الفصل السابع

4.7K 90 4
                                    

الفصل السابع :-
كان يقف خارج غرفة والدته، ينتظر خروج الطبيب ليعرف ما الذي حدث لوالدته،
مرت بضع دقائق وخرج الطبيب وكان وجهه علامات الحزن، فقال مازن بتسأول، ونبره بها بعض التوتر والخوف :-
- امي مالها يا دكتور
- للاسف الخبطة اثرت علي مركز الابصار وبالتالي فقدت نظرها!
صمت نادر لوهله يستوعب حديث ذلك الطبيب وقال بعد دقيقه :-
- يعني امي مش هتشوف تاني!
- في عمليه بس مكلفه ممكن تعملها وانشاء الله ترجع تشوف تاني.
انهي الطبيب كلامه وذهب، بينما يقف نادر في حاله حزن مخيمه عليه، وللحظه تذكر روحه، فركض اتجاه غرفتها، وفتح الباب و وجدها مازالت تغط في نوم عميق، اقترب منها وجلس علي مقعد قريب منها، ومسك كف يدها برقه وطبع عليه قبله حنون وقال بحزن :-
- انا عارف انك لما تفوقي هتزعلي اوي.. بس ده قدر، وانشاء الله ربنا هيعوضنا،
تململت في الفراش محاوله فتح عينيها، واخيرا فتحتها، كانت الرويه لديها مشوشه بعض الشئ، ولكنها رمشت بعينيها عدت مرات فتعدوت علي الاضاءه، ورأت بصوره واضحه نادر ممسك بكفها ويطبع قبله عليه، وتفر من عينيه دمعه تلوها اخري،
وضعت يديها الاخري علي كفه وقالت بصوت واهن :-
- نادر ابني كويس صح؟
رمقها بنظرات حزينه وقال بحب :-
- ربنا هيعوضنا يا حببتي.
اجهشت بالبكاء فنهض هو من مكانه وجلس بجانبها علي الفراش وضمها اليه، فتشبست هي به قائله ببكاء :-
- كنت عاوزه اعملك مفاجاءه يا نادر.. واكيد كنت هتفرح.. احنا بقالنا سنتين متجوزين، ومحصلش حمل ويوم اما يحصل ربنا...
لما تكمل كلامها وقد تعالت شهقاتها، فمسح هو علي شعرها وقال ببتسامه حزينه :-
- استغفري ربنا يا روح.. مش يمكن لو البيبي ده كان جيه.. كان ممكن يبقي عاق او مشوه.. احمدي ربنا وانشاء الله ربنا هيعوضنا بالاحسن.
ابعدها عنه وهو يراها تمسح عينيها بكفها كالاطفال فتابع بمرح :-
- وبعدين انا موجود وانتي موجوده..وهنجيب دسته عيال.. ولا انتي شاكه في قدراتي.
انهي هو كلامه وهو يغمز لها بعينيه
فضربته بخفه علي كتفيه وقالت بلوم :-
- هو ده وقت هزار يا نادر.
مسح نادر دموعها برقه، وقال بتساؤل مغيرا الحديث لمعرفه ما حدث :-
- ايه اللي حصل يا روح؟
صمتت روح قليلا وقالت بعد ذلك بهدوء :-
- مفيش انا كنت نازله من علي السلم واتكعبلت، هو ده اللي حصل.
- متأكده؟
قالها نادر بشك،،
روح بنظرات زائغه :-
- طبعا متأكده!
- طالما انتي وقعتي من علي السلم لانك اتكعبلتي.. طيب ليه كمان امي كانت غرقانه في دمها.. ولا هي كمان اتكعبلت، و وقعت من علي السلم؟
قال جملته الاخيره بسخريه
فشهقت هي قائله بصدمه :-
- انت بتتكلم عن ماما ثريه! هي حصلها ايه؟
حدقها بدهشه وقال بتساول :-
- هو انتي متعرفيش اللي حصل لماما؟
ردت بسرعه غير واعيه لما تقوله :-
- لا طبعا، انا مش عارفه ايه اللي حصل.. كل اللي اعرفه ان ماما كانت بتتخانق معايا واميرة كانت و....
توقفت عن التكلم واضعه يدها علي ثغرها بسبب ما تفوهت.. بلعت ريقها بصعوبه وهي تراه يحدق بها بغصب وقال بصراخ :-
- قولي الحقيقه يا روح ايه اللي حصل..؟
قالت روح ببكاء :-
- لا مش عاوزه اقول!
غضب من تصرفتها تلك، فأمسكها من كتفيها يهزها بقوه وقال بحده :-
- انطقي! ايه اللي حصل يا روح؟
روح وهي تحاول تهدأته :-
- اهدي وانا هحكيلك كل حاجه.
ارخي يديه من علي كتفيها وقال بهدوء مصطنع :-
- انا هديت اهو، احكي بقي.
نظرت له بخوف وقالت :-
انا كنت قاعده في الاوضه بتعتي، جات اميرة فجأه بتقولي طنط ثريه عوزاكي و..
قاطعها قائلا بستنكار :-
- اميرة بنت خالتي كانت عندنا؟
- ايوه جات بعد ما انت مشيت علي الشغل علي طول،.
اومأ لها برأسه علامه علي ان تكمل فأكملت هي قائله :-
- انا طبعا روحت اشوف ماما ثريه عاوزه ايه، واول اما طلعت كانت هي نازله، وفجأه اتخنقت معايه، وفضلت تقولي انتي اللي سرقتي الاسوره الالماظ..
توقفت عن السرد وقال ببكاء :-
- والله العظيم انا مسرقتش حاجه يا نادر.
سحبها لاحضانه وقال مهدئا اياها :-
- عارف يا حببتي انك عمرك ما هتسرقي حاجه.
ابتعدت عنه واكملت قائله :-
اميرة جات وقفت معانا وماما ثريه بتتهانق معايه، وكانت ماما ثريه هتضربني بس انا بعدت بخطواتي للخلف ووقعت من علي السلم، هو ده بس اللي حصل معايا،
نادر بستغراب :-
- يعني انتي مشوفتيش ايه اللي حصل لامي؟
- لا!
تنهد بضيق، وسحبها مره اخري لاحضانه، يمسح علي شعرها برقه، وهو يفكر فيما حدث،
________________________
ذهبت الي غرفة جلال بسرعه، تبحث عن اي ملابس نسائيه ترتديها، فلم تجد فذهبت الي غرفة في اخر الممر لا يدخلها احد سوي جلال، فقد راته ياخذ حقيبه ملابسها الي تلك الغرفه سابقا، فتقدمت الي تلك الغرفه بخطوات مرتعشه وهي تشعر انها تتقدم الي الهلاك،
حاولت فتح باب الغرفة ولكنها موصده بقفل،
شعرت انها علي وشك البكاء، ولكنها حاولت الصمود واخذت تفكر كيف تفتح باب تلك الغرفه، وفجائه شعرت بيد تسحبها بقوه الي ركن بعيد، ويدفعها بقوه لتلتصق بالحائط لم ترفع عينيها لمعرفه من فعل ذلك، بل وضعت يديها تلقائيا علي وجهها وقالت ببكاء :-
- خلاص يا جلال، والله العظيم ما هعمل كده تاني، بس بلاش ونبي،
نظر لها بستنكار وقال بسخريه :-
- انتي ليه محسساني ان جلال بيعذبك!
لا يعلم ان كلامه صحيحا، فهو يعذبها ويعاملها كالحيوانات،
ابعدت يديها عن وجهها، عندما سمعت صوته وقالت بصوت يغلب عليه البكاء :-
- انت عاوز ايه يا مازن؟
حدقها بنظرات شرسه وقال بحده :-
- عاوز  اعرف ليه عملتي فيه كده.. دا انا حبيتك من كل قلبي.. لييييييييه؟
قال الاخيره بصراخ وهو ينتطر اجابتها، ولكن اجابتها كانت البكاد  فقال بسرعه واستهزاء :-
- انا كده فهمت... انت خونتيني عشان الفلوس، جلال دفعلك اكتر صح؟
صرخت به صائحه :-
- انت متعرفشي حاجه.. متعرفشي ايه اللي حصلي، يبقي متحكمشي عليه من غير ماتعرف.
- اعرف ايه.؟ ما كل حاجه واضحه  انتي طلعتي احقر انسانه عرفتها في حياتي.
قال جملته وذهب، تاركا خلفه انثي تحاول الصمود من اجله، ولا يعلم ان جملته تلك دفنت بداخلها حبا كان تعمق بداخلها لتصبح عاشقه له حد الموت.
مسحت دموعها، وذهب الي الحديقه، لتنعم ببعض الهواء قبل ان يأتي جلال ويصب مرضه عليها،
جلست علي ارجوحه باللون الازرق في الحديقه، وهي تتذكر ما حدث :-
فلاش باك :-
كل يركع علي قدمه، وممسك بعلبه قطيفه باللون الاحمر، وقال بحب :-
- تتجوزيني يا شمس؟
اومأت شمس برأسها فرحه فنهض هو بسرعه محتضنها بقوه وهو يقول بجانب اذنها بعشق :-
- انا بحبك اوي.
- وانا بموت فيك.
ابتعدت عنه وقالت بخجل :-
- ممكن تنمشي بقا، لان خالتي فوزيه مش هترضي تدخلني الميتم،
قال بضيق ظاهر علي ملامحه :-
- انا مش عارف انتي بحتبي فوزيه دي علي ايه، دي ست......
وضعت يديها علي شفتيه وقالت بتحذير :-
- بلاش يا مازن.. هي مهما عملت فيه، انا مش هقدر اتكلم، لانها ببساطه هي اللي ربتني، وبعدين انا قدامك اهو، اتعلمت ولسا مخلصه ثانويه ومستنيه النتيجة تظهر، عشان اتجوز انا وانت.
ابتسم لها وقال بحنان :-
- ربنا يخليكي ليا يا حببتي،
- ويخليك ليا.
اوصل مازن شمس الي الميتم وهي في قمة سعادتها.
ودعها مازن بحب،
ودلفت شمس الي الداخل فوجدت فوزيه صاحبة الملجأ تنظر لها بشر
فابتعلت شمس ريقها بخوف، فقتربت منها فوزيه وصفعتها بقوه وقالت بصراخ :-
- انا مش قلتلك مره متقابليش الشاب ده.. قابلتيه ليه؟
- انا وهو بنحب بعض وهنتجوز.
قالتها شمس ببكاد، فامسكت فوزيه شعرها وشدته بقوه فصرخت شمس بألم وبكت بقوه، وشعرها مازال بين يد فوزيه، فقالت فوزيه بتحذير :-
- انتي هتتجوزي بكره انتي والباشا جلال، انتي ناسيه ان هناء هنام اخترتك انتي اللي عليكي الدور.
شهقت شمس بقوه وقالت بتوسل :-
- ارجوكي لا، الا جلال، دا لسا شهد ميته تحت ايده من يومين، وانتي عارفه انه مريض وسادي،
صفعتها فوزيه بقوه وقالت بتحذير :-
- اياكي تجيبي سيرة اي بنت كانت هنا في الملجأ واتجوزها، والا انتي عارفه انا ممكن اعمل ايه فيكي..
ابتعدت عنها شمس وقالت بقوه مصطنعه :-
- وانا مش هتجوز غير مازن.
تركتها فوزيه واقتربت من احد المقاعد وجلست عليه واضعه قدم فوق الاخري وقالت بتهديد :-
- انتي ناسيه ان جلال شافك بعد ما الهانم امه اخترتك، وانتي بصراحه عجبتيه اوي، فمبالك بقا لما اقول لجلال باشا انك بتحبي واحد اسمه مازن، واقوله علي كل المعلومات بتاع مازن. عارفه ايه اللي هيحصل.. تنهدت بخبث واكملت :-
- مازن حبيبك هيموت.
اقتربت شمس من فوزيه وقالت ببكاء ورجاء :-
- بلاش مازن ارجوكي.
ازاحتها فوزيه بعيدا وقالت بصرامه :-
- جهزي نفسك عشان فرحك بكره انتي وجلال باشا.
ذهبت فوزيه تاركه شمس تشهق ببكاء حار علي حالها، بعد ان كانت سعيده اصبحت اكتر فتاه حزينه وتعيسه.
باك :-
- مسحت دمعه فرت من عينيها وقال بأصرار :-
- ههرب يا جلال وهفضحك وده وعد مني..
________________________
ضغطت علي جرس القصر، ففتحت الخادمه لها وقالت ببتسامه :-
- حمدالله علي السلاَمه يا ياسمين هانم.
ابتسمت لها ياسمين وقالت :-
- الله يسلمك يا داده.
ثم اكملت بتسأول :-
- ماما وبابا فين؟
- الباشا مسافر.. والهانم في غرفتها يا هانم.
شكرتها ياسمين وصعدت الي غرفه والدتها، وطرقت عده طرقات ثم دلفت للداخل وقالت بابتسامه :-
- ازيك يا ماما.
التفتت لها نهال الاسيوطي بسعاده ولكن عندما نظرت اليها تحولت تلك الابتسامه الي الغضب وقالت بصراخ :-
- ايه اللي انتي لبساه ده يا ياسمين؟
نظرت ياسمين الي ملابسها، وقالت بستغراب :-
- في ايه يا ماما... ما انا لابسه جيبه وبلوزه وحجاب، ايه المشكله بقي؟
صرخت بها نهال وقالت :-
- في ان ده مش لبس يليق بمقام ياسمين بنت المستشار عبد الغفور سراح.
ابتسمت ياسمين بسخريه علي نفسها، فهي اعتقدت ان والدتها ستأخذها بأحضانها وتحكي لها كم اشتاقت لها، فاقت علي صراخ نهال، فتنهدت بضيق وسحبت حقيبتة السفر وخرجت ذاهبة الي غرفتها غير عابئه بصراخ والدرتها
________________________
في فيلة فهد مصطفي سراج،،،،
دلف الي الداخل فوجد والدته تجلس وامامها مريم تستمع لها بهدوء
فقال بهدوء :-
- السلام عليكم.
