الحلقة ٢٦....#حورية_وشيطان
استمعت صوته عبر الهاتف مثلما تسمعه وهو امامها ، ولكنه الآن كان أكثر دفء ...قال برقة :-
_ الارض وحشها الغريب ولا الغربة كانت احن عليه من وطنه ؟
دقات القلب قائلة أن هناك بحرًا من الاشتياق ولكنّ عواصف الخوف تُشهر ارتفاع موج الكبرياء ...الصوت صمت ولكنّ العين تحدثت بصوت العبرات المتساقطة على خديها ...فحيح صوتها الباكي اطرق بأذنه بضمة روحية ، ربما خجلت من الاجابة ، أو الكذب في الثبات ، أو الافصاح عن شيء يختلج بثنايا قلبها ....تابع بنبرة أكثر دفئا :-
_ خلاص ....عرفت
اجابته أراحتها واربكتها معاً ، ما الاجابة التي وصلته من بكائها ؟
تساءلت بإرتباك :-
_ عرفت إيه ؟
علو صوت أنفاسه بعض الشيء اظهر أنه يبتسم ..ليجيب بمكر :-
_ في الوقت المناسب هقولك ....وأنا مستني الوقت ده زي ما اكون مستني روحي ترجعلي ...
نظرت للنافذة ومنها إلى مساء الشتاء بإطرافة عين مرتبكة ودامعة وشبح ابتسامة على ثغرها المبتل بالدموع ....انفاسها تتسارع وكأنها كانت تركض بممر طويل وللتو وقفت ....فقالت :-
_ خلي بالك من نفسك يا ....د.ياسين
صمته اخبرها أنه غضب من لقب ما قبل اسمه فتابعت مصححة حتى لا يضيق أكثر :-
_ ياسين
تبدل في الحال ليصدح الاشتياق بصوته قائلا متلذذا بنطق اسمها ببطء :-
_ حورية ....
دقاتها تعلو مع الوقت لتستمع فجأة بصوت انثوي ينطق باللغة الانجليزية ...واجاب ياسين عليها سريعا بنفس اللغة ....
قالت بتقطيبة :-
_ هو في حد جانبك ؟!!
أشار مودعا لأحد الممرضات بمشفى كبير بالمدينة البريطانية لندن ليضيق عيناه بخبث من انفعال لهجتها فجأة قائلا :-
_ أه ...دي ممرضة في المستشفى ، أنا وصلت مالحقتش حتى استريح والله ....
شعرت بضيق غريب على قلبها لم تشعر بحدته من قبل فصمتت ...اتسعت ابتسامته بسعادة وقال :-
_ أنا بكلمها وانا مش مركز غير معاكي والله
تدرجت ابتسامة على شفتيها وأرضاها حديثه بشعورا من الاطمئنان فكادت أن تقل شيء حتى قال هو :-
_ أنا مش بركز غير في عيون واحدة بس ، شاغلة بالي حتى وأنا بعيد ....يرضيكي كدا ؟
جف ريقها برجفة حتى ابعدت الهاتف عنها قليلا وهي تبتسم بخجل ولم تجد أي كلمة لتجيب بها ....قربت السماعة مرة أخرى ليتابع هو بصوت ماكر :-
أنت تقرأ
حورية وشيطان.. للمبدعة رحاب إبراهيم
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة رحاب إبراهيم ممنوع النقل والاقتباس...... شيطان الماضي يستبد من عقلها وقوتها ...والنبض يرتجف تمنيًا لأملا يختبئ بين الضلوع ....والحب الذي قتلها بالأمس سيقتله اليوم ....عذرا يا قلب ... فلا زلت اقيم الحداد ....ولا عزاء للع...