صغير مجبر على البقاء فيها، و...ولكن انت انقظتني! انت النور الوحيد في عتمتي، لم اقبل الخروج منها، ف جلستي فيها معي لتنيريها. اعدت البسمة الى وجهي.تذكري ذلك اليوم الذي اخبرتني به ان ابتسامتي جميلة؟ اقسم لك ان هذه الابتسامة تكون عندما تكونين فقط. عتمتي تختفي فقط عندما تكونين موجودة. اخبرتك ذات ليلة انك تشبهين الزهور، واخبرتني ذات يوم ان الحياة تأخذ جميع الزهور بسرعة.
انا نادم حقا على تشبيهك بالزهرة لان الحياة صدقت هذا وتحاول الآن اخذك مني، ولكني لن اسمح لهذا! ارجوك، اعطني فرصة ثانية لحمايتك، لا تذهبي مني، ابقي معي وبداخلي، انا من دونك مجرد قاتل بلا مشاعر. انهضي وابتسمي بوجهي مجددا، اضحكي بصوت عال مجددا امامي، اخبريني عن تفاصيل يومك مجددا، عن ماضيك عن حاضرك اخبريني اي شيء، ولكن استيقظي... ارجوك.

ابتعدت عن الزجاج برعب عندما بدء الضوء الاحمر يضيئ الغرفة.

دخل الاطباء مسرعون الى الغرفة
"نبضها يخف!" قالت احد الممرضات ليبدأ الطبيب بمساج القلب
ليس لدي الجرأ للنظر الى تلك الآلة، انا انظر فقط الى عينيها المغمضتين ارجا من الله ان تفتحهم وتنظر الي تلك النظرات مجددا.

خرج طبيب من الغرفة بسرعة، امسكته من يده
"افتح الباب علي الدخول"
"سيدي علي الذهاب لا يمك..."
امسكت الكرت الذي بيديه وفتحت باب الغرفة به، دخلت بسرعة وابعدت الطبيب عنها
"ما الذي تفعله هنا! اخرجوه!"
دفعت الممرض الذي اقترب مني ونظرت الى الممرضة الموجودة امامي
"جهزي جهاز الصدمات"
وضعت يداي فوق قلب هيلين وبدأت بمساج القلب بدلا من الطبيب
نظرت الى الممرضة التي لم تتحرك وصرخت بأعلى صوتي
"جهزيه! انا طبيب!"
هزت رأسها واخرجت جهاز الصدمات بسرعة، وضعت الدهن الموصل على اقطاب الجهاز واعطتني اياه
"100 جول"
ثبت الجهاز واغمضت عيني بقوة، عددت حتى ثلاثة وكبست على زر ارسال الصدمة. ارتفع جسدها اثر الصدمة الكهربائية ولكن نبضها لم يعد.
"200 جول"
ثبته مرة اخرى وهمست
"هيا هيلين، عليك العودة، من اجلي"
ثبت عيني على آله النبض و كبست الزر ولكن الجهاز لا يعطي اي اشارة عن نبض قلبها
"250 جول"
اعترض الطبيب
"هذا يكفي! لا امل! لا ترا قلبها توقف!"
صرخت بأعلى صوتي
"250 جول!"
حركت الممرضة عيارات الجهاز
ثبت الجهاز مكانه مجددا وهمست
"احبك هيلين! ارجوك"
____________________________
ما بعرف اذا حدا بكي بس للصراحة بكيت وانا عم اكتب ه البارت، تخيلت حالي بدالو...
ما عندي اي فكرة اذا رح انهي القصة بالبارت الجاية او رح كملها اكثر وما عندي فكرة كمان كيف رح تكون النهاية.
عطوني رأيكن هون وقولولي توقعاتكن، رح تموت هيلين ولا رح يستجيب قلبا للصدمات الكهربائية؟
واسفة ع التأخير بس ماعم يجيني افكار لاكتب وما بدي خبص بالقصة كتير❤
بدي دعمكن كلو ع هاد البارت لانو عنجد تعبت وتعذبت كتير وانا عن اكتبو

القاتل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن