الفصل السادِس.

21.7K 675 43
                                    

#بَراثـنْ_الذِئب.
[[ الفصل السادِس]].

________

صفعِة دَّوى صُوتها بالكامِل، لم تحتمل كلماتهُ لتصفعهُ بغضبٍ كاسح قلبها، صك على فكِيه بقِوة جعلتها تقشعر خِوفاً منهُ..

وفجأة وجدِتهُ يدِفعها على الحائِط خلفها بقوة أوِجعتها، وأمِسك كِفها بكِف وأحاطِ عنِقُها بكِف وكادِ يُخنقها، هتف بحقدٍ وعصبية مِفرِطة:
- أنتِ فاكِرة نفسك مين يابت أنتِ، مِش علشان أتكلمت معاكِ بالحنين والطِري يبقى ليكِ الحِق أنك تمدِي أيديكِ.
ضغطِ بكِفهُ على عِنُقها هاتِفًا بغيظِ:
- أنا قُولت أتجوزك وأحميكِ علشان زاهِر ميقتلكِيش، بس مُوتك على أيدِي النهارِدة .
حاوِلت دِفعهُ بقوة ولكِنهَ كان لايتحرك أنِشاً واحدِاً، أحمِر وجهها من الإختناق الذي يُكادِ يُصيبها بإغماءِ، وفجأة فتح "شهاب" باب الكُوخ لينصدِم بالمنظر الآتي.

هرع راكِضاً يبعد جسد صُهيب الضخم قبل أن يقتِلُ حُور بدِم باردِ، صرخ بهِ صُهيب وهُو ينظُر إليه بحدة:
- أبعد ياشهاب احِسن ماآذيك.

حاولت خربشتهُ بأظفارها الطُوِيلة ولكِن لم ينجح ذلك، بل زادِ حِصارهُ بها كادِت تمُوت بين يدِيهِ لولا أمِسك شهاب مُسدِسهُ وضربهُ بالحائِط، ليبتعد عِنها صُهيب، كانت نِوبة تأتِيهِ حين يستفزِهُ أي شخص بفعل او قُول، تأتي ليقتُل هذا الشِخص غير مُهتم بهويتهُ!!

سقطِت من بين يدِيه تلتقطِ أنفاسها المِسلُوبة، أنخِفض "شهاب" مُعطِياً إياها كُوب ماء باردِ، ولكنها تجاهلتهُ ونظرت لهُ بحدِة كبيرة قالت بصِوت مبحوح:
- أبعد عني ياحِيوان أنتَ كمان!!
جِلس على الأرض بجِوارها قائِلا بِفُكاهِة:
- طِيب ليه قلة القيمِة دِي؟
صاحِت بهِ لينتفض من حديثها الثائر:
- أسِلحة ياشهاب!! .. أسلحِة ؟، وكِمان مع مين، مع المافيا!!
- أحنِا أتخلقنا للشُغلانة دِي.
أمِسكت بزُجاجِة المياة البلاستيِكية ترمِيها عليهِ بحدِة قائِلة بهيجان:
- اتخلقت لإيهِ ياخُويا؟؟ .. أتخلقت علشان تقتل في خِلق الله ياحِيوان!!
وكادِت أن تلكِمهُ إلا أن يد صُهيب الغليظِة أوِقفتها عن فعل ذلك، شعرت بإرتجاف جسدِها من لمِستهُ، نظرت لهُ بإشمئزاز قائِلة وهي تحاول إبعادِهُ عنهُ:
- أبعد عني
ولكِنهُ تغاطِى عن حدِة صُوتها وعليانهُ، ليقربها منهُ قائِلاً بغضب:
- حِسابك تِقل معايا ياست حُور.
- أنا هقدِم أستقالتي وهمِشي. 
ضحك بسِخُرية ألجِمتها ليقُول بصوتهُ الجِهُوري:
- اللي بيخُش حياتي ياحُور مبيطِلعش منها حِييّ.
أبعد كِفها قائِلا وهُو ينظُر ل"شهاب" المُنتصب على الأرض ينظُر لهما بوهن:
- أنا هروح بِعربيتي، خُدها معاك وحطُها في السرداب.
قالت بصدِمة وهي تنظُر بتذبذب:
- سِـرداب إيه؟
ولكِنهُ لم يعطِيها فُرصة للحدِيث ورحِل يصعد سيارتهُ وينطِلق بأسرع سُرعة تملكُها سيارتهُ، شدِّ على المُقود وهُو يتذِكر صفعتها، هُو سيُرد الصاع صاعين باعلى دِرجة..

___________

لم ينم "فريد" مُنذ يومان، آتاه الأرق على هيئة عيون قُدِس الحزينة، كُلما يتذكِرها يشعر وكأنهُ أحِقر شخص بهذهِ الدُنيا، لذلك انتهزَ فُرصة خِلو الرواق، لينتظِرها ويعتذِر إليها.

وجدِها تنظُر للأرض بشرود أثناء سيرها، ليضع ذراعهُ نُصب عينيها لتنظُر إليه بوهن وضعف، شعرت بالخضة فُور ان رأت فريد أمامها، لتشعر بالحرج لما قالهُ أخر مرة وكادِت أن تذِهب لُورا أنهُ وقف يسد عليها طِريق السير قائِلاً:
- فريد بيقُول أنا آسِف.
قالها بلهجِة خفيفة على القلب، لتنظُر إليهِ بِحُزِن شديد ليكُمل وهُو ينظُر لعينيها:
- فريد بيقُول أنهُ زعلان علشان خلاكِ تزعلي.
لتهتف بتساءِل ونبرة الحُزن تكِسوها:
- يعني فريد مِش ناوي يحِب قُدِس؟!
- فريد بيقُول قدِس تستاهل أحِسن منهُ
لتهتف باسمِة بخِفة:
- بِس قُدِس بتقُول مِش هتلاقي أحِسن منهُ ليها.
ملامِح قُدِس التي تآسر كُل عقل، تساءِل بدِاخلهُ هُو يحترمها لإجل أفعالها الجميلة والتي تظهر رِونقها الباهي، ولكِن هل هُو يستحِقها أم لا، لينطِق بغير وعـي منهُ:

- وأنتِ كُنت كالقُدِس الجميلة، وأنا صهيـوني بطِبعي، حتى وإن أحتليتُكِ لازِلت بقلب العِربي مُحررة

_________

كان "شِهاب" يِنُظر من حِين لآخِر لـ"حُور" الشارِدة، نظِرت إليه حين لاحظِت نظراتهُ المُصببة عليها، لتقُول لهُ وهي تنظُر على الطِريق:
- شِهاب بُص على الطِريق وبِطَل شلل !!
ضحِك بخِفة، لتهتف بتساءُل:
- أزاي عرفت مكانا؟
- بعد اللي حِصل في المِينا، حد من الرجالة اللي أتصابوا اتصلوا بيا وخمنت أنكم هتكِونوا في الكُوخ
صرخِت بهِ حين رأتهُ يسير بإتجاه القصر:
- رجِعني البيت ياشهاب .. أنا خايِفة من أخُوك، مِش عايزة أتجوز قتال القُتلة دِه!
- على فكِرة أنتِ ظالماهَ!
توسِعت حدقتيها فُور ان نطِق بهذهِ الكلمات، من ظِلمت صُهيب، وهُو لايعلم بأنهُ الطاغـي الوحيد بهذهِ العائِلة!
خرِج من السيارة وفتح بابها، كادِت أن تلكِمهُ بكُوع ذراعيها، ولكِنهُ تفاتِها وحملها فُوق كِتفيهِ وهي تصرخ، حمدالله حين علم بذهاب "سُوسن" لزيارة لورا في المِشفى.

وِصل لإسفل السرداب الذي كان يحتوي على فراش متهريء، ولمبة برتُقالية الضُوءِ، ضربتهُ بركبتيها على بِطنهُ، ولكِنهُ لم يتأثر ليبتعد عنها قائِلا:
- أنا مِش فاهم مالك؟
- مالـي؟، أنتَ بتسأل بجد!، أنا واحدِة مخطِوفة وبتقولي مالي؟! أما أنت غريب أوي.
نظِر إليها بأعُين الإستعطِاف لتعلم بأنهُ يريدها أن تتخلى عن غضبها، لتبعد وجهها عنهُ بنفُور قائِلة بفتور :
- أنا مابكِرهش قد أخُوك وبايِن أوي أنك هتنضم لرابطِة الكارهين من قبل حُور!
ضمِت ساعدِيها بغضبِ، ليقُول شهاب وهُو ينظر لقدِميهِ:
- تعـرِفي مين اللي خد بتار أهلك من أبوكِ؟
هزِت رأسها نافيِة ليقُول وهُو ينظر إليها بجدِية:

- صُهيب

"يتبع".

طِبعاً أتصدِمتوا لمَّا عرض على حُور الجُواز، بس ردِ فعلي كان مُتفاجِأ لما حاول يقتلها.

يلا عايِزة أعرف رائيكم في الرواية لغاية هِنا؟
ممكن كُل اللي يقرأ يقُول ويجِبروا بخاطِري💙💙💔.

#أمـاني_طارق.

براثن الذِئب.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن