#الحلقة_الأولى
#حورية_و_شيطاناليوم .... بتوقيت صيفي سحب أذيال الشتاء معه لتعدو النسمات لطيفة ..وباردة
على بشرتها الخمرية ذات القسمات المتوسطة الجمال ...تنظر بعيناها من بعيد وهي تتخفى وراء الزينة المدلاة لاحتفال كبير بعيد ميلاد فتاة من أثرى فتايات هذا النادي الرياضي الضخم ....تنظر بعين لا ترى الثراء الذي تفتقده بل لثراء القلب الذي تتمناه .... غير آبهة لفقرها ولا لوضعها الاجتماعي بالنسبة له ...وهو الطبيب الاعزب الشهير هنا ..... وكم كرهت مقارنتها به ... فما سبيل لذلك وهي اقل من المتوسط في كل شيء ....لكن هناك قلب ثري بنبضه ...يرتجف له فقط ...
قلبها هي .... رأته أخيراً فقد أتى للتو ...ويلا لقلبها الذي يشعر بخطواته الذي تقترب دون أن تراه ...ويلها من هذا العذاب ... كقمر الليل يطل ويحجب الروئ عن من حوله من أضواء ....بحلته السوداء وقامته المديدة وبشرته البرونزية اللامعة بوسامة مدمرة ....ينتفض قلبها عند رؤيته وهذا وهي تقف بعيدة ! ...فماذا لو وقفت أمامه مباشرة ؟
ماذا لو اضطرت يوم للحديث معه ؟
سيكشف ارتجافتها على الفور ...فما خيار آخر لبحر الخجل الذي تغرق به عند رؤيته سوى الحب ....
انتبهت لصوت يناشدها بضيق لتلتفت بتوتر وتقع عيناها على أحد زملائها بالعمل قالت نعمة :-
_ إيه ياااا رحاب هتفضلي واقفة كدا تتفرجي على الحفلة !! ، ورانا شغل كتير ومش فاضيين للوقفة دي
ابتلعت رحاب ريقها بإرتجافة وإحراج وقالت :-
_ معلش يا نعمة ، خلاص جاية وراكي
هزت نعمة رأسها بضيق وهتفت مرة أخرى :-
_ ماتخليش خيالك يسرح كتير ، احنا حتى مالناش حق نقف نتفرج عليهم ، الناس دي في عالم واحنا عالم تاني خالص بعيد عنهم .....دي الحفلة اللي ساندي مختار عملاها لعيد ميلادها دي تجوز شارعنا كله !قالت نعمة ذلك بعد أن لاحظت شرود صديقتها عدة مرات بذلك الذي يتلهفن الفتايات لمحادثته عندما يأتي ....عز الدين الألفي
اطرفت رحاب عيناها بتوتر وحزن ثم اجابت :-
_ يلا نروح شغلنا
ذهبت نعمة من أمامها مشيرة بعجالة حتى تحركت رحاب ببطء وعيناها تتجه جانبا لذات الوجه الذي تربع على عرش احلامها لليالي كثيرة ......لتقف متجمدة عندما رأت تلك الفاتنة تقترب منه بابتسامتها المتسعة مرحبة به ..... ابتلعت رحاب ريقها بصعوبة وهي تراه يبادل ساندي ابتسامتها بترحاب أشد ، سقطت دمعة من عيناها معنفة نفسها لهذا العذاب الذي وضعت قلبها به دون أي أمل .......
فهي لا تمثل شيء بجانب الجمال الباهر الذي تنعم به ساندي مختار ....... وما من خيار إلا النسيان !
وتفقدت الذاكرة ظل ايام قليلة مضت ، منذ أن اتت إلى هنا للعمل .......لتعود بذاكرتها إلى شهر مضى ....
فلاش باك .....
خرجت من العمل الذي امضت فيه اسبوعا كاملاً وقد ظهر الارهاق على وجهها بعض الشيء فقد عملت عدة أشياء في آنٍ واحد وكان ابرزها ملازمة الاطفال عند المسبح ومراقبتهم حتى لا يتأذى احدًا منهم ويتسبب في مشكلة كبري ....خرجت ذلك اليوم كنسمة تطوف بين الاغصان وكأن اكبر طموحها هذا العمل البسيط ....خرجت من الباب الحديدي الضخم الذي يلتف رجال الأمن حوله من جميع الجوانب لتنزوي بطريق جانبي تسير منه السيارات بخفاء من شدة الظلام ولكن هذا اقرب طريق للشارع الرئيسي .....فسارت مبتسمة قليلا وكانت السماء غائمة ...وضي النجوم يدمع خلف ستار السحب ......ويتمايل شعاعها كشمعة يتمايل لهيبها بنفحة هواء ...... والقلب يعشق الأمل ..بأن غدًا سيأتي ..أجمل
قلبها يَقُل ذلك ....قلب فتاة لم تُفارقها الأحلام ... لم تُفارقها طفوليتها إلى الآن ....لتفرد ذراعيها للمطر متجنبة غدر الظلام ....لم تكترث للطريق الذي تسير به وتمرح ظنًا منها أنه لا تزوره السيارات إلا نادراً .....
أنت تقرأ
حورية وشيطان.. للمبدعة رحاب إبراهيم
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة رحاب إبراهيم ممنوع النقل والاقتباس...... شيطان الماضي يستبد من عقلها وقوتها ...والنبض يرتجف تمنيًا لأملا يختبئ بين الضلوع ....والحب الذي قتلها بالأمس سيقتله اليوم ....عذرا يا قلب ... فلا زلت اقيم الحداد ....ولا عزاء للع...