الفصل الحادِي عشر.

21.8K 573 20
                                    


#بـراثن_الذئِب.
[[ الفِصل الحادِي عشر]].

_____

"إستمِع قبل الحُكم، إنصح قبل العِتاب، إستقم قبل فوات الآوان".

" وللصُدِفة أنتَ دائم الظُلم على الجميع حتى نِفسك".

إنعقـاد حاجِبي "شِهاب" وهُو يتفِحص المدِّعُو "چلال" ولكِن الكِتمة التي أسفل عينهُ اليُمنى ذكرتهُ بهِ، هذا هُو الشِخص الذي أخبرتهُ عـشِـق بإنهُ حِبيبُها!!

تحدِث چلال بهُدوء:
- ألِف سلامِة عليك ياشهاب.
حـاول شهاب تمالكُ أعصابهُ وألا يبرح هذا المُغفل ضرياً مبرحاً، ولكِنهُ زِيف إبتسامة لازِجة قائِلاً بهدوِء:
= الله يسلمِك يادُكتور چلال.
وشدَّ بنُطِق 'دكتور' بغضبِ، نظِرت لهُ عِشق بغير فهـم من غضبهُ المُفاجِيء، ليفُاجِئها بنُطِقهُ بتساءُل:
- مِن إمتى وأنتُو مِع بِعض؟
زِمت شفتيها بحِيرة مِن قِولهُ الغِريب، لتقُول بتلقائية عفُوية:
= أنا وچلال صُحاب من سنتين بالظِبط.
صكّ شهاب على أسنانهُ قائِلا بعصبية ونبرة حادِة:
- أنا مقصدِش كده .. إنتِ فاهمِة قصـدي بالظِبط، من إمتى وأنتُو بتحِبُو بعِض؟!
هتفت عشق بحدِة:
= أنتَ بايِن عليكَ أنك أتجننت ولا إيه .. مِينْ ده اللي بحبهُ ياحِيوان.
كادِ أن يعنفها بحدِيث إلا ان يـد " جِلال" منعت تقّدُم عشق بإتجاه شهاب لتصفعهُ، هتف بهمِس بأذُنها:
- رِوحي ياعشِق هتتأخِري على شُغلك.
أومأت وهي تنظُر لـ شهاب تحمل بطِياتها الكُرهِ والبُغض، زِفر شهاب بعصبية حِين رِحلت ومِسح بكِفهُ على شعرهُ، ليقُول شهاب بتساءُل وعينيهِ في حِيرة:
= مُمِكن أفهـم إيه اللي كان مابينِكُم إمبارح والنهارِدة.
جِلس "چلال" على المِقعد المُجاوِر لفـرِاش "شهاب" ووضع رجِل على رِجل بهدِوء، هتف بنبرة باردِة:
- عشق عندِها إنفصام بالشخِصية بِس هِي مبتبقاش فاكِرة إيّ حاجِة عمِلتها بليل.
تساءِل :
= إشمِعنا الشِخصية الفاسدِة بتظهر بليل والبنت الرجُولية وأم لسان شبرين بتظهر الصُبح.
وضع چلال أصبع السبابة على أنفهُ كحرِكة عادِية لهُ ولكِن شهاب إنتبهَ لشيء بهِ كِتم بداخلهُ حتى يتأكد من شيء، قال چلال وهُو ينظِر إليهِ:
- لأن زِي ماقُولت شخصية عشق الفاسِدة متحررة وكُل شيء مُباح بين الظُلمات، ياريت متكِلمِش عشق تانِي بخِصوص حالتها أو أي حاجِة بتحِصل مابينكُم.
= وأنتَ فِعلا حِبيبها؟!
هتف ضاحِكاً:
- أعتقـد دِي حاجِة مِتخُصكِش بِس علشان أَرِيحك .. أنا حِبيب الشِخصية الفاسدِة دِي .
ثُم أكمل وهُو يخطِو خـارِج الغُرفة:
- أتمنـى أنك تِرتاح يا شهاب، أنتَ لسه مِشفتش أي حاجِة علشان تستغرب.
قطِب حاجِبيه من حدِيثهُ المجهُول، أعتدِل شهاب بالفراش ليتسطِح وينال قسطِ من الراحِة فِهُناك العدِيد من الأفكار تجُّول بخلدهُ ويريد طِاقة لينفذِها ..

___

- قُدِس.
نادِاها. بلهـفة من أمِرهُ وكأنهُ يستذوق حُروف أسمُها بشفتيهِ، أستدار ونظرِات الخجِل تتجِّول بعينيها الجمِيلة، أقتِربت منهُ بخِطُو بطِيئة قائِلة بإبتسامـة هادِئة:
= فِيّ حاجِة يافريد؟
- آه .. كُنت عايزِ أسألك عمِلتِ إيه مع اللي أسمهُ وائِل ده؟
عِضت على شفتيها بشرُود، ولكِنهُ وجدِ قسمات الحُزن مُبعثرة بين جُنبات وجهها الفطِن، لتقُول بهدوء مُطأطأة رأسها:
= أنا رِفضتهُ بِس والدِي قالي أن خُطوبتي على أبن عمتي الشهِر الجاي.
رِفعت عينيها لتصدِم بعينهُ المصدِومة والغاضبة رُبما، مِسح على شعرهُ بِعُنف جـِّم لينطِق بعصبية زائدِة:
- إيـه المُميز في أبن عمتك ده! إنتِ إيه ملكِيش رأي تعترضي؟!
إبتلع رِيقها بصعُوبة، يِصُرخ عليِها وكأنها حِبيبتهُ .. شعـر بإرتعاش جسدِها لينتبه بأنهُ جِعلها تبكِي، شعِر بلُوم لما فعلهُ بها، ما كان يجـدُر به الصُراخ عليها بهذا الشِكل!
- أنا آسف بِس نِفسي أفهم حاجِة ليه البنت اللي حسيت إني ممكن أتغير علشانها هتسبني!
نظِرت لهُ وعِينيها تتلألأ برقرقات الدِمع:
= أنا مِش عايِزاك تتغـير علشاني .
ثُم أكمِلت وهي تمِسح عينيها من العبرات:
= أتغير علشان أنتَ محتاج تتغير، علشان تتقوى برِبنا مِش علشاني.
أمِسك كِفها بغِتة قائِلاً برجـاءِ:
- طِيب قُوليلي أعمِلك إيه وترِضي وترفِضي أبن عمتك.
= هُو صِعب إني أرِفُض أبن عمِتي بِس مُمكن تيجِي معايا الندِّوة الدِينية؟!
هتف بتعجِب:
- ندوة دِينية! ودِي هتحضريها ليهِ؟!
هتفت بحماس:
= فِي شِيخ صُوتهُ جميل يذيب القلب وهُو بيتلو آيات من القرآن، مُمكن تيجِي لعل وعِسى ربنا يكِتبلك العُودة النهاردِة ليهِ.

براثن الذِئب.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن