الحلقة السادسة عشر

24.7K 820 131
                                    

الحلقة السادسة عشر .......#حورية_وشيطان

بمحافظة الغربية ...
دلفت إخلاص واناملها ترتجف قليلا وهي تحمل صينية محملة عليها طعام الافطار الى غرفة "حامد " ..وضعت الصينية على منضدة صغيرة بجانب فراشه وقالت برمقة مترقبة لغضبه الظاهر على ملامحه :-
_ الفطار يا عمي

رفع حامد رأسه بعين نظراتها حادة بغضب ثم القى الافطار على الارض بدفعه من يده حتى ابتعدت اخلاص بخوف ....صاح بها :-
_ وهو حد ليه نفس للأكل بعد العملة السودة اللي بنت اخويا عملتها !! ....موتها هيبقى على ايدي دي أن شاء الله ....كفاية بصة الناس أول ما رجعت البلد ، ده اللي ماكنش يستجرأ يرفع عينه فيا بقى يلقح ويعاير !!
اقتربت اخلاص مجددا وهي تحاول امتصاص غضبه قائلة :-
_ ياعمي هي صغيرة ومش عارفة حاجة ، وأنت عارف انها طيبة بس هي اللي عنيدة شوية بس ....بأذن الله أول ما ترجع كلمها بهداوة وهتيجي معاك في الكلام ، عشان خاطري يا عمي دي بنتك اخوك وزي بنتك ، وهي ماهربتش عشان عاملة حاجة لا سمح الله أنت عارف هي مشيت ليه
نهض حامد بعصبية من فراشه وأشار لها بتحذير وهتاف:-
_ لو فضلتي تدافعي عنها كدا مالكيش عيش في بيتي ، وابني لو اتكلم هيحصلك ، أنتي مش هتعرفيني أعمل أيه وما اعملش إيه !!
ضيقت اخلاص نظرتها بكره دون أن تتفوه فكانت نظرتها كفيلة بإخباره رأيها بحديثه ....
خرجت من الغرفة وهي تردد ..."حسبي الله "
____________________________________صلِ على النبي الحبيب

بالمشفى .....
جلست نعمة ترتل بعض آيات الذكر الحكيم في صوت منخفض وتترقرق من عينيها الدموع المنسابة بحرقة مما حدث لصديقتها ....بينما رحاب تخضع لإجراءات الطبية لحالتها التي اصبحت خطرة بعد دخولها في غيبوبة ......

                                    *****************

بقسم الشرطة .....خرج بعيناه الثاقبة من غرفة احد القيادات وقم اتم مهمة في غاية الخطورة تتضمن وقوع اكبر مافيا للسلاح في الجرم المشهود ...اتم تسليم المهمة بنجاح بعد انهائها....
العميد حمدي انور  بابتسامة وفخر :-
_ كالعادة طبعا ...فهد الشريف ...اكفأ واقوى ضابط اشتغل معايا ، أنت عارف يافهد أنا كنت قلقان من المهمة دي بالذات لأن فيها رجال اعمال معروفين وفي منهم عنده حصانة كمان ، لو حصل أي غلطة في المهمة كان هيبقى شكلنا وحش أووي قدام الوزير .....أنا فخور بيك
ابتسم فهد في ثقة وهي يرفع يداه بتحيته الرسمية العسكرية واجاب :-
_ شكرا يا فندم ....ده توفيق من ربنا ثم ارشادات سعاتك
بادله العميد الابتسامة وقال بمكر :-
_ أنا عارف أنك غبت عن بيتك وأنت لسه عريس جديد بقالك كام شهر ...بس استحمل كمان كام ساعة وروح لمستشفى اسمها (.........) عشان جالنا بلاغ من مديرها ومن تليفون غريب كمان ....
عقد فهد حاجبيه بضيق فقد كان يتلهف لعودته للمنزل بأسرع وقت بينما الفضول تملّكه أيضا بالنسبة لهذا الأمر  فقال :-
_ مالها يا فندم ؟...طالما حضرتك عايزني اروح يبقى شاكك في حاجة
هز العميد رأسه بالايجاب وأردف :-
_ هي حادثة بتحصل يوميا تقريبًا بس بلاغ المستشفى ده شيء طبيعي عشان يخلو مسؤليتهم لو في شبهة جنائية ،  انما لما يجي بلاغ بنفس الحادثة من مجهول وبيقول فيه أن دي محاولة قتل عشان البنت كشفت مدير مستشفى بيتاجر في الاعضاء ....فاروق الالفي ...يبقى لازم تحقيق دقيق
حدق فهد عيناه بدهشة وقال بتجهم :-
_ معقول !! فاروق الالفي ده دكتور مشهور جدًا وليه اسمه !! معقول يكون فعلا كدا !! بس لازم نوصل للمجهول ده ونعرف قال كدا ليه وايه دليله !!
رد العميد بثقة :-
_اللي اتصل كان من بيتكلم من الشارع يا فهد وصعب اننا نعرف هو مين بالضبط وبعدين  شغلي في الشرطة طول السنين اللي فاتت علمني أن مافيش حاجة  مش معقولة.. ومافيش حد برا دايرة الشك ، والبلاغ ده لو فعلا صادق يبقى هنقبض على اكبر  مافيا تجار اعضاء في البلد لأن فاروق لو فعلا كدا يبقى  اكيد مش لوحده .   أنا مش عايز ابني الوهم لأن لسه مش معايا دليل وممكن جدًا يطلع بريء والبلاغ ده كايدي ، لكن كمان مقدرش اتجنبه ولا اسلم التحقيق ده لأي ضابط عندي ويقفله ضد مجهول  ...وعشان كدا اخترتك أنت
ورغم ضيق فهد ولكنه تعطش لتلك المهمة التي جرت ريقه باكتشاف الحقيقة فقال منفذا الأمر :-
_ تمام يا فندم ...أي أوامر تانية ؟
أجاب العميد حمدي :-
_ تقدر تمشي دلوقتي وتروح على العنوان اللي قولتهولك ، عايز اوصل لأي خيط يكشفلي صحة البلاغ ده
وقع العميد على ورقة  وسلمها لفهد قائلا :-
_ وده الامر بالتحقيق...ربنا معاك يابطل
تسلّم فهد منه الورقة الموقعة وخرج من المكتب به شوق غاضب لحبيبته وزوجته "فاطمة " بعد أن غاب عنها لمدة ١٠أيام ....دلف لمكتبه حتى ينجز بعض الاشياء السريعة بخصوص المهمة الجديدة ....وتذكر فجأة "الأعور " توفى قبل أن يخبره برئيسهم ، الى الآن هذه المهمة القديمة تغتال عقله ، مهمة لم تكتمل لذلك يثور غاضبًا كلما تذكرها ...أخذ مفاتيحه واغلق هاتفه مؤقتاً ثم خرج من المكتب متوجها للمشفى المقصود  .....
__________________________________________استغفر الله العظيم

حورية وشيطان.. للمبدعة رحاب إبراهيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن