الفصل الاول
الفصل الاول
في حي اقل ما يقال عنه انه فقير.. ولكن عندما تري تلك الام وهي ممسكه بيد طفلها وتداعبه بحب.... وهذا الرجل الذي يلقي تحية الصباح علي صديقه بود ومحبه... وهاتان الصديقتان اللاتان يتسامرتان وتخرج من افواههم ضحكات بسيطه وفرحه... تشعر ان هذا الحي غني بالمحبه التي تحيط بأهله وتجعل بينهم الفه وود...
نذهب الي ذلك البيت البسيط الذي نسمع به بعض الضحكات الانوثيه الناعمه والتي تدل علي فرحه تلك الفتاه وهي ممسكه بيديها ورقه مطويه وتقول بسعاده باديه علي وجهها :-
- انا نجحت يا ماما وهدخل الجامعه اللي انا نفسي فيها...
شهقت الام من الفرحه واضعه يديها علي فمها وقد نزلت من عينيها بعض دموع الفرح واقتربت من ابنتها تضمها بسعاده :-
- الف مبروك يا مريم يا بنتي..
ابتعدت عنها مريم ومسحت دموع والدتها وهي تردف بابتسامه :-
- ليه الدموع دي بس يا ست الكل..
وكأن والدتها كانت منتظره تلك الجمله فأجهشت بالبكاء....
احتضنتها مريم وهي تقول من بين ضحكاتها :-
- هو الشعب المصري كده يزعل يعيط يفرح بردو يعيط...
ابتعدت عنها والدتها وضربتها بخفه علي كتفها وقالت :-
- بطلي لماضه واتصلي بأبوكي فرحيه.. وانا هتصل بأختك افرحها..
اختفت مريم من امامها بسرعه البرق فنظرت والدتها الي طيفها وهي تضرب كف علي الاخر قائله:-
- ربنا يهديكي يا بنتي..
________________________
في مكان اخر اقل ما يقال عليه انه قصر ولكن ليس به روح فنذهب الي تلك المرأه الجالسه علي تلك الصوفيه الحمراء ممسكه بجريده تقرأ اخر اخبار الموضه فقطع اندماجها ذلك الشاب الذي اقترب منها وهو يصيح بتهور :-
- صباح الخير، يا ناني يا قمر...
وضعت الجريده من يديها وقالت ببتسامه مشرقه :-
- صباح الخير يا حبيبي.
ثم اكملت بتسأول :-
- رايح فين علي الصبح كده؟
اقترب منها الشاب واقتطف قبله من خدها الايمن قائلا بسرعه :-
- هخرج مع صحابي يا مامي سلام..
خرج بسرعة البرق بينما هي تنهدت ببرود وعادت تندمج مع الجريده.. وهي تتصفح احوال الموضه..________________________
خرج شادي من القصر وصعد سيارته وقام بتشغيلها وامسك بهاتفه يتصل بصديقه فجاءه الرد سريعا :-
-صباح الخير يا شادي
رد شادي بضيق :-
- مش وقت صباح يا رامز انا الجرعه اللي معايه خلصت وانا تعبان اوي
جائه رد رامز وهو يقول بسخريه :-
- متبقاش خفيف كده يا شادي... وبعدين يا سيدي انا مجهزلك قاعده ملوكي انهارده.... بس المكان بعيد شويه وعلي الاد كده ايه رأيك؟
وضع شادي اصبعه يمسح به تحت انفه عده مرات وقال بسرعه :-
- مفيش مشكله ابعتلي العنوان في مسدج وانا هاجي سلام...
انهي كلامه بسرعه وانطلق بسيارته..
________________________
في منزل مريم محمد الكيلاني كانت مجتمعه الاسره بالكامل للاحتفال بنجاح مريم وتقديمها لجامعه فنون جميله لانها تريد ان تصبح رسامه مشهوره ...
نجدهم يجلسون حول طاوله صغيره الحجم عليها بعض الاطعمه الشعبيه
فقال عبد الرحمن زوج فاطمه اخت مريم ببتسامه :-
- الف مبروك يا مريم
ردت مريم بسعاده قائله :-
- الله يبارك فيك يا عبد الرحمن..
نظرت مريم الي والدها بيأس وقالت :-
- انت مش فرحان عشان نجحت ولا ايه يا بابا؟
رمقها والدها بنظرات تعبر عن مدي ضيقه وقال بحده :-
- البنت ملهاش غير بيت جوزها ومفيش حاجه اسمها تعليم للبنات انتي عاوزه تجيبيلنا العار ولا ايه...
نهضت من مكانها مسرعه الي غرفتها ودموعها تتساقط بشده.
اقتربت والدة مريم (جميله) من زوجها محمد وقالت بهدوء :-
- ليه كده يا محمد تكسر فرحتها في يوم زي ده.
نهض محمد من مكانه واردف بغضب :-
- انا معنديش بنات بتدخل الكليه انتي عوزاها تجبلنا العار
نهضت فاطمه من مكانها واقتربت من والدها وهي تقول برجاء :-
- عشان خاطري يا بابا سيبها تحقق حلمها..
ذمجر والدها بغضب في وجهها:-
- قولت لأ مره ومش هرجع في كلامي تاني..
انهي كلامه وذهب بسرعه خارج المنزل
وضع عبد الرحمن يده علي كتف زوجته فاطمه وقال بهدوء :-
- ادخلي طيبي خاطر مريم عشان انا عندي شغل ولازم نمشي..
اومأت برأسها موافقه وذهبت الي غرفة اختها ووجدتها تبكي بحرقه اقتربت منها ومسحت علي شعرها وقالت :-
- خلاص يا مريم كفايه عياط
ارتمت مريم في احضانها واردفت من بين شهقاتها :-
- ليه بابا الوحيد اللي مش عاوزنا نتعلم؟... حتي انتي يا فاطمه ظلمك ومخلكيش تدخلي كليه حقوق اللي نفسك فيها وجوزك..
مسحت فاطمه علي شعر اختها وقد نزلت منها بعض قطرات من الدموع وقالت :-
- انا رضيت بنصيبي وارضي انتي كمان بنصيبك..
ابتعدت عنها مريم ومسحت دموعها بطرف كم بلوزتها وقالت ببتسامه مزيفه :-
- انا فعلا هرضي بنصيبي زي ما رضيت بنصيبي لما بابا اجبرني اتخطب لعصام وانا مبحبهوش..
جاءت فاطمه للتتكلم فأوقفتها مريم وهي تضع يدها علي فمها قائله برجاء :-
- ممكن تسبيني لوحدي يا فاطمه؟
حاولت فاطمه الاعتراض ولكن منعتها مريم برجاء اكثر :-
- ارجوكي يا فاطمه سبيني لوحدي
انصاعت فاطمه لامر اختها وخرجت من الغرفه الي امها تودعها ثم ذهبت مع عبد الرحمن الي منزلهم..
أنت تقرأ
رواية دموع انثي بقلم الروائية :- ايمان الحوفي
General Fictionكلا منا له طريقه في التفكير ولكن ماذا يحدث اذا كان هذا التفكير تفكير عقيم يهدم ارواح ابت للاستسلام ومع ذلك حاربت لتوضح للعالم ان الانثي ما هي الا قوة تمشي علي الارض ولا يمكن تحطيمها بسهولة فلا تقف وتشاهد بل ساعد لتحصل علي الامان