القا.18.تل

1.4K 88 3
                                    

و كأن حزني سحب تماما من قلبي، و كأني انام في اكثر الاماكن امنا و دفئا في العالم. اليوم الاول الذي استيقظ فيه منذ اربع سنوات و انا اشعر بالسعادة. رفعت رأسي قليلا عن صدر سوار لانظر لوجهه الملائكي.
ابتسمت، ولكن هذه الابتسامة لا تخفي الم خلفها، تخفي سعادة وراحة كبيرة. نقل ذلك الرجل الى المشفى و عدت انا مع سوار الى المنزل، قضينا اليوم معا جميعنا، حتى خالتي و عمي كانو هنا! حسنا هم لا يحبون بعضهم ابدا! وكل مرة يلتقون فيها يصل صوت صراخهم الى السماء، ولكن البارحة كان مختلفا بالنسبة للجميع. لم يعارض اي من خالتي او عمي علاقتي مع سوار لانهم لم يروني سعيدة الى هذه الدرجة منذ مدة طويلة. ولكن عمي عارض فكرة اقامتي مع سوار، استطاعت خالتي اقناعه في النهاية، اه لم يكن احد منهم يعرف اني اقيم بعض الوقت هنا. حسنا و انا اريد العودة للمنزل ولكن امير ما زال مخفيا عن الانظار. لذا علي البقاء هنا حتى العثور عليه، سمعت سوار يقول لباريش انه ان وجد امير سيستطيع الوصل الى العصابة وقتلهم واحد بعد الاخر.
خرجت من السرير بهدوء ونزلت الى المطبخ، حضرت القهوة وجهزت الفطور، قصدي من الفطور بعض الجبن والخبر...
ماذا؟ لن احضر شيء في هذا الوقت من الصباح!
استدرت خلفي لارى سوار يسند نفسه على باب المطبخ ويبدو على وجهه النعاس.
"اه! استيقظت، الوقت مبكر لذا لم احضر فطور كاملا" وضعت كوب القهوة و الخبزة من يدي واتجهت الى الثلاجة "عشر دقائق وسيجهز الفطور"
توقفت من اخراج الاطباق عندما عانقني من الخلف، وضع رأسه بين كتفي وعنقي و طبع قبلة صغيرة على خدي
"صباح الخير"
ابتسمت، هناك احد يقول لي صباح الخير بعد اربع سنوات بكل هذا الحب.
"صباح النور"
امسك بمعصمي واخرجني من المطبخ.
"سنفطر في الخارج"
"سوار لماذا؟ سأحضر الفطور انا!"
لم يسمع مني رغم رفضي كثيرا لذا خرجنا و ذهبنا الى مطعم صغير موجود على الشاطئ، جلسنا على الطاولة التي تطلع على الشاطئ، اتى لأمامنا رجل بعمر الستين.
"سوار! بني مر وقت طويل"
ابتسم سوار ونهض عن الكرسي ليعانق الرجل،يبدو انهم يعرفون بعضهم جيدا. بعد عناق طويل و حميم جلس سوار و الرجل امامنا.
"بني، احضر فطور جبلي الى هنا"
قال الرجل للشاب الذي يلبي الطلبات والتفت الى سوار.
"لم لم تأتي كل هذه المدة؟"
"اسف حقا ولكني مشغول كثيرا"
نظر الرجل الي وابتسم، بادرته الابتسامة دون قول شيء
"اذا انت هي الفتاة التي ارجعت البسمة لهذا الشاب"
لم اعرف ماذا اقول لذا اكتفيت بالأبتسام، امسك سوار يدي الموجودة فوق الطاولة و نظر الى وجهي مبتسما، اخفضت رأسي بخجل، لم اعتد على هذا الوضع بعد
"هي بقعة الضوء في عتمتي"
رفعت نظري الى سوار لاراه ينظر الى عياني مباشرة، لا يوجد اثر لنظراته الباردة، نظراته مليئة بالحب والامان.نهض الرجل من امامنا.
"فلتكن حياتكم مليئة بالسعادة، سأترككم وحدكم الآن" نظر الى سوار و اكمل "احضر هذه الجميلة و تعال الى هنا كل فترة"
اقترب الشاب و وضع الفطور على الطاولة، تعانق ايضا هو و سوار ومن ثم ابتعد من امامنا، بدأنا تناول الفطور بصمت.حقا لم ارى فطورنا بهذا الشطل من قبل، يمكنني القور انه فطور صحي 100% ويبدو من طعمه ان كل شيء مصنوع على يد احد بارع جدا.
كسرت الصمت بسؤال
"يبدو ان الجميع يعرفك هنا"
" يمكنني قول نعم، لطالما اتيت انا و اسماء الى هنا"
اخفضت رأسي خجلا و اسفا، انا اخجل و اشعر بالذنب حقا من فعلت سيف هذه! لم افهم حتى الآن كيف له ان يقتلها.
"سوار انا حقا اس..."
امسك بيدي
"لا تعتذري، لا شئل لك في هذا، هو خطأ اخوك وليس خطأك"
"هل يمكنني ان اسئلك شيئا؟"
ترك الشوكة فوق الطاولة ونظر الي، هز رأسه بدلا من الكلام
"امم... سمعتك تتكلم انت و باريش، اسفة لم اقصد التنصت ولكن سمعتكم بالصدفة، لم تبحثون عن امير، هل له علاقة بالعصابة؟"
حل الصمت، لعنت نفسي الف مرة لسؤالي هذا السؤال الغبي
"اسفة لم ارد ازعاجك، لست متطرا للاجابة"
هز رأسه نافيا و اخذ نفسا عميقا
"حسب المذكور في اليوميات ان سيف كان شرطه ان يقتل اسماء الشاب الذي تحبه، في تلك الفترة الشاب الوحيد الذي كانت تتكلم اسماء معه هو امير، لذا احتمال 90% ان يكون هو من قتلها"
تذكرت كلامه، الآن يبدو منطقيا قليلا، هل علي اخبار سوار؟ اخذت نفسا عميقا
"لا ادري ان كان هذا سيساعدكم ولكن..."
صمت قليلا ونظرت الى سوار الذي ينظر الي باهتمام
"عندما خطفني امير، كان يقول اشياء لم افهمها حينها ولكن الآن اشعر انها منطقية اكثر"
هز سوار رأسه قليلا بمعنى اكملي
"طوال ضربه لي كان يقول انه يريد ان يرى في عيناي ذات الخوف الذي رأه في عينيها و يردد اشياء كهذه"
امسك سوار بيدي الاخرة الموجودة فوق الطاولة
"ساكسر كلا يديه، سأنتقم لاجلك ولاجلها"يبدو الغضب في صوته وهذا مخيف حقا، لم اجبه، قلبي ينبض خوفا و حبا في نفس الوقت، اكملنا فطورنا بصمت، دفع سوار الحساب رغم اصرار الرجل على عدم فعله هذا و خرجنا الى الشاطئ. مشينا كثيرا وجلسنا كثيرا، قضينا اليوم بكامله نتكلم عن اشياء لا معنى لها.
نظرت الى سوار الذي يقف امامي ينظر الى السماء بصمت.
"سوار"
نظر الى عيني
"صفني بجملة واحدة"
اغمض عينيه قليلا و كأنه يفكر فتح عيناي والتفت الي، امسك كلا يدي.
"الجنة التي تحترق معي بنار قلبي"
لم اعرف ما علي قوله لذا عانقته بشدة، بقينا على هذا الحال لدقائق، همست ورأسي على صدره.
"انت جميل جدا!"
همس هو ايضا
"ما يجعلني جميل هو قربك، بدونك انا مجرد سواد"
ابتعدنا عن بعضنا مع صوت شاب امامنا
"اسف لا اريد ان افسد هذه اللحظة ولكن كنتم تبدون جميلين جدا لذا لم استطع منع نفسي من التقاط صورة لكم"

"انت جميل جدا!"همس هو ايضا"ما يجعلني جميل هو قربك، بدونك انا مجرد سواد"ابتعدنا عن بعضنا مع صوت شاب امامنا"اسف لا اريد ان افسد هذه اللحظة ولكن كنتم تبدون جميلين جدا لذا لم استطع منع نفسي من التقاط صورة لكم"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ارانا الصورة في الكاميرة الموجودة في يده، نظرت الى سوار
هو يبتسم... وانا ابتسم...
هذه اول صورة لنا سويا، وليست الاخيرة.
ابتعد الشاب من امامنا، نظرت الى سوار الذي ما زال يبتسم.
"سوار ايمكننا الذهاب الى المنزل الجبلي"
"سيكون هذا جيدا بعد كل هذا الحزن"
_____________________________________

القاتل (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن