يوم العرض.
كان سوكجين واقفًا امام المغسلة في الحمام، يحدقُ الى
ساعديه المشوهينِ بأجفان منخفضة وأعين خدرة، لم
يؤذي نفسه منذُ يومينِ وكل جروحه مغلقة، حمراءُ ومنتفخة للغاية، قلبه ينبض بألمُ، انه يبدو مريعًا..
يجب حقًا الّا يفعلها مجددًا.
انزل اكمام قميصه النيلي الطويلة، يخرج لينظف المائدة
بعد ان تناولت هيون فطورها وغادرت لمدرستها، تواصل مع مربية في نهاية الأسبوع ويجب ان تكون هنا عندما تعود اختهُ، بعد غسله للأطباق فتح الثلاجة
يحدق الى عشاءه في الأمسِ، لم يأكل شيئًا منذ فطور
البارِحة..اليوم سيكون يومًا طويلاً.
سخَنها في الميكرويف، شطيرة من مطعم صبواي،
جلبها تاي له البَارِحة عندما طلب العشاء، جلس
على الطاولة وحدق اليهَا، معدته كانت تحرقهُ من
الغثيان بالنظر للاكل فقط، وكأنه يكاد يسمعها تصرخ
له لا تجرؤ وتضع هذا في داخلي، امسك الشطيرة بين
يديه، كانت كفيه ترتعش، وظهره يتعرقُ، ابتلع ريقه وفتح فمه يقربها ببطء ويأخذ قضمة، يردد لنفسه لاتفكر
لاتفكر، ابتلعها فقط!.
أكل بسُرعَة كي لايضعف ويرمي الشطيرة، انه يفقد
وزنًا كثيرًا مؤخرًا وهذا ليس جيدًا، لم يكن للشطيرة اي
طعم..ليس لأنها سيئة، بل لأنه لايشتهي اكلها..كان
يسيطر على افكاره الى ان مرت في ذهنه ذكرى،
واحدة من عشرات االذكريات التي تأتِي في باله فور ان
يضع شيئًا بفمه، تذكرَ اصابِعه، احد زبائن سونغ، كان
يعمَلُ كميكانيكي، رائحة الزيت والحديد الملتصقة
بأظافره الطويلة التي اجبر نفسه على مصِها، جعلت
كل الشطيرة تندفعُ دون سلطة خارج معدته.
ركضَ الى المرحاضِ وانحنَى يتقيأ بخشونة، اختنق،
جلس على الارض يشهق وتغادر دموع لا ارادية من عينيه، انه ليس حزينًا على نفسه، ليس حزينًا على
الاطلاقِ، لايفهم لماذا يستمر بالبكاء.
تنفس بهدوء ومسح فمه، يقف مستعدًا ليخرج، ولكن
عقله وكأداة التعذيب التي كان عليها ذكرُه بليلته الأخِيرة
في الملهى مع ذلك الزبونِ السافلِ، تذكر مافعله به،
ركض بسرعة للمرحاض من جديد.
"اللعنة على الطعام.."بعد نصف ساعة، عندما هدأ وغادر الحمام القى ماتبقى من الشطيرة في القمامة،
ان لم يقتله جرح عميق يبدو ان تغذيته الرهيبة ستفعل.
نظر الى ساعة الجدار، السابعة تقترب..نهض ليرتدي
ملابسه، سترة صوفية زرقاء ومعطف ابيض الى
ركبتيه بخطوط سوداء طولية، بنطال اسودُ وحزامُ
بمركز ذهبي، ارتدى ساعة فضية وقرطين اسودين،
وقف امام المرآة، يضع بعض ادوات التجميل ليخفي
جروح شفتيه من فرط مايعضها، شحوبه وهالات عَينَيه، هذا رهيب، نومه ليس متزنًا على الاطلاق.
أنت تقرأ
أمنية أركاديا|NamJin
Fanficلقدّ اغلقتَ عينيِكَ كي لاترىَ فُرصي، لَم ترغبَ بِعدَمِ ايذائِي ، رغبتَ بدماري بكُل مافيك .. فمما اذقتني لتذُق. - لا لَست رِجساً ولا دنيئاً، الحياة من كانت كذلك، واِن كان اللعب يستهوِيها فلن اهرب، سأكون ذاهباً لالعب بشروطِها الصارمة. - حين تطلُب ش...
