13

5.9K 398 372
                                    












في هول من التشوش والحيرة فتح جين عينيه عند
حلول المساء، يحدقُ بحاجبين متعكرين الى السقف الابيض للغرفة الخاصة التي كان بها، ينظر جانبه للنافذة الكبيرة ويميز ان الشمس غابت منذ دقائق،
يلتفت حوله، الغرفة خالية، انه في المشفى بالنظر
لهذه الأجهزة حوله، ولكن لماذا؟ مالذي حدث ومن
احضره هنا؟.

نظر الى ذراعيه وتوسعت عينيه، ضرب قلبه
بانزعاج وبدأ الجهاز بالصفير لأن نظامه قد
اضطرب بوتيرة سريعة، كان خائفًا..من هو؟
الذي علم عن حالة ذراعيه؟؟ هناك شخص واحد لايمكن ان يعرف مطلقًا انه مجرد شاب بائس ومدمر
بالكاد يتنفس.

وذلك الشخص هو نامجون..الذي كان واقفًا عند الباب
يراقبه بقلق وقد دخلت طبيبة ما مسرعة اليه بعد ان
استدعاها اضطراب ضربات قلبه، ظنت انه اصيب
بانتكاسة.

كانت تسأله عن حالته وكيف يشعر..لم يبالي اطلاقًا
بها، زُرقة السماء في عينيه لمعت بحزن وكان على
حافة البكاء حتى يصيبه العمى حقًا، عينيه بقيت معلقة
على اعين الرجل الذي وقف بعيداً بعقد ذراعيه على صدره وينظر اليه بحدقتين بائستين.

لا..لم يكن يريد ان يدمر الصورة الزائفة التي خلقها
له، هو شاب ثري وسعيد بوالدين مُحبين، هو ابعد
مايكون عن ان يوصل جسده الى هذه الحالة المروعة
من الجروح والجوع، هو سعيد..سعيدُ جدًا، ليس
محترقًا تفحم وبات رمادًا.

غادرت الطبيبة بعد ان اطمأنت عليه، تقرر انها ستحادثه لاحقًا، عندما تهدأ حالة الذهول التي دخل بها.

فور ان تركتهم لوحدهم ساد صمت طاعنُ، مزعج
وغير مريح في الغرفة، جلس نامجون على الكرسي
الابيض جوار سريره، يشابك يديه بين تفرق ساقيه
وينزل رأسه شاردًا بهما، شد جين على الغطاء في
يده وعض شفته السفلى، لم يتمنى من قبل لو تبتلعه
الارض ويختفي كمافعل الآن.

"لماذا لم تخبرني..؟" بدأ الأكبر بالحديث، مبقيًا ذقنه
منخفضًا، امال جين رأسه ينظر للجهة المعاكسة عنه
نحو النافذة الضخمة حيث حديقة المشفى من الطابق
الثاني " لا أريدك ان تقلق، انا بخير، انا اسيطر على
الوضع" كذب، انا لا اخبرك بأشياء كثيرة جدًا، فكر
بسخرية مُرّة لنفسه.

"لاتكذب علي.." رد بطلب صعب التحقيق لحد لايتوقعه
"تحدثت مع الطبيبة، اعرف بشأن تغذيتك السيئة
و..الكدمات، ماهذا جين؟ لماذا جسدك مغطى بكدمات
قديمة؟ من فعلها بك!؟" اكمل، يبذل جهدًا كبيرًا كي
يتحدث بطريقة هادئة وغير قاسية، غاضب منه مرة
لأنه اخفى عنهُ شيئًا بهذه الضخامة، ومن نفسه ألف مرّة
لانهُ لم ينتبه.

صرّ الآخر على اسنانهِ، اي كذبة سيجلبُ الآن؟
الأحباط كان يغزُو روحه ويلتهمها، تحطم الامير
المدلل في عينيّ نامجونُ الى الأبد قطعًا، لماذا
اليوم؟ عندما صار على بعد خطوة من إنهاء كل
شيء! الأمور ستنتهي فعلاً ولكن بطريقة لاتشبه
التي رغب بها، الرجُل سوف يتركهُ، لا أحد يحبُ
شخصًا منطفئًا ومهزومًا مثلهُ، يكفيه ان يعرف قدرًا
بسيطًا كالذي عرفه عنه اليومُ ليدرك انه يضيع
وقته مع من لايستحقه.

أمنية أركاديا|NamJinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن