قادت سيارتها غير منتبهة لسرعتها التي تزداد، ذهنها يعيد عرض المشهد الذي حدث في المطعم قبل أسبوع، بدأت رؤيتها تصبح ضبابية بسبب الدموع، لتبدأ البكاء بهستيرية، و تنحرف السيارة عن الطريق، بضع دقائق فقط ليتجمع حشد من الناس حولها، سيارة الإسعاف، رجال الشرطة، و عشرات الأفراد أحاطوا بها، لم تر شيئا بعد ذلك عدا الظلام
دخل مساعد إياد فجأة ليقاطع اجتماع هذا الأخير مع بعض أهم المستثمرين في مشروعه الجديد، ليهمس له
-" السيدة ليليان أصيبت في حادث سير، و هي في بلدة ريفية "
تزامن ذلك مع اتصال الشرطة بأنور لإخباره عن الحادث
-" السيدة ليليان أصيبت في حادث سير يا سيد أنور، أرجو أن تأتي سريعا لرؤيتها لربما لن تعيش أكثر "
لم يتردد في الذهاب إليها، فسافر في أقرب رحلة، و أتجه مباشرة إلى المستشفى الذي أخبره الشرطي به، لكن الطبيب منعه من رؤيتها و قال بأن حالتها حرجة، شعر بألم حاد و هو يتذكر أن آخر ما قاله لها أنه لا يريد رؤيتها مجددا، و أنها لا تستحق حبه، جلس على الأرض منهارا لا يدرك ما عليه فعله، لا يعلم إن كان منزعجا منها أم لا لكنه خائف جدا عليها، يخشى فقدانها
أصر أن يراها و ظل يحاول إقناع الطبيب برؤيتها إلى أن وافق، ليتفاجأ برؤيتها، شعر بنفسه يتلقى ضربة قوية في صدره، كانت مغطاة بالخدوش و الجراح، و جسدها موصول إلى الكثير من الأجهزة الطبية، دمعت عينيه و عجزت رجليه على حمله، هو لم يتمكن من تحمل رؤيتها ضعيفة إلى ذلك الحد، لقد كانت مختلفة تماما عن ليليان التي يعرفها، عن ليليان القوية التي لا تقهر، و التي لا يمكن لأحد إيذاؤها، جزء بداخله يلومه على ما حدث لها، و جزء آخر يشعر بالانزعاج منها .
أنت تقرأ
نسيان [ مكتملة ]
Romanceجلست خلف مكتبها تراجع بعض الملفات، لتتقدم منها طفلتها حاملة لعبة محشوة، و تقول ببراءة بعد أن جلست في حضن والدتها -" أمي لقد جاء رجل إلي صباح اليوم إلى المدرسة، غريب لا أعرفه، سألني إن كنت ابنتك و حين أومأت له إيجابا، قال لي جملة لم أفهمها " قضبت حاج...