الفصل الثاني

54.1K 1.1K 27
                                    

الحلقة الثانية ......#حورية_وشيطان

عادت الى واقعها مرة أخرى وهي تتذكر أول لقائها به وانقاذه لها من ذلك الحادث  ....نظرت له وهي تتخفى عن ناظريه وكم تمنت أن ترتدي زي سندريلا وتفاجئه ولكن ...هناك الخيال يعمل على امانينا اما الواقع يخطو عليها بقسوة ليسحقها ويجعلها بين الرماد ...ها هي الفاتنة التي تدعى ساندى لم تفارقها ابتسامتها وهي تضع اناملها بين يديه بتملك وكأنها أرادت أن تثبت للجميع احقيتها في قربه .....انتبهت لصوت نعمة مجددًا وهي تدعوها للمعاونة حتى ينتهي حفل عيد الميلاد ......  فذهبت للداخل وتفاجئت بأحد الفتايات يضع بين يديها صينية بأكواب مشروبات .....تسمرت للحظة بحيرة لتهتف الفتاة بضيق :-روبا
_ مالك متسمرة مكانك كدا ؟ ما تروحي يابنتي مع البنات خلينا نخلص ......

أثناء الحفل وبعد إطفاء الشموع اعلنت ساندي نبأ هام للجميع ......
_ اسمعوا يا جمااااعة ....احب افرحكم أن خطوبتي انا وعز الدين  قريب جدًا .....النهاردة اتفقنا نقولكم عشان تجهزوا وتحضروا نفسكم للحفلة الكبيرة ....
صاح الجميع بإشارات تهاني واكثرها خادعة وحاسدة حتى نظر عز الدين بدهشة وقال لها بهمس :-
_ بس احنا لسه ما اتفقناش يا ساندي ....كان لازم تصبري شوية لحد ما نتكلم
ابتسمت له بإغراء واجابت :-
_ انا اعلنت ده يا حبيبي عشان كل يوم حد بيكلم بابي وعايز يخطبني.....وانا مش عايزة غيرك ...اهو كدا حتى لو حد فكر يتقدملي هيصرف نظر ...
تابعت بحزن مصطنع :-
_ احنا لسه فيها لو عايزيني اكدب الخبر قول !
ابتسم لها بهدوء وقال :-
_ لا طبعاً .....مش هحطك في الموقف ده ....حدديلي ميعاد مع بباكي قريب
ارتسمت على ملامح ساندى ظل انتصار لم تبديه له ولكن هناك احدا لاحظه من الحضور ......

                    **************الحمد لله
ذهبت رحاب مرغمة ونبضها يتسارع ومع كل خطوة شيء يصرخ بها توقفي .....شيء بداخلها حتى انتشرت الفتايات بين الحفل وضربات قلبها ازدادت بجنون وهي ترى ساندي تشير لها لتأتي اليها بالمشروبات .....امن بينهن اختارتها هي بالخصوص ! قسوة الصدف احيانًا تصعق الظنون ....اكادت أن تتعثر ...نعم ولكنها توازنت ولم تستطع السيطرة على يداها المرتعشتين وهي تقترب منهم ورغم انهم يتجاذبون أطراف الحديث مع بعضهم البعض ولا يبالون باقترابها ولكنها شعرت بأن هناك عيون تصوب نارا عليها وتحرق ثباتها بهجيج حارق ......الكؤوس تتحرك بعض الشيء وكلما اقتربت تزداد ارتعاشة الكؤوس بتوازي مع رجفتها العنيفة .....رجفة لعنت تلك المشاعر التي جعلتها تشعر بأقليتها امامهم ليس في مشاعرها اتجاهه فقط ....اخفضت عيناها على الكؤوس وكأنها تراقب شيء سيسقط حتى وقفت امامهم مباشرةٍ ....اخذ عز الدين كأسه دون ادنى نظرة لها مما جعل دمعة تحتبس بمؤق عيناها وطعنة في القلب نازفة ......وعندما كادت أن تأخذ ساندى كوبها تعثر احدهم بظهر رحاب مما جعل بقية الاكواب تسقط على رداء الاميرات التي كانت ترتديه ساندي ليغرق باللون الاحمر وهذا ما جعل الجميع يصمتون فجأة .....جحظت ساندي عيناها بذهول وهي تنظر لردائها ثم نظرت لرحاب التي تفاجئت بصدمة ايضا مما حدث لتصيح الاخرى بعنف :-بقلم رحاب إبراهيم
_ ايه اللي انتي عملتيه ده يا حيواااانة ....
ارتبكت وكانت على وشك الاعتذار حتى انتبهت للكلمة الآخيرة فقالت رحاب بحدة :-
_ انا كنت هتأسفلك بس انتيغلطاي فيا وانتي ما تعرفيش ايه اللي حصل ....في حد زقني ....
راقب عز الدين تعبيرات ساندي بتجهم وغضب حتى هتفت الآخرى مجددًا مقاطعة  :-
_ امشي من وشي دلوقتي مش طايقة اشوف خلقتك
ابتلعت رحاب ريقها ونظرت له تحاول أن تستشف مدى ضيقه مما يحدث حتى نظر لها بقسوة لم تأت حتى بأشد كوابيسها فقال :-
_ انتي غلطانة ...فلو سمحتي امشي دلوقتي عشان ما تحصلش مشكلة اكتر من كدا ....والا هيبقى ليا تصرف تاني معاكي وكفاية انك بوظتي عيد ميلاد خطيبتي
رمقته بصدمة ومرارة جرت بحلقها وذهبت راكضة للداخل ولم تستطع أن  يراها احد من الفتايات على هذه الحالة  فذهبت وهي على وشك الانهيار واخذت حقيبتها وركضت للخارج .......

حورية وشيطان.. للمبدعة رحاب إبراهيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن