الفصل الثاني.

31K 707 24
                                    

#بـراثِن_الذِئب.

[ الفصِل الثانِي].

إذا كان هدِفك هُو أن تتلاعِب معهُ ف أنت في عداد المُوتى.

______

وِصل إلى شركِتهُ، كانت كِبيرة للحد الذي يؤلِم الرقبة للنظِر للأعلى، كانت واجِهتها زُجاج النوافذ المُعاكِسة لمظهر السماء.
دِخل الشرِكة ليتوقف الجمِيع عما يفعل.

ف"صهيب" شِخصية جادِة مُعقدة، يكِره الفُوضى بكُل أشكالها، وجدِ عند المصعد "حُور" بزِيها المُختار مِن قبلهُ أحمر اللوِن، إبتسـم برضا ليدِخُل للمصعد وتجاورهُ الوقوف.

كانت لازالت غاضِبة من فعلتهُ لهذا الصباح، ولكِن هُو ألغى إجتماعات اليوم فلماذا جـاء وأستدعاها من منزِلها، وقبِل أن تنطِق مُتسائِلة قال وهُو يرفع كفهُ يصمتها:
- اللي بتسألي عنهُ هتعرفيهِ جُوا.
عقدِت حاجِبيها بإستهجان، وعدِم فهم فـهيَّ كانت بالمِكتب قبل قدِومهُ ولم ترى أحد أو يُعلمها عن إجتماع.

تابِعتهُ في دِخُول المكِتب، ليجِلس على مقعدهُ الآثير، اعتدِل في جِلوسهُ وشبِك أصابِعهُ وهُو ينظُر للباب بتحدًا، كانت تارةٍ تنظُر إليه ثُم لموضع نظرهُ تزفر بتعجِب منهُ.

وفجأة إندِفع أحد يِفتح الباب، كانت أخُت "صُهيب" من والدِتهُ، دِخلت وكان مظهرها مُزري بالمعنى الصحِيح، وجهها شاحِب، كانت طُويلة القامِة، وبطِنها مُنتفخِة لانها في الشهر الخامِس في حملها، شعِرها الغجِري البُني الفاتحِ، كانت عينيها تبكِيان لإجِل مُسمى .. أقتِربت من مكِتب صُهيب قائِلة ببكاء كالآنين:
- عايِزة أكِلمك في حاجِة مُهمة!
قالتها وهي تنظُر لـ حُور بنظرة ذات مُغزِي، ولكِن صُهيب نظِر إليها بثبات غير عابِئاً بمظهرها:
- إتكِلمي .. حُور مِش غريبة بِرضُوا.
شِعرت حُور بالإنتصار لأنهُ سيجعلها تستمع لمُحادِثتهما، حاولت منع إبتسامتها من الظهُور فقامِت بالحمحمة بدِلاً عن ذلك، لتجِلس حنان على المِقعد قائِلة بحُزِن:
- يزيد ياصُهيب .. اضرِب بقسوة منْ ناس في وكالتهُ، ودِلوقتي في المُستشفي ..
ثُم أكمِلت بحرج قائِلة:
- مُمِكن تدِيني فُلوس الغُرفة والعملية؟
نظِرت بخُزى على يدِيها، تشعُر بالحِرج الشدِيد من طِلب المال من أخِيها، والتي كانت عن غنِى من أمُوالهُ.
أسنِد ظهرهُ على مقعدهُ الجِلدي، وأسند ذِقنهُ على كفهُ قائِلاً:
- مِش إنتِ عايِشة في هانا، إيه اللي يخليكِ تُطلبي مني فلوس ياحِنان؟
عِضت على شفتيها، سيذِلها عما بدِر منها من حدِيث قاسي آخِر مرة تقابلا فيهِ،  قالت وهي تبكِي بشدِة:
- أنتَ عارِف أوي ظُروفي واللي حِصل لـيزيد، مِش لازِم تعمل فيا كِده ياصهيب! .. أنا أخُتك برضُوا.
أقتِرب من المكِتب بصدِرهُ وهُو يُطالعِها بإستخفاف شديد قائِلاً بقهقه ساخِرة:
- أخُتي! .. يااه ياحِنان مِش إنتِ اللي قطِعتي الوصال مابينا علشان الجحش اللي متجوزاه!
ثُم أكمل وهُو ينظُر لساعِة معصمهُ:
- أنا مِش فاضيلك، يلا أمِشي.
نهض من مقعدنُ وهُو يرمِقها بحقدًا شديد، نهضت تتبِعهُ قائِلة برِجاء:
- باللهِ عليك ياصهيب متعملش فيا كدهِ، باب لو كان عايش مكنش هخليك تعمل فينا كده!
صرخِت بهِ حين غلب الغضب منها، توقف عن السير وأقتِرب منها بِهُدوءِ، ليضع أصبع السِبابة على رأسِها ينقر بهِ عليها بغضبٍ:
- لُو زِيدان كان عايِش مكنش خلاكِ تتجُوزي الحيوان ده.
أبتعد عنها زاجِراً إياها بعُنف، نظِرت لها حُور بعاطِفة، ثُم أخِرجت بطاقة الأئتمان خاصتها بحُزِن كانت تُود أن تشتري لنِفسها شيء ولكِن يبدُو بأنها ستطِلب من صهيب يشتري لها لانها - وجهه الشِركة كما يدِعي، أقتِرب منها تُربت على ظِهرها قائِلة وهي تمـد كِفها :
- خُدِيها وأدِفعي التكاليف.
نظِرت لها حنان وأنخرتت بالبُكاء، قالت وهي تبعد البطاقة عنها:
- مِش هقدِر أخُدها منك ياحُور.
لتهتف حُور بإبتسامِة رقيقة:
- ياحِنان ده أنتِ أخُتي، هُو بس صهيب بيه واخد على خاطِرهُ مِنك من أخر خناقة مابينكم ثُم الفلوس دي بتاعتك أصلاً.
لتقُول وهي تعطِيها بكِفها مازِحة إياها:
- لو طِلع الطِفل بنت أبقي سميها حُور بدل الأسم المنقرض اللي ملهُوش ملة ده.
ضحِكت بخِفُوت لتأخُذ منها بطاقة الأئتمان، وتهرع حُور مُسرعة تلحِق مُدِيرها، ولكِن حين نزِلت وجدِتهُ قد ذِهب ولم ينتظرها، ضمِت شفتيها بإنزعاج قائِلة في سرها:
- مُدِير براس كِلبة! ..
ألتفتت لتصطدمِ بـ"شهاب" الذيِّ يُنظر إليها بإستفهام لوقوفها أمام باب الشِركة، قالت لهُ:
- هُو صُهيب بيه ده مِش هيِحن على أختك ولا إيه؟!
سار بجُوارها قائِلاً بإبتسامِة:
- صِهيب شايف أن قرارات حِنان بتعارضهُ، لما دِخلت حُقوق بالرغم من مِجُموعها العالي كانت علشان تجِيب الناس حِقها وده كان ضد رغبة صُهيب، كان عايِزها تشتغل معانا في الشِركة ولما حِبت يزيد كانت ضد رغبتهُ، كان عايزاها تتخِطِب لصاحِبهُ عُمران بِس نقول إيه كُل واحد شايف الدنيا بشِكل تاني.

براثن الذِئب.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن