1

17.3K 634 592
                                    


-

لمّ اكُن احتّاجُ شَيْئاً غيرّ ان يُمسِك اَحدُهم كفي،
لم يفعل ذَلِك احَد اتفعلُ اَنتَ هذا؟.

_

ترّكَ اموالهُ جوارُ الطاوُلةّ ، وتركني بجسدٍ قذر
يّفُوح برائحُة الجنس مِثلُ كُل ليلُة ،
الفرقُ الوحيدَ ؟
هُو الرجلُ الذي اعتلاني فقط
لا اعرِفُ اسمهُ حَتَّى ، ولايُهمني
انا احتاج مالهُ فحسب.

وقبّل ان يُغادِرُ ، وضع يَدَهُ فوقُ وجنتي منحنياً ، لِأبتسمُ
مُجبراً فهذا عملي.

رخيص جداً..همست لي نفسي بذلك.

"عيناَك جميلة شُون ، منحتُك مبلغاً اكثر لِأجل
جمالها ".

لما يناديني بِهذا؟ لان ذلك اسمي الذي استخدمهُ هُنَا.

"شُكراً للطفك سيدي".

هُو لَيسَ كُوري ، وَلذلك اسمهُ صعب لِأتذكرُه .

ما إّن وَقفَ معطياً ظهرهُ لي ليغادرُ ، حَتى انسلَخت
عني الملامحُ الرخيصة التي اصنعها امام زبائِني،
تلك الابتسامة الواسعة التي تُشعرني بانني بطلُ
مسرحية لايُمثل فيها ولاينظر اليها سواي..
رميتها ارضاً فورَ ان بِت وحيداً .

اجعلُ تعابيري الحقيقية تعلُو ملامحي، نظرتي الميتة،
وشفاهِي الجامدة ، لا ابتسامة ولاعبُوس مُتصنعَ
يتلبسُها.

رغم الالم الذي يضرب ظهري واسفلي انا نهضت
اتجه للحمامِ في زاوية الغُرفة، وقفتُ احدق لوجهي
في انعكاسي..

هذه الشفاةُ المدمِية، والاعيُن الزرقاءُ المُعتِمة،
كانمَا لاضوء ولاشمس تستطيع الوصول اليها
لتُعيد لمعانها الحَي، وكلُ تلك الهالات اسفلها..
ايُ ملامحَ مُتعبة صنعت الحياة لي؟.

فتحت الصنبُور ، وكالمجنُون اصبحت اخذُ الماء
في كفِي وافرِك به شفتي بقسوة، تعُود الجروح
التي صنعتها قُبلة زبوني الليلة لتفتح، ولا اهتم لذلك
بل ازيدُ في محاولتِي لتطهِير الدنس عني.

انا لستُ رجساً، بائِع الهوى الرخيص الذي رمتنِي
ظروفي لاكُونه ، لَست ذاهباً لاستسلَم له واُصدق
بكونِي اصبحته، حتى مع حقيقة انهُ تلبسني بالكامل.

لكنه لايزُول..مهما غسلُت شفتي وجسدي لم
يكن شيءُ من قذارتهم يزول عن فوقي..

-

فتحتُ باب شُقتي الباهضة، ثُم اغلقته خلفي
لِأسمع فوراً صوتَ خُطواتها الصغيرة تجري نحوِي،
جلستُ فوق ركبتي فاتحاً يداي لتقفزِ بينهُا متعلقةً بعنقي،
تطايرتُ خُصلاتها الناعمَة على وجهِي، واحكمت بقوة
ذراعيها النحيلة حولِي، كان كمالو ان العالمَ يتمسكُ بِي،
كمالو انني شيء بأهمية الأكسجين للرئة!.

أمنية أركاديا|NamJinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن