الفصل الثالث

41.5K 1K 19
                                    

الحلقة الثالثة.....#حورية_وشيطان

انتهت ساندي من تبديل ردائها المتسخ بالملابس التي اتت بها في الاساس قبل أن ترتدي سواريه الحفل وقالت وهي تنظر لنفسها بمرآة الحمام :-
_ كويس أن معايا اللبس اللي جيت بيه وماسمعتش كلام مامي وجهزت نفسي في البيت قبل ما اجي النادي ...
وقفت تتأمل هندامها حتى تذكرت تلك النظرات الجانبية من شاب كانت متيمة به في السابق ولكنه تركها لأجل أخرى فقالت بشماته :-
_ هشام بيبصلي ومتغاظ هههههه عشان يعرف أن مش ساندي إللي هتقف على حد ....مش انا اللي اتخان مع واحدة ماتقدرش توقف جانبي اصلا ....
عقصت شعرها ذيل فرس بشريطة حمراء توافقًا مع ردائها ثم توجهت للخارج وقد سلمت الرداء المتسخ لفتاة تلازمها مثل الظل في كل مكان وآمرتها أن تضعه بالسيارة ...وتوجهت للحفل مرة أخرى ولكنها تفاجئت بأن أكثر المدعويين ذهبوا ولم تجد أثرا لعز الدين فأشارت لأحد اصدقائها الفتايات وتساءلت :-
_ هو عز الدين راح فين ؟ وباقي صحابنا فين ؟
اجابتها الفتاة بعد ان تركت صديقها وابتعدت قليلا مع ساندي :-
_ الشلة راحوا يسهروا في مكان تاني لما شافوا عز الدين مشي مع حد من الأمن ....تقريبا في حاجة حصلت
جعدت ساندي حاجبيها بقلق ثم توجهت للخارج حيث البوابة الخارجية وسألت احد الرجال بزي الأمن عنه فقال:-
_دكتور عز الدين خد البت اللي وقعت هنا على المستشفى
رمقته ساندي بتعجب :-
_ بنت مين ؟!
رد الرجل :-
_ بت بتشتغل هنا كانت خارجة بتجري ووقعت على السلم ودماغها اتفتحت ....
اندهشت ساندي لبرهة حتى تذكرت تلك الفتاة فلوت شفتيها بغيظ وهي تتمتم بعض الكلمات المنفعلة ....
__________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

جلس عز الدين وهو يجفف يداه بعد أن عقمها من الدماء التي نابته من حملها إلى هنا ....كان وجهها غارق تقريبا ولا يرى من الجروح .....تنهد بعمق وهو ينعت نفسه على تعنيفه لها واستوقفه وجهها الذي لاحظ للتو انه رأه من قبل فقال :-
_ انا شوفتها قبل كدا ....بس فين مش فاكر
دلفت ممرضة اليه بتقرير سريع وقالت :-
_ ادي التقرير يا دكتور عز ....هو تقرير أولي للحالة بس النهائي بعد ما نعمل اشعة على المخ ونشوف اتأثر من الواقعة ولا مجرد جرح ظاهري فقط ...والتواء في القدم ....هتقعد عندنا كام يوم لحد ما نخلص الاشعة ونطمن عليها ماتقلقش

نظر اليها بتساءل وقال :-
_ طب ووشها ؟ ....كان في جروح كتيرة جدًا انا اخدت بالي منها ...
صمتت الممرضة لدقيقة ثم قالت بعبوس :-
_ هي مش خطيرة يا دكتور وهتتعالج بس للاسف هتسيب أثر ظاهر جدًا لو ما اتعملهاش تجميل في اسرع وقت وطبعا في حالتها دي لازم نستني لما على الاقل الجرح اللي في راسها يتعالج ونطمن أن مافيش حاجة في المخ نتيجة الواقعة .....اظاهر كانت واقعة جامدة جدًا اللي عملت كل ده !
شعر عز بالشفقة عليها ثم قال للمرضة :-
_ اقدر اشوفها امتى ؟
الممرضة:-
_ دكتورة منال مانعة أي زيارة ليها دلوقتي على ما الجرح يتخيط وترتاح ....يعني على بكرا كدا تقدر تشوفها ....بس حضرتك لو عايز تشوفها دلوقتي طبعا ماحدش يقدر يمنعك ..
اومأ عز رأسه رافضًا وقال :-
_ لأ .....هشوفها بكرا افضل ..
خرجت الممرضة وقد اصطدمت بكتف ساندي الذي اتجهت بسيارتها الى المشفى مباشرةٍ وتفاجئ عز الدين بها وتعجب أنها لم تأت في باله طوال الساعتين الماضيين ...هتفت بعصبية:-
_ طب مش كنت تقولي انك هتمشي بدل ما تحرجني قدام صحابي كدا !
نظر لها نظرة متفحصة عميقة وقد ضاق من انفعالها هذا الذي تلقيها بوجه كل من حولها بسبب وبدون :-
_ اقعدي الأول يا ساندي ووطي صوتك .....البنت اللي اهنتيها في الحفلة وقعت على السلم  وكان ممكن يجرالها حاجة ....اظن واجبي كطبيب ما يخلنيش اسيبها في حالة زي دي لمجرد موقف تافه حصل معاكي ..
رمته بنظرة نارية وهي تجيب :-
_ سبب تافه انها اتعمدت توقع العصير عليا ؟!
انكمش مابين حاجبيه وقال بعبوس:-
_ اللي حصل ...حصل صدفة مش مقصود وانتي انفعلتي عليها وخلتيني انا كمان انفعل ..
لم تريد أن يجعله يلاحظ شيء ولكنها بغريزتها الانثوية لاحظت نظرات تلك الفتاة كلما رأته ....وكيف لإمرأة أن لا تعرف شعور إمرأة أخرى حتى من نظراتها ....لذلك عندما رأتها بالحفل اشارت لها عن قصد ....رمقته بحدة وقالت وهي تهم بالخروج :-
_ لما تفضى ابقى كلمني
خرجت من غرفة مكتبه والشرر يتطاير من عينيها فقد نسفت تلك الفتاة خطتها لهذا المساء بأكمله ...
__________________________ صلِ على الحبيب

حورية وشيطان.. للمبدعة رحاب إبراهيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن