الحلقة الخامسة عشر

22.8K 762 51
                                    

الحلقة الخامسة عشر ....#حورية_وشيطان

لابد أن تخطو كل هذه الخطوات لتأخذ صديقتها بعد كشف الحقيقة .......
تحركت الى باب المكتب حتى ابتلعت غصة مرتجفة داخل حلقها وارتفاع دقات قلبها بعنف .....دون أن تقرع الباب فتحته لتتقابل عيناها بعينه في قسوة متبادلة وجحيم النظرات من الجهتين .....
زرع الآن بداخلها  بذور قسوة مضاد لما يطل من عيناه ...مثلما احبته وافنت في ذلك ستكرهه حتى لو تدريجيًا ..تحركت للداخل بحركةةتبدو ثابته ومتحدية حتى نهض هو بكل قسوته وغضبه واطرق على مكتبه بحدة قائلا :-
_ هنعمل الفحص دلوقتي ....مش هتكلم قبل كدا يلا معايا من غير حرف واحد
اشارت له بتحذير وبالكاد اخرجت صوتها :-
  _ اشوف صاحبتي الأول ...مش هتحرك غير لما اطمن عليها
اطرق على المكتب بعنف مرة أخرى وهو يزفر بحدة وهتف :-
_ احنا مش مجرمين ...أن كنت خلتها فلهدف واحد وهو أنتي ...لكن هي هنا في مكان تاني لحد ما نخلص الفحص وهبعتك ليها على ما اجيب التقارير ....موافقة ولا تمشي أو بالاصح تهربي ؟
صرت على اسنانها بحدة وهي تشعر أنها تريد صفعه :-
_ ابوك هددني أنه هيموتني كنت ها________
قاطعها ورفع يداه بكل شراسة ولكنه تمالك نفسه عند الثانية الآخيرة وابعد قبضته عنها واردف بغضب :-
_ لو نطقتي كلمة عنه ماتولميش غير نفسك ....ولا فاكرة أني هسيبك كدا بسهولة ؟!
أشار لها بأصابعه وانطبق الاحتقار بعيناه مع طريقة اشارته لها حتى ابتلعت ريقها بقوة وانتظرت قليلا ثم قالت :-
_ طب وايه عرفني أن الفحص ده مش هيكون مزيف ؟!
وقف عز قبل أن يخرج من الغرفة والتفت لها ناظرا لها باستحقار من اعلاها لأسفلها وقال :-
_ لما تاخدي التقرير وتغوري من هنا تقدري تروحي لأي دار اشعة وتتأكدي منه تاني ....أنا مش مضطر اشرحلك حاجة بس بعرفك قيمتك مش اكتر ...

لم يعد كلماته تغرز بقلبها مثل السابق فهي تلقت الصدمت وانتهى الأمر فتقدم الخطا وذهبت خلفه بقدمين لا تكاد تخطو خطوة واحدة ولكنها لابد أن اثبت صحة حديثها .....
                                 **********************

جلست نعمة على مقعد بأحد الغرف وتتكرر جملة فاروق بعقلها ( مافيش حاجة اصلا تقدروا  تثبتوها !)  .....قالت بحيرة :-
_ قصده ايه ؟! يعني ايه اللي خلاه متأكد اننا مش هنقدر نثبت حاجة !!
في حاجة مش مفهومة في الموضوع ده !!
الساعة دلوقتي ٨.٥ص اكيد رحاب جت من ساعتها وممكن كمان تكون عملت اللي عز قالها عليه ...ربنا يستر
شعرت نعمة برجفة داخلها وهي تتذكر نظرات فاروق المهددة لها بصمت ...وتمنت أن تذهب من هنا مع صديقتها بعد ثبوت الحقيقة ولكن مع فاروق فالأمر ليس بهذه السهولة ...هناك اشياء ستكتشف اليوم بالتأكيد لأحد الطرفين ...
__________________________________صلِ على النبي الحبيب

انهى ياسين الوقت المخصص للرياضة الصباحية ثم اخذ حماما سريعا واستعد لتناول إفطاره .....
لم تذهب من مخيلته فتاة الطريق "ساحرة الليل " كما خطر بباله أمس ....فكلما ارتشف من كوب قهوته تذكر عيناها البنية ذات اللامعة اللافته للانتباه ...ايمكن لأنها كانت تبكي ؟!
لم يضع يده على سبب واضح لأنجذابه لها ...ولكن شعوره ممتع لقلبه ...لأول مرة بعمره يشعر هكذا ...يشعر أنه يريد أن يراها من جديد وبأقرب وقت أن امكن ذلك .....
انتبه لهاتفه الذي ينذر عن وجود اتصال ...اخذه من على الطاولة أمامه واجاب بلهفة :-
_ يزيد ...حبيب بابا
اجابه يزيد بصوت خافت وكأنه كان يبكي وقال :-
_ وحشتني يابابا ...
دق قلب ياسين بشوق يغمر القلب بفيض حنان :-
_ وأنت كمان يا حبيبي ..وحشتني أووووي أووووي ...ياريت الاجازة تخلص بقى عشان ترجع لحضن بابا تاني
قال يزيد وقد بدأ بالبكاء :-
_ ماما تعبانة يابابا ....ابقى تعالى شوفها
صمت ياسين لبرهة وهو يشك بقول ابنه ...فهو يعرف أن. يزيد لم يكن يقل ذلك من تلقاء نفسه مهما كان الامر صعب بالنسبة لوالدته ...وأيضا صغر سنه لم تتح له فرصة ادراك صعوبة هذا الامر فقال :-
_ حاضر يا حبيبي ...هاجي أن شاء الله
نظر يزيد لأمه التي كانت تلقنه الكلمات بحدة وبصمت حتى قال :-
_ ماشي
اطرف ياسين عيناه بقلق على ابنه وقال :-
_ هاجي عشان اطمن عليك انت الأول .....وهجبلك معايا لعب حلوة اوووي هتعجبك
لم يسمع صوت حماس ابنه كعادته فتملك الشك منه اكثر وانهى الاتصال بكلمات تهدأ الصغير ثم وضع الهاتف وهو يتنهد بعصبية :-
_ لو اللي في دماغي صح مش هسامحك يا ناريمان ...أنا عارف اسلوبك وطريقتك ....وعارف ابني لما يكون خايف من حد بيبقى عامل أزاي ..

                                     ********************

حورية وشيطان.. للمبدعة رحاب إبراهيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن