١٦

1.3K 60 0
                                    

عاد بذاكرته إلى سنته الثانية في الجامعة، حين كان جالسا رفقة أحد أصدقائه ليلمح ليليان، حاملة حقيبة ظهرها، و تسير قاطبة حاجبيها لا تعلم أي مكان في الجامعة، بل هي المرة الأولى التي تدخلها بها، ليتقدم منها أنور و يقول بلطف

-" مرحبا أيتها الصغيرة أنا طالب في السنة الثانية، و أنت تبدين في السنة الأولى، حسنا لا يهم في الواقع يمكنني إرشادك إلى حيث تريدين "

-" أريد قاعة علوم الحياة "

قادها نحو القاعة، و طوال الوقت كان يثرثر، لكن ليليان اكتفت بالصمت إلى أن وصلت لتقول له بهدوء

-" شكرا لك "

حك مؤخرة رأسه بخجل ليجيب

-" إنه واجب أيتها الصغيرة، يمكنني مساعدتك متى شئت "

لكنها لم تقل شيئا بل اكتفت بالتقدم نحو مقعد شاغر في المدرج، فنظر إليه صديقه رافعا حاجبه، قاصدا سؤاله عن ما حدث قبل قليل، ليجيبه أنور بابتسامة و نظرة حالمة

-" أنا معجب بالصغيرة الجديدة يا صديقي العزيز "

إبتسم صديقه بسخرية ليقول معلقا

-" حسنا أخبرني أنني أتوهم، إنها طفلة بحق الجحيم "

ليجيب أنور مصححا

-" طفلة جميلة "

و صار يراها بعد ذلك كثيرا، أحيانا في المطعم، أو المكتبة، و أحيانا أخرى في الحديقة، و بات اللحاق بها عادة لديه، لكنها لم تسمح له بمعرفة أكثر مما يجب عن حياتها، كانت تلك الفتاة الغامضة التي لا أصدقاء لديها، ساكنة طوال الوقت، و لكن نظراتها كافية لأسر الناظرين إليها، أو أنه الأسير الوحيد، هوايته في التصوير جعلت منها ضحية آلة التصوير خاصته، فقد امتلأت بطاقة الذاكرة خاصته بصور عفوية لها، صورها و هي تبتسم، و هي تقرأ، تتناول طعامها، و صور و هي شاردة الذهن، لم تكن هي تعلم بمسألة تلك الصور أبدا فلو فعلت لحطمت آلة التصوير تلك على رأسه، إنتبه إلى دنوها نحوه، ليبتسم و يقول بخبث

-" يبدو أن هناك من افتقدني "

قلبت عينيها بانزعاج لتقول

-" أريد فقط البقاء معك ريثما يرحل جهاد فهو يستمر بإلقاء نكاته السخيفة علي، و لو لم يكن خلفه الكثيرين لحطمت أسنانه و لقنته درسا لا يُنسى "

-" أو أنك تتحججين بذلك للبقاء معي "

نسيان [ مكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن