الفصل الثانِي عشر.

18.9K 528 29
                                    

#بـراثـن_الذئِب.
[[ الفِصل الثانِي عشـر]].

___

- أنا آسِفة ياعُمران، بَس أنا مش هوافق اننا نتجوزِ.
أكمِلت بأعُين باكِية:
= أنتَ تِستاهِل واحدَة أحسن مِنيّ!
شدِّ على كِفها يمُسكهُ بحنُو قائِلاً برجاء:
- بِس أنا مِش عايزِ حد أحِسن منك
أنا عايزِك انتِ، أنتِ الوحيدِة اللي عايزِ أكمِل حياتي معها.
هتفت بصُوت كالآنِين:
= بكُل عيُوبي ومشاكِلي.
إبتسم وهُو يُقبِّل باطِن كفها:
- بحِبك ودِي كفاية ياحنان، أحنا منعرفش الدُنيا هتعمِل ايه فينا بِس هتفرق لما تشارِكيني حَياتي.
أغمِضت عينيها بآلم، شُعور الفقد يؤلمِها، تشعِر بفقدانها ذاتها ونِفسها، وتشعر بإنها خاطِئة ذات وجهة نظِر غابرة، نظِرت لهُ وتآملت عينيهِ الراجِية لها، كم تمنت لَو كانت وافقت على عَرض زواجهُ بها، كم تمنت يوماً بأن تُعيد ترتيب أحداث ماضيها..

= أنا خايفِة أظِلمك معايا.
نظِر لعينيها المَلئتان بالدِمُوع:
- وأنا مِش عايز حد غيِرك، أستنيتك كِتير ياحنان، هتظِلميني فعِلاً لُو رفضتي.
أكمل وهُو يُرَبت على كَفها:
- مُمكن بقى تدِيني فُرصة أفرح معاكِ؟
ثوانٍ للتفكِير ولكن بين عينيهِ دهراً كامِلاً، أومأت بإسِتسلام قائِلة لهُ:
= مُوافَقة.

___

صدِمة من قَولهُ، كِيف أخِيها، شِعر بثوران وغليانْ دَمهُ، تبتسمِ بِسُخرية وكبرياءَ قائِلة لهُ وهي تتقدِم ناحِيتهُ:
- مالك يا صُهيب بيه، مِصدوم كدِه ليه؟
أقتِرب منها وهُو ينُظر لزُمرداتيها بشراسة:
= أزَاي أخُوكِ ..أزاي؟، ظافِر مات!
وجهها الجامدِ لم يُخفي عليها الحُزِن والآلم والعبرات المُتلألأة بمُقلتِيها أظِهرت ضعفها، لمَ الحدِيث عن المُوتى يؤلم لهذهِ الدِرجة، رفعت نظِرها لهُ وهي تَصُك على أسنانها اللؤلؤية:
- كَريم من أبويا، آآه أخُويا اللي من دَمي ومن أمُي وأبويا مات، بِس رَبنا منسانِيش وسابلي اللي يعوضني عن أهلى اللي قتلتهم بإيديك النجِسة!
وضعت أصبع سبابتها تدِفعهُ من صدِرهُ العِريض، ليمِسك بذراعيها قائِلاً بقسوِة وعصبية:
= مَفيش قُوى ياحُور تقدِر تمنعني عنك، إنتِ فاهمـة؟
هتَف كَريم بتساءُل:
- فِي حاجَة ياحُور؟
تَرك صُهيب ذراعيها بهُدوء دُون أن يفصل عينيهِ عنها، أبتعدِت قائِلة بسُخرية وهـيَّ تُطالع صُهيب بثقة:
= مفيش حاجة ياكَرِيم، مِش يلا بينا.
غادَرا أمام عينيهِ، أسَرع بخطُواتهُ لمكتبهُ ليمَسك هاتفهُ ويهاتف أحد رِجالهُ .. أجَاب الرِجُل قائِلاً:
- أمَرك ياصُهيب بيهِ.
أجاب بصوتهُ الجهُورِي الغاضب:
= عايزِك حالاً تِشُوف حُور فين بالظِبط! وعايزك تعملي بحِث كده عن أخُوها اللي طلع من القوفة دهَ!
أغَلق المُكالمَة وهُو يزِفُر بِكُل عصبية يملُكها، سمِع رَنين هاتفهُ فظنهُ الرِجُل إلا أن كان صُوت المُتصل غريب وفي نَفس الوقت مألوِف، هتف صُهيب بجدِية:
- عايِز إيه يازاهِر، أرِتحت لما كُنت بتحاول تقتل حنان وأبنها!
هتف زاهِر بهُدوءِ:
= أنتَ عارف أوِيّ مِش أنا اللي عملت كده، بِس أنا مكُنتش أعِرف أنك بتتعدَى على الحُرمات ياصهيب، يا آخِي كُنت أحترمت العشرة اللي بينا ومتعملِش في ليلى كِده!

براثن الذِئب.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن