الفصل الثالث عشـر.

18.7K 561 22
                                        


#بـراثِن_الذِئب.
[[ الفَصِل الثالِث عشر]].

___
" لاتنخدِع بالمشاهد المُزِيفة، فِلكُل مشهد حِقيقة خفية تحاول الظُهور ولكنك لاتأبا".

جَلست "لورا" تنظُر لإحدى المجلات بملل كَبير، لتسمَع دقات الباب لتهتف قائِلة بإبتسامة عريضة:
- أتِفضل.
كانت تعلم بأنهُ "ياسين" لانهُ أخبرها بأنهُ سيأتي في هذا المِيعاد ولكِنهُ لم يكن بمُفرده كانت بصحبتهُ فتاة، تفحَصتها لورا بحاجِبين معقودِين، فتاة ليست بطُولية قمحية البشِرة، ترتدِي حجاب ولكِن يظهر جزء أمامي من خُصلات شعرها البُنية، تضعَ مُزِين للشفاه وردِي اللون وإيلاينر بعينيها البنُية، كان ملابسِها بسيطِة .. ولكِن كان يبدُو عليها الإشمئزازِ.

= أعرِفك يا خديجِة دِي مراتي ورد.
حاولت لورا الإبتسام ولكِن أنقباض قلبها وتسارُع دقاتهُ في العُلو حِين هتف بكلمِة "مراتي" رُغماً عنها ظهر الجُمود جاليّاً على قسمات وجهها، لتهتف ببرود وثبات:
- تَشرفنا يامدام ورد.
إبتسم ورد بزِيف لتقُول وهي تنظُر بخيلاء لها:
= ياسين حكى عنك شُوية ..
لتقُول خديجِة بتعجب وأستنكارِ:
- بجــد!! بِس للأسف ياسين مكلمنِيش عنك.
نظَرت لورا بإبتسامة صفراء لهُ، ليرى بأن ورد رفعت أحدِى حاجِبيها بأستنكارِ وغيظِ وقالت لهُ:
= ماشِي ياياسينْ ..
ثُم أكملت وهي تنظُر إلى لورا:
- ألف سلامة عليكِ
ثُم نهضت وأخذت حقيبتها وذَهبت، لتضم لورا شفتيها قائِلة لهُ بتعجِب:
- مَكُنتش فاكِرة أنك هتتجوزِ دِي.
نظِر إليها ببعض بغضب هاتفاً:
= دِي طَريقة تكلمِي بيها حد! ثم ازاي تكذبي اني مكلمتكيش عنها.
أعتدَلت بجلستها قائِلة وهي ترفع إحدى أصابعها:
- أيون ماكلمتنيِش عنها، أنا أفتكَرتها هتبقى بشكَل أحِسن مش كده، متبرجة وشعرها نصهُ طالع!
زَفر بضيق قائِلاً:
= أعتقد دِي حاجة تُخصها ومتحسسنيش أنك محتشمة يا آنِسة خديجِة.
شعرت بالغصة بحلقها، صحيح من هي لتعاتبهُ في أختيارهُ وهي بهذا المظهرِ، عضت على شفتيها بحرَج من قولهُ، لتقُول بحُزِن:
- بَس أنا يعتبر معرفش حاجة عن الدِين بس هي تعرف يا ياسين!!
تنهـد بضيق ليهتف بهدِوء:
= أنا آسِف بس ورد كان صعب أنها تيجِي.
- مكنتش جت انا محبتهاش أصَلاً.
تجنبت النظَر بعينيهِ، ليبتسم وهُو يراها هكَذا تتغاضى النظِر لهُ وتنظُر لجانَب آخر، هتف وهُو يبتسم بهدوء:
= أنا بعتذِرلك .. مَكنتش اقصد أنفعل عليكِ.
نظِر إليهِ لتقُول وهي تضُم ساعدِيها لصدِرها:
- هقبل إعتذارك بِشرط أنك تنزلنِي الحديقة تحت.
إبتسم بإتساع هاتفا:
= أنتِ تؤمـريّ.

___

كانت تستندِ بكِلتا يدِيها على الماشِية لتَسير بجِوارهُ على مَهل، كان صامِتاً لايفتح أي مُوضوع، لتهتف بملل:
- أحنا منزِلناش علشان نِسَكُت.
أكملت وهي تنظُر لوجههُ:
- حِبيت وردَ؟!
إبتسم إبتسامة جانِبية وتنهد قائِلاً:
= جُوازنا صالونات، مَكُنتش أعرفها قبل، بِس بحترِمها وبحترم أفعالـ..
قاطِعتهُ بجدِية وهي تقف أمامَهُ:
- أنا بسأل سؤال واحِـد! أنتَ بتِحبها؟
نظَر لعينيها لثوانٍ شارِدة لينِطُق بتأمُل:
= وانتِ بنِسبالك الحُب إيه؟
-الحُب إهتمام وكرامِة ودِفيء.
أكمل عنها:
= وأحترام، منقدرش ننكَر الجُزِء ده من أيّ علاقة!
- مانكَرتهوش بَس مقدارِهُ ماينفعش يتعدى حاجة تانِية!
أنتَ مِش بتحبها صح؟!
لم يستطِيع إنكار الحقيقة المُرِّة، ليومأ قائِلاً:
= أنا مُوافق أكمل معها حياتي بالشِكل دهَ.
- ليهِ !! وأنتَ تقدَر تكمَّل مع الحد اللي يستاهلك وتستاهلهُ؟!
هتف بهدِوء:
= الحد ده معرفتش ألاقيهِ ياخديجِة!!
حِين لفظ الأسم شعرت بحرارة وجنتيها، جِلست على المقعد الخَشبي بالحدِيقة ليجاوِرها هُو أيضاً، لتقُول قاطِعة الصمت:
- ولو لقيت الشَخص ده، هتقدر تسيب ورد؟
نظِر إليها بتعجُب وإستنكار، كانت هي صامتة تنظِر لكَفها الذي يتعرق بهدِوء، إبتلعت ريقها بتوُتر قائلة:
- أنا بحبِّك من ساعَة ماشوفتك و..
قاطِعها ضاحكاً:
= مُستحِيل، هتلاقيها مشاعر عادِية ياخديجة!
شعرت بالإهانة لمشاعرها، المرة الأولى التي تشعر بأنها تُحب حقاً وأن هذهِ المشاعر ستزوُل مع الأيام ولكَن كان العكِس، كان قلبها يشتدِّ عودهُ لحِبَّهُ وهُو لايـدِريّ، أغمَضت عينيها لتهبط دَمعة على خدِها، قالت بحِزن وعينيها تتلاقى بعينيه:

براثن الذِئب.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن