وجدت ليليان طردا أمام باب منزلها، أخذته و صعدت إلى غرفتها لتفتح الصندوق فتجد مجموعة من صورها مع إياد مرفقة بملاحظات
" هذه التقطناها رفقة نور في يوم لقائنا الأول، حين قلت بأنني أبدو مغرورا لكن حقيقتي عكس ذلك "
" هذه التقطناها في حفلة نهاية السنة الدراسية "
" هذه التقطناها حين انتقلت و عائلتك للسكن بجوارنا، و دعتكم أمي للعشاء "
" هذه الصورة التقطناها في طريق عودتنا من المدرسة "
" هذه التقطتها لنا نور حين اعترفت لك بإعجابي بك في مطعم البيتزا "
" و هذه الصورة يوم اعترفت لي في المكتبة بأنك تبادلينني الشعور و بالطبع نور هي من توثق اللحظات "
و الصورة الأخيرة كانت لليليان في يوم زفافها، و تحتها ملاحظة كتب فيها
" و هذه يوم أدركت فداحة غلطي بانفصالي عنك .. يوم أدركت أنني فقدتك، أعلم أننا لن نعود كما كنا و لن تمنحيني فرصة أخرى، و أن الأوان قد فات على الشعور بالندم، و مشاعري ظهرت حين فات الأوان بالفعل، لكنني لا أستطيع التحكم بقلبي، أنا أحبك ليليان، و هذه المرة أنا متأكد من صدق مشاعري تجاهك، فعلى الأقل دعيني أبقى قريبا منك لأراك، لا تعاقبيني أكثر مما فعلت يا ليليان، أرجوك "
أفرغت المحتويات الأخرى للصندوق، لتجد قلادة فضية فيها اسميهما، فيلم The hate u give الذي شاهداه معا، و أغنية Perfect التي كانت ليليان تعشقها
سمعت صوت مقبض الباب ثم خطوات أنور الذي نظر إلى العلبة ببلاه، ليفحص محتوياتها، و حين انتهى نظر إلى ليليان و كأنه يسألها عما ستفعله، لتجيبه ببرود لم يعهده منها-" للجحيم هو و حبه اللعين .. سئمت من أفعاله السخيفة "
أخذت صندوق نفايات حديدي و أفرغت فيه ذلك الصندوق الذي بعثه و محتوياته، ثم أشعلت النار فيها، و أخذت ذلك الرماد لتضعه في علبة سوداء صغيرة و تضع ملاحظة عليها
" ألست أنت من تخلى عني ؟ ألست من قال أنك مرتبط بفتاة أجمل مني بأضعاف و بأنني مجرد ساذجة غريبة الأطوار ؟ ألست من قال بأنك كنت تخدعني فحسب لتثير غيرة من تحبها ؟ فمالذي تريده مني الآن ؟! أنا لم أعد ليليان الساذجة يا سيد إياد، لذا للجحيم أنت و حبك المزيف اللعين، أنت لم تكن في حياتي سوى ذكرى ضبابية غير مهمة بتاتا، و قد تحولت تلك الذكرى إلى رماد مثل هذا تماما، رماد لا جدوى منه، و لا حياة فيه، لذا بقاؤك أو عدمه هو آخر همي، و لا شيء ربطني أو يربطني بك .. لا شيء أبدا "
ثم بعثت له بالصندوق الصغير، و عادت إلى أنور الذي كان يحدق بها بشكل غريب، لتقول بهدوء
-" سيرحل واثقة أنا من ذلك " .
أنت تقرأ
نسيان [ مكتملة ]
Romanceجلست خلف مكتبها تراجع بعض الملفات، لتتقدم منها طفلتها حاملة لعبة محشوة، و تقول ببراءة بعد أن جلست في حضن والدتها -" أمي لقد جاء رجل إلي صباح اليوم إلى المدرسة، غريب لا أعرفه، سألني إن كنت ابنتك و حين أومأت له إيجابا، قال لي جملة لم أفهمها " قضبت حاج...