رد الاثنين :-
- عليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
نظر فهد لمريم وقال :-
- ممكن اتكلم معامي شويه يا مريم؟
اومأت برأسها موافقه، فأخذها الي الحديقه وجلس علي المقعد وهي جلست امامه فقال هو بهدوء محاولا معرفه رد فعلها :-
- شادي بينكر انه اغتصبك.
ظلت ساكنه كما هي
فأكمل هو بتسأول :-
- مالك متكلمتيش يعني؟
ضحكت بسخريه وقالت :-
- هو في حد بيعترف علي نفسه انه جاني؟
صمت قليلا ثم قال :-
- انا هروح اجيب تقرير الطب الشرعي بكره، وهو اللي هيوضح كل حاجه.. وغير كده شادي ورامز هيتحولوا علي النيابه بكره.
قالت هي بتوتر بعض الشئ :-
- انا واحده علي قد حالي، وانت عارف هما ممكن يعملوا ايه عشان ابنهم يطلع برائه يعني سمعتي هتتشوه اكتر ما هي متشوه.
نظر لها بتمعن وقال متجاهلا كلامها :-
- انا هقابل عبد الرحمن جوز اختك بكره لان هو اللي هيمسك القضيه، ولان كمان لو اختارنا اي حد تاني، طبعا نهال هانم الاسيوطي هترشي المحامي وهتاخده لصفها.
قالت بتسأول :-
- مين نهال الاسيوطي؟
- دي مرات عمي، و والدة شادي.
نظرت له وقالت بسخريه :-
- وليه ما قولتش ان همك هو اللي هيرشي المحامي.. ولا عمك ده...
قاطعها قائلا بحده :-
- عمي ده مفيش زيه، وبيقف دايما مع الحق، ولو علي عمي انا عارف هو هيقول ايه...
قالت هي بضيق :-
- ويا تري هيقول ايه؟
نظر لها بتمعن وقال :-
-  هيقول انك تتجوزي شادي.. وبكده يبقي صلح غلطته.
قالت هي بقوه :-
- بس انا مش عايزه اتنازل عن القضيه.
نهض من مكانه وقال بجديه :-
- بكره عمي هيرجع من السفر، جهزي نفسك لانه عاوز يشوفك انتي وعبد الرحمن،
انهي كلامه وذهب بينما هي نظرت بشرود امامها، تقسم انها لا تعلم مع صف من يقف.. هل يقف معها، ام مع عمها،
نفخت بضيق وذهبت الي الداخل ايضا.
________________________
في منزل محمد الكيلاني.
كان محمد في غرفته، يمسك ورقه، يكتب بها بعض الكلمات وهو يبكي، وعندما انتهي وضعها علي مكتب صغير في الغرفه، ثم قال ببكاء :-
- سامحيني يا بنتي.
اخذ علبة دواء من علي المكتب واخذ علاجه وتسطع علي الفراش وغاص في نوم عميق.

في الخارج كانت تجلس فاطمه هي وزوحها عبد الرحمن.
فقال عبد الرحمن بهدوء :-
- الظابط اللي ماسك القضيه بتاعت مريم، قالي ان مريم قالت ان انا هبقي المحامي بتعها، وكمان لازم اروح بكره اقابل عبد الحميد سراج.
قالت فاطمه بغضب :-
- هتلاقيه عاوزك عشان يقولك خدلك كام قرشين، بس بشرط مريم تتنازل عن القضيه، ما هي ناس واطيه.
عبد الرحمن بضيق :-
- عيب كده يا فاطمه.
قالت فاطمه بسخط ودعاء :-
- ربنا ينتقم منهم.
________________________
في قصر جلال.
كانت ما زالت تبكي، ولكن قطع وصلة بكائها دلوف جلال الي الغرفه، ونظراته لا تبشر بالخير ابدا، سحبها معه للخارج الي المخزن ودفعها بعيدا لترتطم بقوه في الارضيه الصلبه فقالت ببكاء :-
- جلال بلاش ارجوك.
لم يسمعها بل خلع حزام بنطاله. وظل يضرب بها بقوه وهي تتلوي من الالم وتصرخ
ولكن لن يسمعها احد فالمخزن في الطابق الثالث،
ظل يجلدها بالحزام لبعض الوقت وعندما وجدها فقدت وعيها تركها وخرج ثم نزل الي الطابق الاول ثم الي غرفته وعندما فتحها انصدم عندما وجد.....
يتبع

رواية دموع انثي بقلم الروائية :- ايمان الحوفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن