تأففت بانزعاج، ليراها جهاد فيقول محاولا إغاضتها
-" مرحبا ليلي، يبدو لي أنك وجدت أصدقاء جدد، أنا سعيد لأجلك "
-" إغرب عن وجهي "
ليجلس على المقعد المقابل لها عمدا، و لحسن حظها أن المدير طلب حضورها و إلا كانت لتفرغ غضبها عليه، و ما أن غادرت حتى انقض أنور على جهاد، أمسكه من ياقة قميصه بقوة، ليقول بحدة
-" كف عن إزعاجها و إلا سأجعل منك أضحوكة أمام الطلاب و أنت تعرف جيدا أنني أعني ما أقوله "
ليضحك جهاد بقوة
-" و ما الذي ستفعله من أجل تلك الحسناء يا روميو ؟ فالفضول بدأ ينهشني "
ليسدد أنور لكمة إلى فك جهاد، ثم بضع لكمات أخرى و يبدأ القتال، لينتهي بهما الأمر في مكتب المدير، و يعاقبا بتقديم عرض كامل حول موضوع من بين الدروس التي في مقررهما الدراسي لذلك العام، و كان ذلك أقسى عقاب يمكنهما القيام به
دخلت ليليان المكتبة و وجدتهما جالسان على طاولة مكتظة بالكتب و الأوراق و هما يسجلان الملاحظات، كتمت ضحكتها و دنت منهما لتقول بسخرية
-" ما هذا المنظر ؟! يبدو أنني أحلم ! "
ليجيب جهاد بحدة
-" كل هذا بسببك أيتها القزمة "
رفعت حاجبها ليقول أنور بارتباك
-" إنه يمزح "
ليقاطعه جهاد بخبث
-" لا تحاول التغطية على مشاعرك السخيفة سيد أنور، أخبر الفتاة .. هيا تشجع "
توتر أنور، و بالطبع ليليان ليست غبية كي لا تفهم ما يرمي إليه لذا خرجت متحججة بمحاضرة الرياضيات، و مع استمرارها برؤيتهما في المكتبة شعرت بالشفقة تجاههما، فعرضت عليهما المساعدة، إذ أن لا امتحانات لديها قبل أربعة أشهر، و أن لا مخططات لديها لوقت الفراغ، فكانت تحضر لهما الغذاء من المطعم و تساعدهما في كتابة الملاحظات، و يوما بعد يوم صاروا أصدقاء، بل أقرب الأصدقاء، لكن لم يكف جهاد عن إزعاجها بل باتت معتادة على الأمر، و حتى ملاحقة أنور لها لم يعد يشكل مصدر إزعاج .
أنت تقرأ
نسيان [ مكتملة ]
Romanceجلست خلف مكتبها تراجع بعض الملفات، لتتقدم منها طفلتها حاملة لعبة محشوة، و تقول ببراءة بعد أن جلست في حضن والدتها -" أمي لقد جاء رجل إلي صباح اليوم إلى المدرسة، غريب لا أعرفه، سألني إن كنت ابنتك و حين أومأت له إيجابا، قال لي جملة لم أفهمها " قضبت حاج...