#رِواية_براثِنْ_الذِئب.
[[ الفـصِل الوُاحِـد والعِشِرُونْ]].
___
- بِداخِل المِشفى، ممَّر غُرفة العمِليات.
كان "صُهيب" واقفِاً أمام الغُرفة يتنفِس بِثقُل وهُو يشعُر بالقلق حُول صدِيقهُ، أمَّا حنان كانت شاردِة باكِية .. تنظُر إلى للامكانْ، وقلبها ينِغس عليِّها بقُوة من الآلم تُعاتِب رُوحها على ماقالتهُ لهُ، سمِعت صُوت رِكض حتى تِبِّينت شخصية الراكِض كانت حُور.فقد هاتِفها صُهيب لتكُّون بجُوارِ حنان، ألقـىٰ صُهيب نظِرة خاطِفة عليِّهُم راى حِنان بإحضان حُور تبكِي بحِرقة وقهِر!
وكُّلما يخطُر بعقلهُ مشهد إصابة عُمران بالرِصاصة يغلي الدم بعرِوقهُ .. هُو يعلم بأن الرِجال الذيِن رأوهُم ليسُوا رِجال زاهِر. رِجال غُرِباء وكان مَّقصدِهُم الأساسِي حنان ليس غيرِها.وجدِ أخُتهُ الصُغرى "خديجِة" تقتِرب منهُ ببِطُيء متهيأة للبُكاء، لترتمِي بحضنهُ قائِلة بصُوت مكتُوم:
- هُو آبِيهِ عُمران هيبقىٰ كُويس؟
أحاطِ جسدِها بذراعيهِ يُربتَّ عليها بِرفق قائِلاً بهُدِوء:
- إن شِاء الله ياحِبيبتِي هيبقَىٰ بخير.مَّرت عليهُم خمِسة ساعات وهُو بداخِل العمليَّات وممازادِ الفزِع بأفئدِتهُم، ليخُرج الطِبيب بهُدوِء مُريب وجبهتهُ تتصبب عَرِقاً خلع كمامتهُ ليقف أمام صُهيب بوجههٍ هادِئ، ليقُول صُهيب بقلق:
- عُمران عامِل إيهِ يادُكتُورِ؟
ضَّم الطِبيب شفتِيه بآسِف قائِلا:
- حالتهُ صعبة اوي، أتِصاب تلات رصاصات قدِّرنا نخرج أتنِين والتالتة كانت غائرِة فكان مِن الصعب نطِلعها، أتمنىٰ إنك تدِعيلهُ .. لأن حالتهُ مطمنِش.
ذِهب الطِبيب إلى مكتِبهُ، وترِك صُهيب في دُوامِة اللَّوُم والعتِاب لنِفسهُ، نظـر إلى حنان التي بدا نحِيبها بالعُلِّو لتهتف بقهِر:
- يارِيتني اللي أتصابِت ياريتني كُنت أنا، هُو ميستحِقش يحصلهُ حاجِة وحِشة ..
ظِلت تندِب حظِها وتضُّمها حُور بقُوة حتى تهدأ ولكِن بُكائها لايهدأ ولاتصُمت عن اللوم، مما جعل خديجِة تبكِي رغماً عنها من المشهدِ، هُنا قرر صُهيب بأن يتخذ القرار النِهائي لينهي كُل شِيء .. لن يِصمد ولن يصمت لاحد بل سيبدأ بالمُواجهِة النهائية.____
مَّرِت ساعـة ودِخل شِهاب الغُرفة ليرى "عِشق" جالسِة على الفراشِ تنظُر بشرُود إلى كِف يدِيها بحُزِن وأعُين دامِعة قليلاً، حِين أغلق بابِ الغُرفة أنتبهت لهُ، ولكِن لم تقدِّر على رِفع مُقلتيهِا وتنظُر إليهِ ..
ألتقطِ الهاتف من المنضدِة لينظُر إليهِ بإبتسامِة ماكِرة وقبل أن يقتِرب من عشق، وجدِها تنِهض لتأخُذ بعض المِلابس من الخِزانة، عقد حاجِبيهِ من وجهها الشاحِب والملامِح المُنزِعجِة، وقبل أن تدِخُل للمِرحاض أمسكِها برفق من رِسغها قائِلا بتساءُل:
- مالك ياعِشق مضايقة ليهِ؟
وجدِها تصك على أسِنانها بقُوة، تتنِفس الهُواء بغضب ساخطِ، هل يظُن بأن الأمِر هِين عليها؟ أن تراه يقَّبِل آخُرى وكأن الأمِر لايعنيها وحدِيثهُ المكِروه عنها .. أليس هذهِ أسباب واضحِة لتنزعج منهُ ..
أبعدِت يدِيهِ عنها وكادِت أن تدِّخُل للمِّرحاض إلا أنهُ أمِسكـ بكفها بقُوة هذهِ المِّرة ليجعلها تصطدِم باب المرِحاض بخشونة، ليهتف بحـدِة:
- مِّش هفضل أماطل في الكلامِ، مالك؟
نظِرت لهُ بحزِن وهي تشعُر بكم هي قليلة من أفعالهُ، لم تستطِيع التفُوه بإي حِرف مِن الغصِة المُتكُّونة بحِلقها، لتهتف بقلة حِيلة بِصُوت متحشِرج:
- سيبنِي ياشِهاب دِلوقتِي.
ولكِنهُ لم يترُك كِفها بل قصِر المِسافات بينهُما وهُو ينظِر إلى عينيها بإستفهام، هتف بصُوت خافِض:
- مالك ياعِشق؟
لتعُض على شفتِيها من آلم حادِ ناتج من قلبها، هتفت بسخطِ وآلم:
- حرام عليك اللي بتعملِهُ فيا ده!، هُو أنت شايِف اللي عملتهُ تحت حاجِة عادِية! ليِّه قربت منها بعد ما اخدت التلفُون ..
فجأة وجدِتهُ يضحك بسُخرية لتنظُر إليهِ بآلم جَّم، ليهتف وهُو يحاول كِتم ضحكاتهُ:
- مِعلش ياعِشق بِس انتِ زِعلانة علشان كدِه دَه حاجِة تافهة يعني ..
هتفت بصُوت مبحُوح وهي تبكِي:
- أنتَ شايف انها تافهة ياشهاب بِس أنا لا، عارف ليه لا، انا واحدِة ست وأبقىٰ مراتك، انا اللي عايزِة كلامك الحِلو مِش السم اللي بينغس البدِّنْ، أنت متجُوزنِي علشان صفقة وهطِلقني علطُول! ليه مقُولتلهاش الحقيقة، أنا منظِري قُدامها ايه ..
ولكِن اكملت وهي تقتِرب منهُ وتدِفعهُ بصدِرهُ:
- أنتَ شايف كُل حاجة تافهة ليهِ، ليهِ شايف إني معندِيش قلب زِيك، يا آخي انا مقتلتلكِش حد! انا واحدِة عيبها كُله انها حبيتك وأتمنيت انك تحبني بِس ده انا اللي عملتهُ.
أنت تقرأ
براثن الذِئب.✅
Romanceيِقُول "نـزار القبانـي: "الماء في عينيك زيتيٌ.. رماديٌ.. نبيذيٌ.. وأنا على سطح السفينة، مثل عصفورٍ يتيمٍ لا يفكر بالرجوع". لم تكُن تعلم بأنها دِخلت جحرهُ من البداية، وكُل ماكان خلف الستار، إنِكِشف لتبدأ المِسرحيِة بتمثيل مُتِقّن برع فيهِ، وبرعت...